دبي، الإمارات العربية المتحدة، 01 نوفمبر، وكالات
حذرت صحيفة “التايمز” البريطانية من بوادر صراع على السلطة في ايران بين قوى وتيارات مختلفة، بعد تدهور صحة المرشد الأعلى علي خامنئي “74 عاما” واختفائه عن الساحة السياسية والدينية منذ 5 أكتوبر الماضي.
وبدأت التساؤلات تتزايد حاليا حول الخليفة المحتمل للمرشد، وسط تقارير عن تدهور حالته الصحية بصورة كبيرة مؤخرا، واحتمالات اصابته بمرض مزمن يؤثر على قدره على ادارة البلاد خلال المرحلة الحالية.
وتولى خامنئي مهام منصبه الأعلى والأهم في إيران عقب وفاة الإمام “الخميني” عام 1989، ولم يعلن حتى الان عن اختيار خليفة له، وهو ما سيعقد الأمور بصورة كبيرة إذا ما توفى أو عجز كليا عن ادارة أمور البلاد، خاصة في ظل الفترة الدقيقة التي تمر بها إيران.
واتسعت مؤخرا دائرة الصراع حول التعامل مع الغرب والملف النووي الإيراني، والتقارب مع الولايات المتحدة، وهي الخطوة التي قام بها الرئيس “حسن روحاني” ورفضها الكثير من المحافظين المتشددين.
ونقل موقع خودنويس الناطق بالفارسية عن خبير إيراني في الشؤون الأمنية ،الأربعاء، قوله إن الغياب الأخير للمرشد الأعلى صار شغل الأوساط الداخلية الإيرانية الشاغل، بعدما طال أمده.
وأكد أن تناقل الخبر في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية من جهة، والقريبة من هاشمي رفسنجاني من جهة أخرى، والظهور المفاجئ لمجتبى خامنئي، نجل المرشد، هو ما أثار المزيد من التساؤلات حول غياب خامنئي عن الساحة السياسية الإيرانية.
وثمة من حاول ربط هذا الغياب بالتطورات المفاجئة على خط الانفتاح الإيراني على الولايات المتحدة، وخصوصًا اتخاذ حكومة الرئيس حسن روحاني قرارًا بوقف كل أشكال الحملات المناهضة لأميركا، وإنزال كل اليافطات التي كانت تنعتها بالشيطان الأكبر من شوارع طهران وكبرى المدن الإيرانية الأخرى، قائلين إن ذلك لم يكن ليحصل لولا الغياب القسري للمرشد الأعلى، خليفة الخميني مؤسس ايران.
إلا أن آخرين يرون أن هذا الانفتاح نفسه هو السبب الذي دفع بالمرشد الإيراني إلى الوقوف خلف الستار، والتزام الصمت، متعمدًا البقاء خارج التغطية الاعلامية، كيما يضطر لتبرير تنازلات ستقدمها إيران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا حول ملفها النووي، الذي طالما اعتبره خامنئي خطًا أحمر، خصوصًا أن رد فعله على الاتصال الهاتفي بين روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما لم يكن حادًا، مكتفيًا بوصفه بالتصرف الذي لم يكن في محله.