دبي، الإمارات العربية المتحدة، 18 يناير 2014، آسية عبد الرحمن، جريدة القبس –

في هذه الحلقة الثالثة من تلخيص كتاب الكاتبة الفرنسية ديان دوكريه عن حياة أسامة بن لادن، نحاول التركيز على كيفية تعامل بن لادن مع أبنائه، فالرجل الذي كان يرى في زيادة عدد الأولاد زيادة للجنود المؤمنين بفكره المتطرف، لم يوفق في ذلك، ومع تزايد أولاده بشكل ملحوظ في وقت قياسي بسبب زوجاته الأربع، كانت بوادر التمرد على فكر الرجل المتزمت تظهر عليهم في أولى سنوات المراهقة، فنجوى زوجته الأولى التي تزوجها طفلة في الثانية عشر من عمرها أنجبت عددا كبيرا من الأبناء وجدت نفسها عاجزة تماما عن العناية بهم وحدها.
ولم تكن قادرة على إخفاء معالم التمرد الذي بدأ يكبر شيئا فشيئا في عقول أطفالها المراهقين ضد تسلط والدهم “فعبد الله البكر، كان يختفي لساعات طويلة على متن دراجته النارية، وأما الثاني وإن كان يفضل البقاء في البيت فإنه كان يبدو ضائعا.
وأما سعد الطفل الثالث فكان يعاني من فرط الحركة، حيث كانت ساقاه تتحركان أكثر من لسانه، لقد كان يركض دون توقف، بينما كان عمر يفضل قضاء معظم أوقاته على الحصان، الذي كانت تعشقه نجوى، لكنها كانت ممنوعة من امتطائه، حيث كان من المستحيل أن يراها رجل من غير أفراد العائلة على ظهر الحصان”
قائمة الممنوعات
كان أسامة يشترط أن يعطى أطفاله القليل من الماء منذ ولادتهم، وكان يصر على أن يشربوا فقط عند الحاجة المطلقة.. على أولاده أن يكونوا صبورين وأن يعرفوا قوانين الصحراء.. إنها قواعد فرضها أسامة على البنات والأولاد على حد سواء، وكان يصطحب أولاده للسير لمدة ساعات في الصحراء الملتهبة، دون أن يسمح لهم بشرب قطرة ماء واحدة حتى العودة، ويقول عمر «لقد ذهب إلى درجة أن قال لنا علينا أن نمتنع عن التفكير في الماء».
وأحيانا كان يضيف تمرينا إلى برنامجهم ألا وهو تمرين التسلق «قال أسامة في احد الأيام لأولاده: لقد اخترت منطقة تتكون من العديد من الربوات، ولن يكون هناك أي مجال لشرب الماء قبل الانتهاء من عملية التسلق».
كان من الصعب على الأولاد منافسة الأب ولا مجاراته «لقد كان يتسلق بخفة، ولا احد كان يجاريه رغم أنه لم يكن يتمتع بجسم وعضلات قوية».
العقوبات الصارمة
لقد كان أسامة يعاقب أطفاله برفق عند ارتكاب أي حماقة، فيما كان يمنعهم من استعمال المكيف أو التيار الكهربائي بإسراف، ما دفعهم إلى الاحتجاج على هذه التعليمات التي لم تحرك شيئا في والدتهم.
الألعاب ممنوعة
كانت اللعب ممنوعة في البيت، لذلك أهدى أسامة لأطفاله مجموعة من الماعز، فيما جلب لهم في احد الأيام صغير غزال، الأمر الذي أزعج نجوى، التي منعت أطفالها من إدخاله للبيت، لكنهم فعلوا ذلك وادخلوه عبر النافذة.
وتعد كرة القدم من أندر الألعاب التي تُليّن الأب الصارم، وعن ذلك يقول عمر «أتذكر جيدا اليوم الذي جلب فيه كرة للبيت.. لقد شعرت بصدمة، وكان ذلك واضحا لدرجة انه ابتسم.. لقد اعترف لنا بأنه مولع بكرة القدم وأنه سيلعب معهم، أنى يسنح له الوقت».
وأما اللعبة الأخرى التي كان يحبها أسامة فهي لعبة الريكبي، التي تسببت في أحد الأيام بإصابة كتفه الأيمن بعد أن سقط أرضا، حيث نقل للمستشفى وأجبر على أخذ حقن كورتيزون، والخضوع لإعادة تأهيل لمدة ستة أشهر بعيدا عن باكستان. كانت نجوى تفضل بقاء زوجها إلى جانبها غير أن الأطفال، كان لهم رأي آخر. ويقول عمر في هذا الشأن «لم يرغب أشقائي في ذلك، لأنهم لا يتحملون بقاء والدنا أكثر في جدة، كانوا يرغبون في أن يغادر الى باكستان”
في الحلقة المقبلة نتابع طريقة تربية أسامة لبناته