طهران ، 02 يناير 2014 ، أ ب –

قال مراسل اخبار الان في ايران أن زلزالا بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر أسفر عن مقتل شخص وإصابة 30 آخرين في مدينة صغيرة جنوبي البلاد.وقال التقرير إن الزلزال وقع صباح اليوم الخميس وضرب مدينة بستك، التي تبعد نحو 1200 كيلومترا جنوبي العاصمة طهران .

وأضاف بأن أضرارا لحقت بعدة مبان في المدينة وإن رجال الإنقاذ متواجدون في موقع الزلزالوتقع إيران على سلسلة خطوط صدع زلزالية وتشهد زلزالا طفيفا واحدا في المتوسط يومياويذكر أن نحو ستة وعشرين ألف شخص قتلوا عام 2٠٠3 في زلزال بلغت قوته 66 درجة على مقياس ريختر وضرب مدينة بام التاريخية جنوب شرقي إيران

إيران. تاريخ طويل من الزلازل

ضربت إيران في تاريخها الطويل مجموعة من الزلازل المدمرة التي تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة. وتُعد الزلازل إحدى الكوارث الطبيعية التي يعاني منها الإيرانيون، والتي تؤثر في التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية، فقد عاني الإيرانيون على مر العصور من القحط والجفاف والطوفان والسيول، إلا أن الزلازل تسبب أعلي معدل خسائر ودمار، ويمكن القول إن الزلازل تُعد خطراً قومياً في إيران.

وتقع إيران في المجموعة النشيطة، بل إنها تُعد من أكثر الدول في العالم استعدادا لحدوث الزلازل، ذلك لأنها تقع – جغرافياً – في وسط الحزام الزلزالي العالمي النشط، كما أنها تقع على عدة خطوط تصدع زلزالية، مما جعلها تشهد العديد من الزلازل المدمرة والدموية، وجعل معدل وقوع الزلازل فيها مرتفعاً، وجعل المواطن الإيراني يخشي دائماً من وقوع زلازل في أي لحظة في أي مدينة أو قرية إيرانية، وأصبحت الزلازل واحدة من هواجس ومصادر قلق المواطنين والحكومات في إيران في القرنين السابق والحالي.

فالشريط الجبلي (سلسلة جبال الألب الأوروبية – جبال الهيمالايا التي تقع في شبه القارة الهندية) يمر من إيران التي تقع في وسط هذا الشريط، وتضغط صفحة صحراء سيبريا على إيران من الشمال، كما تضغط عليها صفحة شبه الجزيرة العربية من الجنوب بصفة مستمرة، مما أدي إلي ظهور سلسلة جبلية في إيران، وتتحرك التصدعات (شروخ وشقوق كبيرة في طبقات الأرض) وسط هذه السلسلة، نتيجة لعوامل مختلفة، فتتحرر الطاقة الناتجة عن هذه الضغوط، فتحدث – نتيجة لذلك – هزات أرضية بصفة مستمرة حول هذه التصدعات.

ونظراً لأن إيران تقع فوق تصدعات عديدة، فقد أُطلق عليها اسم: “حزام الزلازل” أو ” مركز الهزات الأرضية”. وتُشير الدراسات الجغرافية التاريخية الإيرانية القائمة على أساس بحوث الآثار وعلوم طبقات الأرض إلي أن مدناً مثل: تبريز – قزوين – كرمان – بَم – جيرفت – كازرون – سيراف – نيسابور – جناباد – طبس وغيرها من المدن، صارت نهباً للتغيرات والتحولات بسبب الهزات الأرضية. ولهذا فإن صعود وهبوط المدنية في إيران مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتصدعات، والتصدعات سلاح ذو حدين، فكما تقام المدن وتنشأ الحضارات حولها (مثل الحضارات التي نشأت حول قزوين وجيرفت وقيطرية وطهران وغيرها) تنشأ الأخطار بسببها أيضاً، فقد ينقلب كل شيء بهزة أرضية غير متوقعة، فتضيع كل المكتسبات.

وتلعب التصدعات أحياناً دوراً في تسهيل الاستفادة من المياه الجوفية في منطقة ما بسبب تحركها الناتج عن الزلازل، حيث يتم تخزين المياه عندما يكون التصدع عكس اتجاه انحدار الأرض، وقد حدث هذا في مدينة ” بَم ” الإيرانية. وذكرت المصادر التاريخية أن ارتفاع سطح المياه الجوفية يؤدي إلي تحريك التصدع، وقد حدث هذا في ” شيراز” في عام 1824م.

وقد يحدث العكس، فقد أدي زلزال مدينة ” بلخ ” الذي حدث في عام 1819م إلي ارتفاع سطح الأرض، وارتفاع نسبة خصوبة هذه الأرض. الخلاصة أنه يتم أحياناً تدمير مدينة بأكملها نتيجة للزلازل، وأحياناً يزدهر عمران هذه المدينة، حيث يتم بناؤها من جديد على أسس حديثة ومتطورة.