إسطنبول، تركيا، 11 نوفمبر 2013، وكالات
 
على جانب أخر، أعلن الإئتلاف أنه بدأ محادثات مع المجموعات المقاتلة على الارض من اجل التوصل الى موقف مشترك من المشاركة في مؤتمر جنيف-2.
 
وقال المتحدث بإسم الإئتلاف السوري خالد صالح إن الإئتلاف لن يشارك في مؤتمر جنيف-2 للسلام مع نظام الأسد من دون دعم الجيش السوري الحر.
وأكد صالح أن ممثلي الجيش الحر سيكونون ضمن الوفد المشارك في مؤتمر جنيف.

 وكانت مصادر تشارك في محادثات في اسطنبول يوم السبت قالت إن الائتلاف الوطني السوري بصدد الموافقة علي محادثات السلام الدولية في جنيف لكنه يشترط موافقة مقاتلي المعارضة داخل البلاد أولا لإضفاء الشرعية على المفاوضات.

وتجتمع قيادة الائتلاف للاتفاق على موقفه إزاء محادثات جنيف 2 الرامية لانهاء المعارك في سوريا المستمرة منذ عامين ونصف العام.

وقالت مصادر في المعارضة في ساعة متأخرة من مساء السبت إن مسودة قرار تؤكد على التزام الإئتلاف بالحل السياسي للصراع وتتفق مع الإعلان الصادر في لندن الشهر الماضي عن مجموعة اصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة في استبعاد اي دور للرئيس بشار الأسد في أي إدارة انتقالية.

ومن المقرر ان يصوت الإئتلاف المؤلف من 108 اعضاء على مشروع القرار ويتطلب اقراره موافقة 50 بالمئة من الأعضاء زائد واحد.

غير أن مصادر المعارضة ذكرت أن اعضاء الائتلاف يريدون مساندة الوحدات القتالية وزعماء الاقليات والنشطاء داخل سوريا للقرار للتصدي لانتقادات تقول بانفصال الإئتلاف عمن يقاتلون داخل سوريا.

واعلنت الجماعات الإسلامية الكبرى المعارضة رفضها لمحادثات جنيف إذا لم تسفر عن ابعاد الأسد وقال البعض ان كل من يشارك في المحادثات الدولية المزمعة سيتهم بالخيانة.

وقال عضو في المجلس الوطني السوري المشارك في الإئتلاف “ينبغي ان نطلع القوات في الداخل على (مسودة القرار) فضلا عن زعماء الاقليات والنشطاء ويتعين التشاور معهم.”

وذكر أن مسودة القرار تتضمن شروطا صارمة بالفعل للمشاركة في المؤتمر لكن ربما يريد من يقاتلون على الأرض تشديدها.

وقد يعني ذلك التأجيل.

وقالت عدة مصادر انه قد يتسنى الحصول الموافقة قبل نهاية اجتماع اسطنبول ولكن اخرين ذكروا أن القرار النهائي قد يستغرق اسبوعين.

وقال اعضاء في الإئتلاف ان المبعوث الامريكي روبرت فورد التقى مع كبار زعماء الإئتلاف في اسطنبول قبل الاجتماع لحثهم على الموافقة على محادثات جنيف. وعبر دبلوماسيون ومسؤولون اجانب عن تفاؤلهم.

وقال دبلوماسي غربي كبير “نريد ان يتوصلوا لقرار بانفسهم وان يمعنوا التفكير فيه. ينبغي ان يدعمه الشعب السوري.”

ويهدف مؤتمر السلام المقترح الى البناء على اتفاق يونيو حزيران 2012 بين القوى العالمية في جنيف والذي يدعو لتشكيل إدارة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة ولكن لم يحدد اذا كان للاسد دور في المستقبل.

وقال مصدر في المعارضة إن المسودة تتضمن شروطا من بينها الافراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الغارات الجوية ورفع الحصار على دخول الغذاء والادوية للمناطق المعارضة للأسد.

وحتى ان وافق الإئتلاف على حضور محادثات السلام فلا يزال عليه تشكيل وفد واسع التمثيل إذ ترغب واشنطن في ضم بعض خصوم الإئتلاف الى صفوف المعارضة.

             
             
والمعارضة السورية بصدد تحضير قرار يحدد رسميا موقفها من مؤتمر جنيف-2 الذي تحاول واشنطن وموسكو مع الامم المتحدة تنظيمه من اجل التوصل الى حل سياسي للنزاع السوري الذي خلف منذ ربيع 2011 نحو 120 الف قتيل.
             
وقال المتحدث “شكلنا لجنة ستتولى صياغة مواقف الائتلاف بشان مسالة جنيف”.
             
وكان ائتلاف المعارضة السورية اكد السبت مجددا انه لن يشارك في مؤتمر جنيف 2 الا بعد “مبادرات” من نظام دمشق وحليفته روسيا.
             
من جانب اخر، كرر الصالح موقف المعارضة من مصير الرئيس بشار الاسد وقال انه “بناء على وثيقة جنيف (1) فان بشار الاسد واولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد السوريين ليس لهم مكان في العملية السياسية في سوريا سواء حاليا او مستقبلا”.
             
واضاف ان “المفاوضات تنطلق من وثيقة جنيف التي تضم ستة مبادىء (…) حتى نتوصل الى عملية سياسية وهذا ما نطالب به (..) تتضمن اطلاق سراح المعتقلين، وقف العمليات العسكرية، تشكيل هيئة الحكم الانتقالي. وثيقة لندن تحدد بشكل صريح ان لا مكان لبشار الاسد واولئك الذين قتلوا السوريين ليس لهم مكان في العملية السياسية في سوريا (..) من اجل عملية انتقال حقيقي للحكم من عائلة الاسد والحكم الديكتاتوري الى النظام الديموقراطي”.
             
من جهة اخرى وحول مشاركة ايران في مؤتمر جنيف-2، قال المتحدث “لدينا غزو ايراني لسوريا (..) قبل ان نتحدث عن مشاركة ايران في جنيف، على ايران ان تسحب قواتها وميليشياتها الموجودة في سوريا، بما في ذلك الميليشيات الاجنبية سواء حزب الله او ابو فضل العباس وغيرها من الميليشيات التابعة لها (..) ومن ثم على ايران ان تعلن بشكل واضح وصريح قبولها (…) المبادىء الستة وبعدها تتم مناقشة حضور ايران في مؤتمر جنيف”.
             
واستمرت مباحثات الائتلاف الوطني السوري حتى وقت متاخر الاحد في اسطنبول على ان تستأنف الاثنين كما قال صالح.
             
وميدانيا، سيطرت القوات النظامية السورية الاحد بالكامل على قاعدة عسكرية مكلفة حماية مطار حلب الدولي (شمال) والتي استولى مقاتلون معارضون على اجزاء منها امس، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
             
وذكرت الوكالة ان “وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها الكاملة على منطقة اللواء 80” في ريف حلب.
             
وتشهد القاعدة العسكرية التي سيطر عليها مقاتلون معارضون لنظام الرئيس بشار الاسد في شباط/فبراير الماضي، اشتباكات عنيفة وكر وفر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة منذ يوم الجمعة.
             
واستعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على اجزاء من القاعدة يوم امس (السبت) بعد ان كان الجيش النظامي قد تقدم في اجزاء منها اثر اشتباكات عنيفة الجمعة.
             
وكان مقاتلو المعارضة قد اطلقوا في شباط/فبراير “معركة المطارات” في محافظة حلب، وهاجموا عددا من القواعد الجوية والمطارات، وتمكنوا من السيطرة على اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية الواقعة شرق حلب.
             
ويفرض المقاتلون حصارا على مطار حلب الدولي ومطار كويرس العسكري اللذين لا يزالان تحت سيطرة النظام.
             
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن افاد وكالة فرانس برس ان النظام يحاول اعادة فتح مطار حلب الدولي المتوقف عن الخدمة منذ الاول من كانون الثاني/يناير 2013 بسبب تعرض محيطه لعدة هجمات من قبل مقاتلي المعارضة، وان استعادته لهذا اللواء تعتبر رئيسية للتوصل الى هذه الغاية.
             
واحرز الجيش النظامي تقدما في شرق محافظة حلب وبخاصة في مدينة السفيرة الاستراتيجية القريبة من اللواء 80 والتي كان المقاتلون يسيطرون عليها منذ عام وتقع على الطريق التي تصل مدينة حلب بوسط سوريا.
             
وقتل النائب مجحم السهو هذا الاسبوع على يد اسلاميين متطرفين كانوا قد اختطفوه، حسبما افاد الاحد المرصد السوري لحقوق الانسان.
             
وذكر رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “السهو (50 عاما) اختطفه جهاديون عند احد الحواجز فيما كان متوجها الى دمشق” قبل ان يقوموا بقتله.
             
واكد مصدر برلماني سوري لوكالة فرانس برس مقتل السهو مشيرا الى انه نائب عن محافظة دير الزور (شرق)، دون ان يوضح الجهة المنفذة.
             
وانتخب السهو نائبا عن مدينته في الانتخابات التشريعية التي جرت في ايار/مايو 2012 خلال النزاع الدائر في البلاد منذ منتصف اذار/مارس 2011.
             
وكان مقاتلون اسلاميون متشددون بينهم مرتبطون بالقاعدة اختطفوا الشهر الماضي عضو مجلس الشعب السوري وأحد شيوخ عشائر البوسرايا مهنا فيصل الفياض، وذلك إثر اشتباكات في داخل بلدة الشميطية في محافظة دير الزور.
             
وفي المواقف الدولية، اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجرى اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الاحد لبحث الجهود الدولية لانهاء الازمة السورية ووقف مساعي ايران النووية.
             
وقال الكرملين ان الملك عبد الله وبوتين “اعربا عن اهتمامهما المشترك في تعزيز التعاون بينهما ومواصلة الاتصالات على مختلف الاصعدة” بهدف المساعدة على حل الخلافات العالمية.