دبي, 7 أكتوبر 2013 , أحمد الريحاوي, أخبار الآن
حول هذا الموضوع تحدث لأخبار الآن الدكتور محمد بغداد الكاتب المختص في شؤون الإرهاب قائلا “إن معظم الدول
تعتقد أننا نتعامل مع تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا تعاملا عسكريا أمنيا, وهذا يزيد من قوة هذه الجماعات على أساس
أنها عسكرية, وهي بالحقيقة لا تشكل تنظيما سياسيا عسكريا محددا, وإنما تعتمد على خزان إستراتيجي من ناحية
القوة والسلاح والإمكانية, وهذا الخزان يتمثل بسوء التنمية وسوء الخدمات والفقر” .
وحول الوثائق التي كشفت عن مخططات القاعدة شمال مالي قال الدكتور بغداد “نحن بحاجة ماسة إلى ترتيب تلك
الوثائق كي نشكل صورة عامة حول تفكير هذه الجماعات (القاعدة وأنصارها), والإستراتيجية الميدانية لهذه
الجماعات, كما نحتاج إلى خبراء يدرسون هذه الوثائق دراسة جيدة ومتعمقة كي نفهم الخط الإستراتيجي والتكتيك
الميداني الذي تعمل عليه هذه الجماعات .
إستراتيجية إثارة الفوضى ونشر الرعب
عن إستراتيجيات هذه الجماعات الإرهابية وأساليب تخطيطها وتعاملها قال بغداد “الجماعات الإرهابية في شمال إفريقيا
حاليا هي أكثر الأطراف التي تتعامل مع وسائل الإعلام, وهي سريعة التغير وسريعة التبدل باستراتيجياتها, وهذا
يدل على أننا أمام جيل جديد من الجماعات المسلحة في الساحل الإفريقي لاتنتمي إلى الجيل الذي شارك في الحرب في
أفغانستان, وإنما هو جيل جديد ميداني يخرج الآن من الأرضية ويأتي من الجامعات ويأتي عبر وسائل التقنية الحديثة
ويتحكموا فيها, وأهم نقطة له إثارة الفوضى ونشر الرعب في المنطقة وإستنزاف دول المنطقة بالدرحة الأولى .
ويضيف الدكتور بغداد “التكتيك الميداني الذي تكشف عنه بعض الوثائق يأتي مجزّأ, وبالتالي النخب الحاكمة تتعامل
معه بشكل جزئي بالدرجة الأولى وبالتالي لن تحقق الأهداف الكبرى” .
المناخ المناسب للإرهاب
عن العوامل التي تساعد الجماعات الإرهابية في شمال إفريقيا في تنفيذ عملياتها قال الدكتور بغداد “هذه الجماعات
ليست جيشا منظما لتواجه حربا فيها جيش مقابل جيش, وإنما لها نقطة إستراتيجية ومركزية وهي “إثارة الرعب
والخوف” في المنطقة بصفة عامة, وبالتالي فإن التدخل الفرنسي مؤخرا في شمال مالي هو مرحلة أولى فقط,
وهذه الجماعات تعيد إستراتيجة التخريب والفوضى وتعتمد على المناخ القبلي ومناخ التخلف وهي أرضية تساعدها,
كما أن هذه الجماعات تملك النفس الطويل في إثارة التوتر والإضطراب في المنطقة, والهدف الإستراتيجي الأكبر لها
هو إبقاء الساحل الإفريقي من الصومال شرقا إلى نيجيريا غربا في توتر وقلق وإضطراب, وإنهاك القوى الإقليمية
بالدرجة الأولى .