كوالالمبور ، 27 إبريل 2014 ، وكالات –

 اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس دعمه للسلطات الماليزية التي تتعرض لانتقادات شديدة بسبب عدم فاعلية عمليات البحث عن طائرة الرحلة ام.اتش370 المختفية منذ 8 اذار/مارس الماضي. الامر الذي رحبت به الحكومة الماليزية على لسان وزير النقل هشام الدين حسين.

وانتقد اهالي الضحايا عدم الكفاءة والسرية التي اتسم بهما، التحقيق في اسباب اختفاء الطائرة. ومن المتوقع ان يغادر اوباما ماليزيا صباح الاثنين متوجها الى الفيليبين المرحلة الاخيرة في جولته الاسيوية.

وقال وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين ان اوباما، الذي يقوم  باول زيارة لرئيس اميركي الى ماليزيا منذ ستينيات القرن الماضي، “قال انه يدرك ان الطريق طويلة وشاقة. سنعمل معا. والدعم مازال قائما”. واضاف الوزير “سعدت جدا بسماع ذلك لان الطريق طويلة فعلا”. 

وكانت طائرة الرحلة ام.اتش370 للخطوط الجوية الماليزية المتجهة من كوالالمبور الى بكين اختفت في 8 اذار/مارس وعلى متنها 239 راكبا بينهم 153 صينيا. ويبدو انها سقطت في المحيط الهندي الا انه لم يعثر لها حتى الان على اي اثر رغم عمليات البحث الهائلة التي مازالت مستمرة.

 وانتقد اهالي الضحايا عدم الكفاءة والسرية التي اتسم بهما، حسب قولهم، التحقيق في اسباب اختفاء الطائرة. وبعد اليابان وكوريا الجنوبية وصل اوباما السبت الى ماليزيا ليصبح اول رئيس اميركي في منصبه يزور هذا البلد منذ ليندون جونسون في 1966.

 وهذه المحطة جزء من جولة اسيوية يسعى اوباما من خلالها الى تعزيز تحالفاته والترويج لمشروعه من اجل اتفاق تجارة بين دول المحيط الهادئ وسط قلق حول تزايد نفوذ الصين. لكن القضايا الساخنة الاخرى حول العالم تتدخل في برنامج جولته تكرارا.

 واضطر الرئيس الاميركي في محطتيه السابقتين في اليابان وكوريا الجنوبية الى التعامل مع المواجهات المتصاعدة مع روسيا في اوكرانيا وتدهور محادثات السلام في الشرق الاوسط والعدوة القديمة كوريا الشمالية.

 وقال اوباما في ختام زيارة استمرت يومين الى كوريا الجنوبية ان سعي كوريا الشمالية، “الدولة المارقة” بحسب وصفه، المتواصل لحيازة السلاح النووي “طريق يؤدي الى مزيد من العزلة”.وتحرص واشنطن على تعزيز علاقاتها مع ماليزيا التي تشهد ازدهارا اقتصاديا بينما تعاني الولايات المتحدة من مشاكل بسبب صورتها في العالم الاسلامي.

 الا ان ماليزيا شريك تجاري قريب من الصين واعترضت على نقاط اساسية من الاتفاقية التي يقترحها اوباما للتجارة بين دول المحيط الهادئ.

 ومع التعبير عن دعمه للسلطات الماليزية يتعين على اوباما ايضا ادراك ان فئات كبيرة من المجتمع المتعدد الثقافات سئمت حكم الفساد المنتشر على نطاق واسع مع حكومة الائتلاف الحاكمة منذ 57 عاما.ويطمح الرئيس نجيب رزاق في الحصول على موافقة الخارج فهو يطرح نفسه كمسؤول اصلاحي ومعتدل دينيا.

 الا ان زعيم المعارضة انور ابراهيم قال في بيان السبت حث فيه اوباما على دعم “الحرية والديموقراطية” في ماليزيا، ان “الواقع هو ان النظام فاسد ومتسلط”.واضاف انور ابراهيم “ستكون فرصة مؤاتية للترقي الى مستوى المثل التي دعا اليها اوباما في حملته والايام الاولى لتوليه الرئاسة”.

 وفي عشاء رسمي مساء السبت اقامه ملك ماليزيا يانغ دي برتوان اغونغ قال اوباما “يمكن ان نكون مختلفين كثيرا كدول لكن شعوبنا لها نفس الامال والطموحات”.

 وتعرضت حكومة نجيب رزاق لانتقادات متزايدة حول مضايقة المنافسين وقمع حرية التعبير خصوصا بعد انتخابات العام الماضي التي حصدت فيها المعارضة تاييدا شعبيا كبيرا.الا ان نجيب ظل في الحكم من خلال ما يقول النقاد انه نظام انتخابات يعطي الافضلية لائتلافه.

 وادين انور في السابع من اذار/مارس وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات بتهمة اللواط التي اثارت جدلا والتي يقول ان دوافعها سياسية وشككت بها الولايات المتحدة. ويواجه عدد من الناشطين والمعارضين والعاملين في المجال الانساني تهما متعددة تشمل التحريض، بينما يشكو المسيحيون من مضايقات.

 وفي مقابلة نشرتها السبت صحيفة “ذي ستار” الناطقة باسم الحكومة، قال اوباما ان الدول الاكثر نجاحا هي التي “تحافظ على الحقوق الانسانية لكل مواطنيها بغض النظر عن الانتماء السياسي والاتني والعرقي او الديني”.

 

ومن غير المقرر ان يقابل اوباما انور الا ان مستشارته للامن القومي سوزان رايس ستقوم بذلك. في المقابل سيستمع اوباما الى ممثلين عن عدة مجموعات معارضة للحكومة. 

من جهتها، اصدرت منظمة العفو بيانا دعت فيه اوباما الى “التحدث بالنيابة عن كل الذين تسكت السلطات الماليزية اصواتهم”.وتعتبر ماليزيا احدى الدول التي لها مطالب حدودية في بحر جنوب الصين حيث اثار موقف الصين القلق. 

وفي المقابلة مع الصحيفة اشار اوباما الى التعاون الامني المتنامي مع ماليزيا كوسيلة لضمان “حرية التنقل في ممرات مائية دقيقة” وان الدول “تلتزم بالقواعد نفسها” في اشارة واضحة الى الصين. 

ويعتقد المراقبون ان نجيب يريد الاستفادة من تاثير اوباما ازاء الانتقادات الداخلية وقضية الطائرة.ومن المقرر ان يلتقي اوباما ملك ماليزيا يانغ دي برتوان اغونغ السبت وان يحضر عشاء دولة. 

والاحد سيزور المسجد الوطني في كوالالمبور وسيعقد اجتماعا ثنائيا مع نجيب قبل ان يلتقي مسؤولين من الشبيبة من مختلف دول جنوب شرق اسيا.ومن المتوقع ان يغادر اوباما ماليزيا صباح الاثنين متوجها الى الفيليبين المرحلة الاخيرة في جولته الاسيوية.