ايران، 10 يناير 2014، رويترز –

قبل ساعات من استئناف محادثات بين ايران والاتحاد الاوروبي في جنيف، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يوم امس إن المحادثات النووية مع القوى العالمية كشفت عن عداء الولايات المتحدة لإيران.
وكان خامنئي أيد سابقا الاتفاق مع القوى العالمية رغم الانتقادات الشديدة التي وجهتها شخصيات سياسية ودينية متشددة ترى انه يشكل انتهاكا لسيادة ايران.
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن خامنئي قوله أمام جمع “كنا قد أعلنا من قبل أننا إذا شعرنا أن المصلحة تغلب على قضايا بعينها فسنتفاوض مع الشيطان درءا لشره.”
وتابع قائلا “أظهرت المحادثات النووية عداء أمريكا لإيران والإيرانيين.”

وتجري إيران والاتحاد الاوروبي محادثات يومي الخميس والجمعة في جنيف لبحث التفاصيل العملية لتنفيذ الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه في جنيف في نوفمبر تشرين الثاني. ومن المقرر ان تشارك أيضا في الاجتماع وكيلة وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
ويهدف اتفاق جنيف الى وقف تقدم ايران نوويا لمدة ستة اشهر لكسب الوقت من أجل التوصل الى تسوية نهائية. واتسع نطاق الجهود الدبلوماسية بعد انتخاب الرئيس الايراني البراجماتي حسن روحاني في يونيو حزيران. وكان قد وعد بالعمل على تخفيف العزلة المفروضة على ايران وتخفيف العقوبات.

ويقضي اتفاق جنيف بأن تحد ايران من انشطتها النووية التي يشتبه الغرب ان الغرض منها هو اكتساب القدرة على تصنيع قنبلة نووية مقابل تخفيف بعض العقوبات الدولية التي أرهقت الاقتصاد الايراني. وتقول ايران ان انشطتها النووية سلمية تماما.
وفرضت الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي العقوبات على إيران لرفض الاذعان لمطالب مجلس الامن الدولي بأن توقف جميع الانشطة التي تتعلق بتخصيب اليورانيوم وانتاج البلوتونيوم في مواقعها النووية.
وقال خامنئي ان العقوبات الدولية لم تضغط على إيران كي تدخل في مفاوضات مع القوى العالمية.
وأضاف “أعداؤنا لا يعرفون الامة الايرانية العظيمة. هم يعتقدون ان العقوبات التي فرضوها على ايران أجبرتها على الدخول في مفاوضات. لا .. هذا خطأ.”
لكن العقوبات أحدثت تأثيرا واضحا فقد انخفضت ايرادت الصادرات النفطية وتعطلت مجالات التجارة الاخرى.

وعقد خبراء نوويون من ايران والقوى الست الكبرى عدة جولات من المحادثات منذ 24 نوفمبر تشرين الثاني لحل المسائل الفنية حتى يتسنى تنفيذ الاتفاق المؤقت.
ويتعين على الخبراء الاتفاق على موعد التنفيذ. ويقول دبلوماسيون غربيون ومسؤولون ايرانيون ان القوى الست وايران ترغب في بدء تنفيذ الاتفاق يوم 20 يناير كانون الثاني.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الاربعاء “أولا هناك حاجة لتنفيذ الاتفاق المؤقت. أعتقد انه سينفذ بحلول نهاية يناير أو فلنقل إني أرجو ذلك. هذه هي الفترة المؤقتة.”
وقال دبلوماسيون لرويترز يوم الاربعاء ان المحادثات المتعلقة بتنفيذ اتفاق نوفمبر واجهت مشاكل بشأن ابحاث الطرد المركزي المتقدمة فيما يبرز التحديات الهائلة التي تواجه ايران والقوى الست في التفاوض على الشروط الدقيقة للاتفاق.

وتقول ايران ان ابحاث الطرد المركزي ضرورية. وتنقي أجهزة الطرد المركزي اليورانيوم للاستخدام كوقود في محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية واذا نقي لدرجة أعلى يستخدم في صنع اسلحة نووية.
واذا نجحت المحادثات فان من المزمع بدء مفاوضات بشأن اتفاق طويل المدى لحل النزاع بشأن طموحات طهران النووية.
وقال فابيوس “أكبر مشكلة ستكون المرحلة القادمة لان السؤال الذي لم يتم طرحه هو: هل شركاؤنا الايرانيون يريدون تعليق الانتاج الذي يمكن ان يقودهم الى امتلاك سلاح نووي أم انهم يقبلون التخلي عنه تماما؟”
وأضاف “من الواضح أن الخيار الثاني هو المقبول لان الخيار الاول لن يقبله أحد من مجموعة الخمس زائد واحد.”