دبي، الامارات العربية ،10 يناير،2014، آسية عبد الرحمن، أخبار الآن
كانت ورود خديها تزهر في ربيعها العاشر، تداعب لعبها المخملية، وهي لا تدري أن ما تقوم به من توزيع الأدوار بين تلك اللعب لم يكن سوى تدريب نظري استباقي لما سيكون عليه الحال بعد ثلاثة أيام، وأن الدمية التي ترضعها في غفلة من الجميع، وتناديها باسم خاص، وتغير لها ملابسها حين تبتل، سيكون لديها بعد أقل من سنة طفل من لحم ودم، وسترضعه حليبا استجلب قبل وقته، وستكون مجبرة على تغيير حفاظات طفل جاء إلى الدنيا من دون سابق تخطيط.
كان لافتا لها تكاثر النساء في بيتها، وازحام الزوار في ما لا ترى له مبررا، وطفولتها لم تسعفها بخيال يفهمها أن كل هؤلاء النسوة جئن لزفها إلى طفل آخر لا يكبرها سوى بسبع سنوات، بالكاد وصل أقرانه ممن تابعوا الدراسة مرحلة التعليم الثانوي.
لكن مصلحة العائلة، ورغبة الكبار ووجاهة أهل الخاطب كانت على مكانة من الرفعة يستحيل معها تأجيل التنفيذ في مجتمع لا يعترف بالسن القانونية لأي شيء.
كان العرس المسرحية حديث تلك القرية الوادعة في إحدى الدول العربية، ولم تفهم تلك الطفلة مما يدور حولها أكثر من أنها صارت زوجة وعليها الانتقال مع زوجها إلى بيت أهله.
تسعة أشهر وتخطف الموت المفاجئ الزوج الطفل، مخلفا في بيت أهله طفلة تحمل طفلا في شهره السابع، لم تكتشف وجوده إلا حين سمعت الخبر الفاجعة، ولم تجد تفسيرا للالام الحادة، وحسبتها على علاقة بوقع المصيبة، إلا أن المصيبة كانت أكبر حين اكتشف الطبيب المعاين أن الطفلة حامل في شهرها السابع، مجبرا أهلها على المكث على مقربة من المستشفى.
أم في العاشرة..! https://t.co/sIZ4bmvS8S #قصة #عبرة #اسرة #زواج
— Al Aan TV (@alaantv) January 10, 2014
وبعد شهرين وبولادة قيصرية، وصل إلى الدنيا طفل أعطي اسم أبيه كما جرى العرف المحلي في من توفي عنهم آباؤهم قبل أن يولدوا، لتجد تلك الطفلة نفسها مجبرة على تطبيق ما كانت تتدرب عليه قبل سنوات في لعبتها.
تلك قصة واقعية سردها بحرفيتها أحد ذوي الطفلة، لتثير كثيرا من التساؤل، ما مصير ذلك الطفل الذي ستربيه فتاة لا تدرك في الحياة أكثر مما يدرك؟
ومن يتحمل مسؤولية هذا النوع من الزواج.. هل هم الأهل أم الدولة أم قادة الرأي أم المجتمع بصفة عامة؟
لن أخوض في الأبعاد الدينية ولا التاريخية، فهي تفتح مجالا للجدل أكثر مما تقدم حلولا واقعية، ولكن لنتساءل ما مصير عشرات الأسر المماثلة التي دفع طمع أو خوف ذوي الفتيات فيها إلى تزويجهن من رجال لم يبلغوا بعد سن الرشد، أو يكبروهن بعشرات الأعوام؟
وإلى متى يبقى الأطفال يدفعون ثمن القصور القانوني في المنظومة الاجتماعية في العالم العربي؟
وكيف لطفلة أن تربي طفلا سويا يكون قادرا على التمييز بين الخطأ والصواب إذا إذا كانت هي وقعت في مصيبة لعجزها عن التمييز بينهما؟
أترك الجواب لكم..