مصر, 27 نوفمبر, (وكالات – أخبار الآن)

التحرش الجنسى أحد أهم الجرائم التي تعانى منها المرأة المصرية في ظل حالة من الصمت المجتمعى، تشقه من حين لآخر صرخات جمعيات حقوق المرأة.. كما أن التحرش يأتي على رأس الأسباب التي جعلت مصر أسوأ مكان بالعالم العربي، يمكن أن تعيش فيه المرأة كما أعلن تقرير “تومسون رويترز”.

مصر تعد الأسوأ في حقوق المرأة بين الدول العربية

وفى نفس السياق، أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة في أبريل الماضي عن ظاهرة التحرش في مصر، أن 99.3%، من السيدات والفتيات يتعرضن للتحرش، كما ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن 91 امرأة تعرضن إما للاغتصاب أو للاعتداء الجنسي في العلن بميدان التحرير منذ قيام ثورة يناير، وحتى في موجتها الثانية في 30 يونيو الماضي، كما تؤكد بيانات مكتب شكاوى المجلس القومي للمرأة أن 64% من نساء مصر تعرضن للتحرش سواء اللفظي أو الفعلي، عام 2012.

وعلى الرغم من مشاركة المرأة المصرية في كل الأحداث السياسية منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وبشكل فاعل وملموس، إلا أن المرأة المصرية لازالت مقهورة مسلوبة الحقوق، والأسباب متعددة خاصة في القرى والنجوع، وتمثل المرأة هناك سلعة تباع لمن يدفع أكثر والمسمى “زواج”، وهناك العديد من التقارير والأبحاث التي أكدت ذلك.

وعلى جانب آخر، من معاناة المرأة، نجد الختان العادة التي مازالت موجودة على الرغم من الحملات المكافحة لها، وهو ما تؤكده بيانات صندوق الأمم المتحدة للطفولة أن 91% من الفتيات والسيدات تعرضن للختان أي بما يعادل نحو 27.2 مليون أنثى.

ولا يتوقف الأمر عند حد الختان والاتجار بالفتيات، والتحرش بهن، فهناك تقرير آخر أصدره مركز “الأرض لحقوق الإنسان” عن ألوان العنف الواقعة على المرأة، من خلال رصد وتحليل مضمون حوادث العنف ضدهن والتي نشرت في الصحف خلال ثلاثة أشهر فقط.

وأعلن التقرير أن هناك أكثر من 261 حالة عنف ضد المرأة خلال الفترة موضع التقرير، وتأتي حوادث الخطف والاعتداءات الجنسية على النساء في المقدمة حيث هناك (38) حالة، فيما بلغت حوادث القتل (23)حالة، وشكل العنف الأسرى الموجه للنساء(30) حالة.

مصر تعد الأسوأ في حقوق المرأة بين الدول العربية

وعلى الرغم من قيام الثورة المصرية للتحرر من كل ألوان القهر، والتي عقدت المرأة المصرية الآمال عليها، إلا أن آمالها تحطمت على صخرة أسوأ حكم شهدته مصر والذي لم يستمر إلا عاما واحدا، وهو حكم الرئيس الإخواني المخلوع الدكتور محمد مرسي، والتي عانت فيه المرأة من حالات التحرش الجماعي الممنهج يعكس خطة لإرهاب الثائرات المصريات وتكميم أفواههن.

أول برلمان بعد ثورة 25 يناير جسد كل معانى الإقصاء المتعمد للمرأة، فألغيت الكوتة، واكتفى القانون المنظم للترشح في الانتخابات بإلزام الأحزاب بوضع امرأة على الأقل بقائمة كل حزب، فجاءت النساء في ذيول قوائم الأحزاب الدينية.

وجاء برلمان الثورة بصورة مشوهة للمرأة المصرية التي تمثل عهد المشربية واليشمك، بدلا من أن تمثل عصر حرية المرأة الثائرة.

وبعد حكم الإخوان استمرت الانتهاكات ضدها، وهو ما ظهر في استغلال جماعة الإخوان للنساء والقاصرات في مظاهراتهن وتعريضهن للخطر والأعمال العنف المواكبة لكل مظاهرة أو مسيرة.

ولكن طبيعة المرأة المصرية تأبى أن ترضخ للقهر والظلم، ولازالت الحركات النسائية في تحرك مستمر وكفاح دائم للحصول على حرية المرأة التي تنشدها.

مصر تعد الأسوأ في حقوق المرأة بين الدول العربية

وجاء في تقرير للبي بي سي أن مصر “الأسوأ في حقوق المرأة” بين الدول العربية حيث كشفت دراسة بنيت على استطلاع لخبراء في مجال قضايا النوع الاجتماعي (الجندر) أن مصر هي أسوأ مكان تعيش فيه المرأة مقارنة بالدول العربية الأخرى.وأشارت الدراسة في مصر إلى انتشار التحرش الجنسي، وختان البنات، وتصاعد سطوة الجماعات المتشددة، مما جعل وضع المرأة يصبح سيئا للغاية.

واحتلت جزر القمر المرتبة الأولى في الدراسة التي أجرتها مؤسسة تومسون رويترز.وشملت الدراسة 21 دولة أعضاء في الجامعة العربية، فضلا عن سوريا، بنيت على استطلاع شارك فيه 336 خبيرا في قضايا النوع الاجتماعي.وتعد هذه الدراسة الثالثة التي تجريها المؤسسة عن وضع المرأة منذ اندلاع موجة الربيع العربية في عام 2011.

“تحرش يومي”وحلت في المرتبة الأولى جزر القمر التي تتولى فيها المرأة 20 في المئة من الحقائب الوزارية، وجاءت بعدها عمان والكويت والأردن ثم قطر.وطلب القائمون على الاستطلاع من من الخبراء تقييم عدة عوامل منها العنف ضد المرأة، وحقوق الإنجاب، ومعاملة المرأة في الأسرة، ودور المرأة في السياسية والاقتصاد.

وقال المشرفون عن الدراسة إن القوانين التمييزية وتصاعد ظاهرة استغلال النساء ساهما في تدني ترتيب مصر لتحتل المركز الأخير.وقالت زهرة رضوان عضو منظمة حقوقية في الولايات المتحدة: “هناك قرى كاملة في ضواحي القاهرة أساس نشاطها الاقتصادي تهريب والتجارة بالنساء، والزواج القسري”.

ولكن العامل الأساسي الذي أشارت إلى الدراسة هو التحرش الجنسي.وكان تقرير للأمم المتحدة أشار في شهر أبريل/نيسان الى ان 99،3 في المئة من النساء والبنات في مصر تعرضوا للتحرش الجنسي.

وقالت نورا فلنكمان عضو الحملة المصرية حرس: “إن التحرش الجنسي أصبح واقعا يوميا للمرأة في مصر بغض النظر عن السن، أو الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، أو كونها متزوجة أو غير متزوجة، وبغض النظر عن لباسها”.

ولكن الدراسة أشارت إلى أن العراق أصبح اليوم أخطر مما كان عليه تحت حكم صدام حسين، من حيث العنف الذي تتعرض له المرأة.

 

شاهد ايضا :ارتفاع حالات التحرش والعنف ضد النساء في مصر خلال العامين الماضيين