مصر، 28 أكتوبر 2013، وكالات

دفعت سلسلة هجمات وقعت قرب ممر قناة السويس الحيوي في مصر السلطات الى تشديد اجراءات الأمن لتشمل حظرا على عمليات صيد السمك الأمر الذي أغضب الصيادين المحليين.

تسببت الهجمات في تقليص السلطات لعدد الساعات التي يسمح فيها لصيادي السمك بممارسة عملهم في القناة. ويمثل العمل في صيد السمك بقناة السويس شريان الحياة لغالبية سكان قرية في مدينة الاسماعيلية احدى مدن القناة الثلاث.

ويرى صياد يدعى محمود محمد ان قرار حظر الصيد يتعين ان يليه توفير فرص أخرى توفر مصادر بديلة للدخل.

وقال “احنا مشكلتنا ان احنا صيادين. ملناش (ليس لنا) مصدر رزق غير الصيد. وصيدنا بالليل وفي المجرى الملاحي اللي هو القنال. والقنال ممنوع واحنا ملناش لا حول ولا قوة غير الصيد. نعمل ايه. عايز يمنع القنال بالنسبة للجهة الأمنية وتأمين القناة..يمنعه ويدينا بديل واحنا نشتغل.”

وزادت هجمات المتشددين في مصر بعد الاطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي وكثف المتشددون المرتبطون بتنظيم القاعدة هجماتهم على أفراد الجيش والشرطة في سيناء. ومدد المتشددون حملتهم في بعض الأحيان الى داخل مدن كبرى.

ففي شهر أكتوبر تشرين الأول وحده قتل متشددو مشتبه بهم ستة جنود مصريين قرب قناة السويس وأطلقوا قذيفة صاروخية على محطة للأقمار الصناعية في القاهرة وفجروا سيارة ملغومة قرب مبنى للمخابرات الحربية في الاسماعيلية.

ونتيجة لذلك اعتبرت السلطات ان هناك حاجة أساسية لتأمين أحد أكبر مصادر العملة الصعبة للبلاد. ويتحمل الصيادون الآن عواقب ذلك القرار.

فقد قال صياد يدعى محمود بدير “بس بقالنا من ساعة ثورة ثلاثين ستة (يونيو حزيران) واحنا مدمرين..ناس بيوتها اتخربت كثير. الجيش بيقولك انا ماليش في الكلام ده. أنا بأأمن وماليش في الكلام ده..أمال من اللي له في الكلام ده؟. هو احنا مش نفس البلد ولا فيه ايه يعني. وبعدين دلوقتي احنا مع الجيش ماشي..بس انت مش هاتيجي على عيالي وعلى أكل عيشي. معلهش يعني.”

وقال رجل آخر يعمل في اصلاح الشباك يدعى مجدي ابراهيم “لما بيعدوا لامؤاخذة المراكب الحربية بيوقفوهم (الصيادين). الوقفة دي غلط على الصياد لأنه غلبان. وراه مدارس..عياله في المدارس وراه اذا كان مأجر بيت أو مأجر شقة طيب دوه هايعيش منين يعني. ده المفروض يبقى ليه حاجة يعيش منها. لازم يتعمل للصياد لأن الصياد غلبان.”

وقناة السويس تعتبر أحد أهم المصادر الرئيسية للعملات الصعبة لمصر الى جانب السياحة وصادرات النفط والغاز وتحويلات المصريين العاملين بالخارج.

وحاول مدير أمن الاسماعيلية محمد العناني تفسير الاجراءات الأمنية الاضافية فقال “الممر الملاحي مؤمن تماما بعناصر القوات المسلحة والشرطة الموجودين بطول المجرى الملاحي. المعديات يمكن حضراتكم ملاحظين كافة أجهزة كشف المفرقعات على مدار فترة عمل المعديات والكشف والتفتيش بصفة مؤكدة وبصفة دقيقة جدا لأننا عارفين أهمية هذا المجرى الملاحي. وأنا بأطمن كل المواطنين وأهالي الاسماعيلية ان المجرى الملاحي مؤمن مؤمن مؤمن.”

وذكرت بيانات رسمية مصرية الشهر الماضي ان عائدات قناة السويس ارتفعت بنسبة 1.5 في المئة في سبتمبر ايلول عن ذات الشهر العام السابق لتصل الى 442 مليون دولار.