كارولينا الشمالية، الولايات المتحدة، 5 يناير 2014، الإمارات اليوم –

حاول طفل أميركي 11 عاماً، الانتحار في منزل العائلة، الواقع في راليغ بولاية كارولينا الشمالية، بعد مضايقة رفاقه له في المدرسة.
وقالت صحيفة “ميرور” البريطانية، إن مايكل مورونز، وجد مشنوقاً في سريره، وهو الآن يصارع من أجل الحياة في المستشفى، بعد أن أصيب بضرر بالغ في الدماغ.
وقال والدا مايكل، إن ابنهما تعرض للإساءة بلا هوادة بسبب حبه المسلسل الكارتوني “ماي ليتل بوني”.
وقال شانون ساتل، زوج والدة الطفل إن “مايكل كان محبطاً لأن الأطفال كانوا يدعونه “الولد الذي يشبه فتاة في برنامج تلفزيوني”.
وأضاف ساتل “والدته وأنا قلنا له لا توجد مشكلة فيما يعتقده الآخرون عنه بل المهم ما يعتقده هو”.
وبسبب مضايقات رفاقه في المدرسة، حاول مايكل الانتحار، وقد نقل إلى المستشفى، لكن دماغه كان قد عانى من نقص في الأكسجين. وتراقب عائلته حالته الصحية في الوقت الذي يقوم فيه الأطباء بتقييم حجم الضرر الذي تعرض له دماغه وقلبه ورئتاه.

طفل يحاول الانتحار بسبب زملائه في المدرسة

و تبدو أن ظاهرة التنمر أو الاستقواء بدأت تتزايد حجما ونوعا وأسلوبا خاصةً في الآونة الأخيرة، بحيث صارت تحدث بمعدلات عالية جدا في شتى أنحاء العالم. ففي بريطانيا، تنتشر هذه ظاهرة بنسبة 25% في المدارس الابتدائية و10% في المدارس الثانوية. في حين تشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف الأطفال في العالم تعرضوا مرة واحدة على الأقل للتنمر، خلال المرحلة المدرسية، وأن نسبة 10 في المائة منهم يتعرضون لنوع من الضغوط العنيفة بشكل منتظم.

طفل يحاول الانتحار بسبب زملائه في المدرسة

إذ يعرف التنمر في المدارس بأنه استقواء طالب أو مجموعة من الطلاب على زميل لهم في الصف أو المدرسة، مضايقته جسدياً أو معنوياً، ويرجع علماء النفس التربوي سلوك التنمر عند الطفل لعدد من الأسباب منها: رغبة الطفل في لفت الانتباه إليه، أو عدم شعوره بالأمان. أو كوسيلة للتعبير عن مشاعر الغيرة أو للتنفيس عن الإحباط الذي يعيشه نتيجة ظرف ما، ويسهم الأهل أيضا في هذه الظاهرة، من خلال تشجيع طفلهم على ضرب من يضربه، أو من خلال استخدامهم الضرب كوسيلة عقابية له، كذلك … مشاهدة الكثير من أفلام العنف تؤدي أيضا إلى الأفعال العدوانية، إضافة إلى تساهل إدارة المدرسة في اتخاذ الإجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين و المتنمرين.

و تظهر على الطفل الضحية بعض العلامات التي تؤشر إلى معاناته، وغالبا ما نراه يشكو ويتذمر من المدرسة، وقد يدعي المرض لعدم الذهاب إلى صفه. وقد يعود إلى المنزل وثيابه أو كتبه ممزقة، و أحيانا قد تكون هناك كدمات على وجهه أو جسمه، قد يصبح متقلب الرأي وسيئ المزاج، ويمكن أن يصاب بالأرق والقلق، أو يصبح عنيفا مع إخوته، أو أنه ينعزل ويرفض القيام بأي نشاط، حتى إن أداءه الأكاديمي يتراجع، ومن علامات تعرض الطفل للتنمر أيضاً فقدان أشيائه باستمرار، أو مطالبة أهله بمزيد من المال ليدفعها ربما إلى المتنمر الذي يطالبه بها، تفاديا لتعرضه للضرب، فيما أكد تربويون أن الأسرة والمدرسة والإعلام وراء انتشار ظاهرة الشغب والعنف بين طلاب المدارس المتمثلة بالتنمر، مطالبين في الوقت نفسه بتشريعات جديدة مشددة تحكم سلوك الطلبة داخل المدارس، لا تخضع لأية استثناءات من قبل الإدارات المدرسية، لتقليص هذه الظاهرة. ناهيك عن دور الأسرة في تنشئة الطفل وتصحيح مسار سلوكه من خلال التوجيه والمتابعة المنظمة وبأساليب تنمي شخصية الطفل تنمية سليمة، لذا يحتم على الأهل مراقبة أطفالهم عن كثب لحمايتهم ومساعدتهم على تخطي مشكلتهم.