دبي، الإمارات العربية المتحدة، ١٠ إبريل 2014 آسية عبد الرحمن٫ أخبار الآن –
كان مشهد الطوابير النسائية المصطفة أمام مراكز الاقتراع في الانتخابات الأفغانية، أهم مشهد في الشاشات الغربية والعربية، ومحل إشادة من المشرفين على الانتخابات، ذلك لأن النساء الأفغانيات كن خلال العقدين الماضيين الأكثر عرضة للظلم والتهميش، ففي مجتمع تمثل فيه النساء أكثر من النصف، ولم يعرف الاستقرار خلال العقود الأربعة الماضية، ويعيش حزمة أزمات اقتصادية وأمنية، ويعد المرتع الأكبر للجماعات المتطرفة، تكون المرأة الحلقة الأضعف فيه دائما.
قمعت النساء بوحشية في أفغانستان تحت حكم طالبان منذ عام 1996 وحتي عام 2001 وأُجبرن علي الخضوع، وسُلبت منهن حريتهن الشخصية.حيث جري التمييز بصورة منتظمة ضدهن، كما انتهكت حقوقهن. ومنعت، في ظل حكم طالبان، من تلقي التعليم، وتعرضنَ للضرب علناً، كما أجبرنَ علي ارتداء البرقع.
ولم يكن مسموحا للنساء بالعمل ولم يكن مسموحا لهن بالتعلم بعد سن الثامنة. فيما توجب على النساء اللائي يسعين للدراسة إلي الذهاب إلي مدارس سرية بعيدة عن أعين طالبان.
وتذكر منظمة العفو الدولية أن 80٪ من الزيجات في أفغانستان كانت تتم قسراً،
شكلت السنوات بين 1996 وحتى 2001 التي حكمت فيها طالبان، وما بعدها من الحرب الأميركية والعالمية التي كانت أفغانستان مسرحا، أسوأ فترات التاريخ على النساء الافغانيات.
والغريب ان النساء الأفغانيات كن في العقود الأولى والمنتصفة من القرن الماضي في مستوى من التطور والرقي والمشاركة الفاعلة في ميادين التعليم والعمل أكثر من كثير من نظيراتهن في اسيا الوسطى، فضلا عن العالم العربي.
خلال السنوات الأخيرة حاولت الحكومة الأفغانية فك العزلة عن النساء، وإنتشالهن من الوحدة التي وضعتهن فيها طالبان، إلا المراحل التي قطعتها المرأة الأفغانية حتى الآن ما زالت بعيدة حتى عن المستوى الذي كانت عليه النساء بداية التسعينات، حيث شكلن ” 70٪ من نسبة المعلمين و50٪ من نسبة العاملين بالدولة و40٪ من نسبة الأطباء. ووفقاً لتقرير وزارة الخارجية من مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل لعام 2001 أظهر كيف تم منح النساء الحق في الانتخاب في عام 1920.” بحسب تقرير سابق لصحيفة الديلي ميل البريطانية.
شاركت النساء الأفغانية بفعالية في التصويت، وهي الخطوة الأولى نحو مشاركتهن في صنع القرار، والأمل الأكبر ان تشهد تلك المشاركة تطورا يصل مرحلة أن يكون تمثيلهن في البرلمان مناسبا لعددهن، أما أن يتولين تسيير الدولة فذلك حلم قد لا يدركه الجيل الحالي، ولكنه ممكن.