كييف، أوكرانيا، 22 فبراير 2014 –

رحب البيت الأبيض بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة  لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.

وأجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثة هاتفية وصفت بالبناءة مع نظيره الروسي فلادمير بوتين اتفقا خلالها على ضرورة الاسراع في تنفيذ الاتفاق الخاص بأوكرانيا.
وقابل الآلاف من المتظاهرين قادة المعارضة عند ظهورهم في ميدان الاستقلال بكييف بصيحات الاستهجان بعد توقيعهم الاتفاق مع الرئيس يانوكوفيتش.

 فقد قوبل الاتفاق الذي تم بوساطة أوربية بتشكيك من جانب عدد كبير من المحتجين الذين مازالوا يعتصمون في ميدان الاستقلال في العاصمة كييف.

من جانبها قالت منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوربي كاترين اشتون, إن تنفيذ الاتفاق يمثل تحديا كبيرا.
وينص الاتفاق على اجراء انتخابات مبكرة في شهر ديسمبر المقبل وتشكيل حكومة تصريف أعمال, فضلا عن تعديل الدستور.
وقد صوت البرلمان الأوكراني للمصادقة على الاصلاحات الدستورية التي نص عليها الاتفاق
وقام النواب بتقليص صلاحيات الرئيس التنفيذية ودعموا تشريعا قد يؤدي الى اطلاق سراح زعيمة المعارضة القابعة في السجن يوليا توموشينكو.

                                      
وكان ثلاثة وزراء خارجية من الاتحاد الاوروبي ومبعوث روسي توجهوا الى كييف لاجراء محادثات طارئة الخميس وسط تزايد القلق بشان الازمة التي حولت اوكرانيا الى ساحة حرب بين موسكو والغرب.
             
واجرى وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبولندا محادثات منفصلة مع قادة المعارضة في محاولة لاقناعهم بالتوقيع على الاتفاق.
             
وعقب التوقيع على الاتفاق صوت البرلمان الاوكراني الجمعة لصالح العودة للعمل بدستور 2004 الذي يحد من سلطات الرئيس ويمنح البرلمان الحق في تعيين وزراء رئيسيين في الحكومة.
             
وصوت البرلمان المؤلف من 450 مقعدا على هذا التغيير الدستوري باغلبية 386 صوتا.
             
وفي رد فعل على التوقيع على الاتفاق رحب البيت الابيض بالتوصل الى تسوية. واعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان “الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق الموقع اليوم بين الرئيس الاوكراني (فيكتور) يانوكوفيتش وقادة المعارضة”.
             
بينما دعا رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى “تطبيق الاتفاق بحرفيته وفي اسرع وقت”.
             
كما رحب وزير خارجيته لوران فابيوس بالاتفاق ووصفه بانه “خروج من الازمة” واصفا الاجواء التي جرى فيها الاتفاق بانها “مخيفة”.
             
وصرح للصحافيين ان الاتفاق “احتاج الى ساعات وساعات من المفاوضات: اكثر من عشر ساعات مع الرئيس يانوكوفيتش ونفس الفترة تقريبا مع ممثلي المعارضة”، مضيفا ان المفاوضات “جرت في جو مخيف وسط سقوط عشرات القتلى”.
             
كما اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالرئيس الاوكراني طالبا منه العمل على التطبيق الكامل والسريع للاتفاق في اوكرانيا، حسب ما قال المتحدث باسمه فرحان حق.
             
وقال المتحدث ان الامين العام “طلب بالحاح من الرئيس تطبيق الاتفاق بشكل كامل وباسرع وقت ممكن”.
             
ورحب رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي بالاتفاق الا انه قال انه يجب يتبع ذلك خطوات ملموسة.
             
وقال ان “الاتفاق هو تسوية ضرورية من اجل اطلاق حوار سياسي ضروري يوفر الطريق الدبلوماسي والسلمي الوحيد للخروج من الازمة التي تسببت بالكثير من المعاناة وسفك الجماء للجانبين. والان على جميع الاطراف التحلي بالشجاعة وتحويل الكلمات الى افعال.
             
وكان وزراء الخارجية الاوروبيون المجتمعون في بروكسل قرروا منع تأشيرات الدخول وتجميد ارصدة المسؤولين الاوكرانيين “الملطخة ايديهم بالدماء”.
             
كذلك توعدت واشنطن بفرض عقوبات على “المسؤولين الحكوميين المسؤولين عن اعمال العنف” في رسالة نقلها نائب الرئيس جو بايدن مباشرة الى الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش، فيما دعا وزير الخارجية جون كيري الى وضع حد لاعمال العنف و”القتل الجنوني”.
             
وبلغت حصيلة المواجهات بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت الرصاص الحي، 77 قتيلا منذ الثلاثاء بحسب حصيلة وزارة الصحة. واصيب حوالى 577 شخصا بجروح بينهم 369 ادخلوا الى المستشفيات.
             
واتهمت وزارة الداخلية الاوكرانية متظاهرين بفتح النار صباح الجمعة على شرطيين اثناء محاولتهم خرق الطوق الامني في طريقهم الى البرلمان. وكتبت الوزارة في بيان ان “اطلاق النار متواصل” متهمة المتظاهرين “بانتهاك الهدنة”.
             
واضاف البيان ان “مثيري الشغب فتحوا النار على عناصر في الشرطة وحاولوا خرق الطوق في طريقهم” الى البرلمان.
             
الا ان عاملين طبيين من المعارضة قالوا ان اكثر من 60 متظاهرا قتلوا برصاص الشرطة يوم الخميس وحده، وهو ما يرفع عدد القتلى الى نحو المئة.
             
وبدت الحياة وكانها عادت الى طبيعتها في معظم انحاء كييف بعد استئناف شبكة المترو عملها عقب اغلاقها لمنع المتظاهرين من الوصول الى ساحة الاستقلال ليل الثلاثاء.
             
الا ان العديد من المحتجين ابلغوا وكالة فرانس برس ان الاتفاق جاء اقل من المتوقع كما جاء متاخرا.
             
واعلن مساعد رئيس هيئة اركان الجيش الاوكراني يوري دومانسكي الجمعة استقالته احتجاجا على محاولات اقحام الجيش في النزاع.
             
من ناحية اخرى وبعد ساعات من الاتفاق صوت البرلمان الاوكراني الجمعة على قانون يلغي مادة في قانون العقوبات ما يفتح الباب نظريا امام اطلاق سراح المعارضة يوليا تيموشنكو المحكوم عليها بالسجن سبع سنوات.
             
وانطلقت الحركة الاحتجاجية في اوكرانيا عند اعلان السلطة تعليق مفاوضات حول اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي لصالح تكثيف العلاقات الاقتصادية مع موسكو وعلى الاثر نزل الاف المتظاهرين الى الشوارع في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.