فرنسا، 14 يناير 2014، وكالات –
في وقت يعاني من تدني شعبيته لدى الرأي العام، يواجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم، اسئلة حول حياته الخاصة بعد الكشف عن علاقة غرامية تربطه بممثلة، وذلك خلال مؤتمر صحافي كان من المفترض مبدئيا ان يتركز حول وجهته السياسية.
ويعقد الرئيس الاشتراكي مؤتمره الصحافي الثالث خلال ولايته امام مجموعة من خمسمئة صحافي سيستجوبونه حول هاذين الشأنين. ومع تزايد استياء الفرنسيين حيال الضغوط الضريبية ونسبة البطالة وعمليات اعادة الهيكلة، تراجعت نسبة شعبية الحكومة وافاد استطلاع للرأي اجراه معهد ايبسوس ومجلة لو بوان ونشرت نتائجه الاثنين ان 74% من الفرنسيين لا يوافقون على اداء الرئيس، ما يشكل نسبة قياسية.
وبالرغم من العاصفة الاعلامية التي احاطت بالكشف على ارتباطه بعلاقة غرامية سرية مع الممثلة جولي غاييه (41 عاما)، فان الرئيس هولاند (59 عاما) واصل الاثنين التحضير بشكل حثيث للمؤتمر الصحافي وافادت اوساطه انه عقد سلسلة اجتماعات عمل مع معاونيه وتناول الغداء مع رئيس الوزراء جان مارك آيرولت وبحث النزاع في افريقيا الوسطى حيث تخوض القوات الفرنسية عملية عسكرية خطيرة لاعادة الاستقرار الى هذا البلد. ومن المتوقع ان يتناول المؤتمر الصحافي في شقه الدولي الوضع في سوريا قبل انعقاد مؤتمر جنيف-2 للسلام في هذا البلد في 22 كانون الثاني/يناير في سويسرا، وملف مالي حيث تواصل فرنسا خفض انتشارها العسكري بعد عام على عملية سرفال ضد مجموعات اسلامية مسلحة.
وسعيا منهم لتخفيف الضغط بشأن قضية علاقته الغرامية السرية التي كشفتها مجلة “كلوزر” المتخصصة في اخبار المشاهير الجمعة، ونقل رفيقته فاليري تريرفيلر في اعقاب ذلك الى المستشفى لاصابتها ب “الاحباط”، عمد العديدون في اوساط الرئيس الى التذكير بان هدف هذا اللقاء السياسي الهام هو التحدث عن فرنسا وعن المواضيع التي تهم الفرنسيين. وقال وزير الزراعة ستيفان لوفول ملخصا الوضع ان “هدف المؤتمر الصحافي هو التحدث عن فرنسا والنمو والبطالة والاستثمار، وليس الكلام عما يمكن ان تكون مجلة نشرته وما يمت الى الحياة الخاصة كما قال الرئيس”. كذلك دعت رفيقة هولاند السابقة الاشتراكية سيغولين روايال الى “طي الصفحة والعودة الى العمل”.
ويترقب ارباب العمل بصورة خاصة المؤتمر الصحافي منذ الاعلان في 31 كانون الاول/ديسمبر عن “ميثاق مسؤولية” مقترح على الشركات في مبادرة اعتبرت بمثابة سياسة اقتصادية جديدة اشتراكية-ليبرالية. واعلن هولاند لدى تقديم تمنياته باعياد رأس السنة انه سيقترح على الشركات هذا الميثاق الذي يقوم على “مبدأ بسيط وهو تخفيف الاعباء على العمل، وتخفيف القيود على نشاطاتها، وفي الوقت نفسه في المقابل زيادة التوظيف وتكثيف الحوار الاجتماعي”. وان كانت الطبقة السياسية تعتبر بغالبيتها العظمى ان مسألة علاقة هولاند السرية تمت بالدرجة الاولى الى حياته الخاصة، على غرار رئيس الوزراء اليميني السابق آلان جوبيه الذي اعتبر طريقة كشف القضية “لا تحتمل” و”قميئة”، الا ان تساؤلات وردت بشأن امن الرئيس وصورته.
ولم تتردد صحيفة لوموند في عددها اليوم الثلاثاء في التحدث عن “خلل” في عمل اجهزة الاليزيه التي لم تتحقق من الشروط الامنية في الشقة التي احتضنت علاقة فرنسوا هولاند والواقعة على مسافة قريبة جدا من الاليزيه. وقال جان لوك ميلانشون احد قادة حزب اليسار “نرى جيدا ان هناك تاثير عام، اقله على صعيد واحد وهو امن الرئيس”. وخرج رئيس الاتحاد من اجل حركة شعبية (معارضة) جان فرنسوا كوبيه عن التحفظ الذي ساد بصورة عامة بما في ذلك في اليمين، فراى ان “كل ذلك كارثي بالنسبة لصورة المنصب الرئاسي”. وكشف استطلاع للراي الاحد ان 77% من الفرنسيين يعتبرون ان هذه القضية تمت حصرا الى دائرة الحياة الخاصة.