جنيف , 7 نوفمبر 2013, وكالات

شرعت إيران في جولة ثانية من المحادثات مع الغرب بشأن برنامجها النووي .وقال مفاوضون دوليون إنهم ينظرون مقترحا إيرانيا، دون ان يفصحوا عن مزيد من التفاصيل , ويلتقي المسؤولون الإيرانيون في هذه الجولة من المحادثات بممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وهي بريطانيا، الصين، فرنسا، روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، إن المحادثات بين إيران والغرب تميزت بتفصيل لم تشهده من قبل”.

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وصف الخميس على صفحته على فيسبوك المباحثات النووية مع الدول الكبرى بانها “صعبة جدا” ودقيقة ، فيما أعلن مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان “المحادثات النووية معقدة وتدخل في مرحلة جدية”.
             
وذكر بان المشاركين قرروا الاحتفاظ “بسرية” مضمون المحادثات حرصا على الفعالية. وقال ايضا “نامل في تحقيق تقدم ملموس”.
        
وكان مسؤول أمريكي قال، في وقت سابق، لوسائل الإعلام إن واشنطن تريد من طهران الموافقة على “خطوة أولى” وهي عدم التقدم في برنامجها النووي.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، إن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى “تفاهم يوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني، لأول مرة منذ عقود”.

أما وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، فعبر عن أمله في أن تفضي المحادثات إلى مرحلة جديدة من العلاقات بين إيران والغرب. وأضاف أن المفاوضين الدوليين بحاجة إلى وقت للنظر في المقترح الإيراني والرد عليه.

وكانت محادثات الشهر الماضي هي الأولى في عهد الرئيس الجديد، حسن روحاني، المعروف بالاعتدال.

الأزمة الإيرانية المعقدة مع الغرب : الأزمة بين ايران والغرب بسبب برنامج طهران النووي مستمرة منذ عقد، الا انه تلوح في الافق بوادر أمل بعد أن قدمت إيران اقتراحا لم يُكشف عن تفاصيله في المحادثات في جنيف الشهر الماضي والتي مهدت الطريق لمحادثات اليوم بجنيف .

 وفيما يلي نستعرض مشاهدينا بعض النقاط الرئيسة في هذا الخلاف: 
             
أولا : المطالب الدولية:
             
حيث تسعى مجموعة 5+1 — الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا اضافة الى المانيا– إلى الحصول على المزيد من التنازلات من ايران التي تسعى بدورها إلى تطوير قدراتها على إنتاج سلاح نووي،  والتنازلات المطلوبة هي:
             
1- تفكيك منشأة فوردو لتخصيب اليورنيوم التي تحتوي على نحو ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي وتقع تحت الارض في جبل بالقرب من مدينة قم على بعد نحو 150 كلم جنوب طهران.
             
2- تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم ،و من المعتقد أن مجموعة 5+1 مستعدة لقبول تسوية توقف ايران بموجبها عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% الذي تقول الدول الكبرى انه يقرّب ايران بشكل خطر من انتاج اسلحة نووية. وفي اطار هذا النموذج فانه سيسمح لايران بالتخصيب بنسبة تصل الى 5% للاغراض المدنية بشرط الحد من المخزونات.
             
3- معالجة اليورانيوم المتبقي المخصب بنسبة 20% وتحويله الى مادة قابلة للاشتعال ستتطلب بعد ذلك أسابيع من المعالجة لتحويلها الى غاز يمكن تخصيبه بدرجة اعلى. 
وتحدثت المفاوضة الاميركية ويندي شيرمان في عطلة نهاية الاسبوع الماضي عن “تقدم” مع وقف برنامج ايران النووي من احراز مزيد من التقدم اثناء المفاوضات لمحاولة التوصل الى اتفاق شامل.
             
أما عن موقف إيران من هذه المطالب فهو الرفض القاطع :
وقد تجلى ذلك من خلال انهيار المحادثات التي جرت بين طهران ومجموعة 5+1 في كازاخستان              
في ظل فترة الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد .
             
اللهجة تغيرت بعد فوز حسن روحاني بالرئاسة في حزيران/يونيو الماضي وتعهده بحل الخلاف النووي ورفع العقوبات الدولية من خلال الحوار  ، إلا أن مسؤولين قالوا إن منشأة فوردو هي “خط احمر”.
              
ولم يكشف عن الاقتراح الذي تقدم به المفاوضون الايرانيون مؤخرا. الا انه وطبقا لمسؤولين ايرانيين، فانه يقترح خطوة اولى وخطوة اخيرة تامل طهران في تطبيقها خلال ثلاثة اشهر وعام على التوالي.
             
وتقول ايران انها تريد ان ترى تخفيفا تدريجيا في العقوبات مع تقدم المحادثات،              
وكشف عن المنشأة الواقعة في مكان سري في 2009، وبدأ العمل فيها في اواخر 2011 لتخصيب اليورانيوم الى نسبة 20%، في عملية فنية تقود الى الوصول الى مستوى 90% المطلوب لانتاج سلاح نووي.
             
وتقول ايران انها تقوم بالتخصيب لهذا المستوى لتوفير الوقود لمفاعل طهران البحثي الذي ينتج النظائر المشعة الطبية، وتنفي السعي الى امتلاك اسلحة نووية.
             
وفي ظل التعنت الإيراني ، تسعى مجموعة 5+ 1 إلى تشديد عمليات التفتيش بحيث يتمكن مسؤولون من الوكالة الدولية للطاقة النووية بالدخول بشكل اسرع الى جميع المواقع النووية الايرانية المعلنة. كما ترغب في ان يتمكن المفتشون من زيارة المواقع غير النووية التي يشتبه بعلاقتها بالبرنامج النووي مثل قاعدة عسكرية في بارشين  يعتقد انه جرت فيها تجارب على تصميم رؤوس حربية نووية، والدخول الى محطة مياه ثقيلة في اراك تم افتتاحها رسميا في 2006. 
             
وفي الوقت الحالي فان ايران غير مجبرة سوى على تبليغ الوكالة الدولية قبل ثلاثة اشهر قبل نقل اية مواد انشطارية الى الموقع النووي.
             

– تهديد بفرض عقوبات جديدة: صادق مجلس النواب الاميركي في تموز/يوليو الماضي على مسودة قرار لفرض عقوبات اميركية جديدة تستهدف قطاع السيارات والاحتياطي المالي الاجنبي لايران.
             
الا ان مجلس الشيوخ قال انه سيجمد تطبيق العقوبات الجديدة اذا ما اوقفت طهران فورا عمليات تخصيب اليورانيوم. ويحاول البيت الابيض لاقناع الكونغرس بالغاء العقوبات الجديدة على الاقل في الوقت الحالي.