دبي, 12 يناير , أخبار الآن –

كشف اعتقال ملياردير العقوبات Babak Zanjani بابك زنجاني عن صفحة جديدة قاتمة في سجل طهران للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها  بسبب ملفها النووي .
واثار هذا الاعتقال عدة تساؤلات، فبينما عدّه البعض محاولة من الرئيس حسن روحاني لطمأنة الغرب بجدية الموقف الإيراني وإيجابيته بضربه لشبكة الالتفاف على العقوبات. فيما راى البعض الآخر أن الرجل اصبح ورقة محروقة وجب التخلص منها.
لكن، التساؤل الاهم المطروح حاليا يدور حول شخصية زَنجابي، هل هو بطل تدفعه الوطنية او مجرد محتال لا يحفزه سوى المال؟

بكلا الحالتين، فان الملياردير الايراني  Babak Zanjani باباك زنجاني الذي يضع بمعصمه ساعة باربعين الف دولار ويقود سيارة فارهة ويملك نادي كرة قدم في طهران، عانى مؤخراً من سقوط مدوٍ من القمة.
بكونه واحد من اغنى رجال الاعمال الايرانيين بثروة تقدر باربعة عشر مليار دولار، ساعد زنجاني الحكومة الايرانية بالتحايل على العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
 

ولكن في الثلاثين من ديسمبر الماضي، ذكرت وسائل اعلام حكومية ايرانية ان القي القبض على  زنجاني قد القي القبض عليه وارسل الى سجن ايفين سيء الصيت بعد توجيه تهم فساد اليه نكرها هو بدوره.

القضية الكبيرة والتي جاءت بعد اطلاق تحقيق برلماني بقضايا فساد في سبتمبر الماضي، جذبت انتباه الايرانيين بعد ان منحتهم نظرة مفصلة ونادرة لحياة البذخ والترف التي يعيشها ملوك المال الايرانيون الذين انتعشوا ولو بشكل جزئي عبر مساعدة البلد بالتحايل على العقوبات الدولية.

الاسبوع الماضي، قال وزير النفط الايراني ان  زنـْجاني لايزال مديناً للحكومة بملياري يورو عن تصدير كميات من النفط اجراها بالنيابة عن الحكومة الماضية.

الوثائق التي قدمها  زنجاني لاثبات انه سدد المبلغ المذكور لم يتم قبولها من البنك المركزي الايراني بحسب ما قال زنكنه والذي ايده محافظ البنك المركزي ولي الله سيف.

اعتقال زنجاني جاء بعد يوم واحد من اصدار الرئيس حسن روحاني اوامر لحكومته بمحاربة الفساد المالي.

خبراء في الشأن الايراني يرون ان زنجاني يجسد الاخطاء الموجودة في النظام الاقتصادي الايراني، في حين يرى اخرون انه سيكون كبش فداء لحمله مكافحة الفساد في حين ان اشخاص اكثر نفوذاً منه سيخرجون من هذه الحملة دون ان يمسهم احد، ويبقى السؤال اذا ما كان زنجاني رجل اعمال مستقل فعلاً ام انه يمثل واجهة لشركات ومؤسسات حكومية كانت تنشط خلف الكواليس.

و كنا قد تجدثا حول الموضوع من لندن مع محمود أحمد الاحوازي المحلل سياسي والخبير في الشأن الايراني و الذي قال ان زنجاني ليس هو الوحيد الموجود في مشكلة الفساد الاداري و المالي  في النظام الايراني , فهناك شقيق لرئيس القوة القضائية و شقيق لرئيس البرلمان كان يتعاون معه في نقل الاموال و سرقتها من بيت المال في ايران و يرى الحوازي ان النظام الايراني يربي هكذا شخصيات و يرى ان رواية زنجاني عن تكوين ثروته هي كذب و امواله كلها تأتي من أموال النفط و الرجل يمتلك 64 شركة , و قال الاحوازي ان زنجاني يمكن ان يكون كبش فداء و يمكن ان تكون له يد كبرى في الفساد الموجود في اوساط القيادات الكبرى في ايران و يعرف الكثير من الايرانيين  ان نجاد طرح اسم اخ رئيس البرلمان و صوره في مواجهة رئيس البرلمان , و يرى الاحوازي ان النظام سوف يساوم جنجاني لانه اذا ادخل السجن اما يقتل او يفضح النظام بشكل علني و يتكلم عن جرائم كثيرة في الاقتصاد الايراني و اعتقال هذا الرجل جاء بسبب الصراع الداخلي في اوساط النظام , كما يريد الرئيس الايراني ان يوضح ان تأخيره في اصلاح الاقتصاد الايراني ناتج عن الفساد     

محمود أحمد الاحوازي المحلل سياسي والخبير في الشأن الايراني