طهران ، أيران ، 5 أكتوبر ، وكالات
 اعرب المرشد الايراني  علي خامنئي عن دعمه لمبادرات الرئيس حسن روحاني بالانفتاح تجاه الغرب، الا انه انتقد بعض جوانب زيارته الى الامم المتحدة والتي تحدث خلالها مع نظيره الاميركي باراك اوباما.
وقال خامنئي امام عدد من القادة العسكريين والجنود الخريجين في تصريحات نشرت على موقعه انه يؤيد المبادرة الدبلوماسية للحكومة الا انه اضاف ان بعض ما حصل خلال الزيارة الى نيويورك لم يكن في محله بدون ان يوضح ما يقصد بتلك الجوانب.
ويعد هذا اول رد فعل لخامنئي، الذي يملك السلطة المطلقة في ايران، على انفتاح روحاني على الغرب في نيويورك الاسبوع الماضي والذي توج بمكالمة هاتفية مع الرئيس اوباما.
وادت المحادثة الهاتفية بين روحاني واوباما في 27 ايلول/سبتمبر وهي اول اتصال دبلوماسي بين رئيسي ايران والولايات المتحدة، الى كسر الجليد بين البلدين اللذين انقطعت العلاقات بينهما منذ 1979.
وبالنسبة لخامنئي الذي له الكلمة الفصل في جميع امور الدولة بما فيها شؤون السياسة الخارجية، فان الشك في الولايات المتحدة لا يزال عميقا.
فقال خلال المناسبة العسكرية “اننا متشائمون بشان الاميركيين ولا نثق بهم. الحكومة الاميركية غير جديرة بالثقة ومتغطرسة ولا تفي بوعودها”.
وراى سعيد ليلاز المعلق السياسي المؤيد للاصلاح المقيم في طهران ان انتقادات خامنئي يجب ان لا تطغى على النهج الايراني الاكثر ليونة بشان سياستها الخارجية.
وقال “حتى لو وجه المرشد الاعلى بعض الانتقادات، يجب ان لا ننسى انه لو لم يمنح الاذن لما تمت المبادرة الدبلوماسية”.
وجاءت زيارة روحاني الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة بعد ان منح خامنئي الاذن للحكومة باظهار “ليونة بطولية”، ما انعش امال الغرب في احداث انفراج في المحادثات المتوقفة منذ وقت حول برنامج ايران النووي المثير للخلاف.
وصرح خامنئي امام الحرس الثوري في 17 ايلول/سبتمبر ان “المرونة البطولية مفيدة للغاية وضرورية في بعض الاحيان، ولكن م التمسك بشرط رئيسي واحد”.
واضاف “ان المصارع يظهر مرونة احيانا لاسباب فنية. ولكنه لا ينسى خصمه او هدفه الرئيسي”.
واثارت المحادثة الهاتفية بين روحاني واوباما كذلك انتقادا من الحرس الثوري الذي قال قائده محمد علي جعفري الاثنين انه كان على الرئيس الايراني الانتظار لان تقدم الولايات المتحدة تنازلات قبل ان يوافق على اجراء المكالمة الهاتفية.
وقال ليلاز ان معارضة المتشددين لاي تقارب سريع مع الغرب مفهومة نظرا للعداوات الطويلة تجاه الولايات المتحدة وكذلك “لعوامل السياسة الداخلية”.
الا ان دعم خامنئي للمبادرات الدبلوماسية الحكومية ينسجم مع “التغير في موقف الجمهورية الاسلامية الصلب بشان سياستها الخارجية”، بحسب ليلاز.
واضافة الى المكالمة الهاتفية بين روحاني واوباما، فقد التقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نظيره الاميركي جون كيري في نيويورك لمناقشة المحادثات بين ايران والقوى العالمية بشان برنامج طهران النووي.
ووعد روحاني بتبني نهج بناء بشكل اكبر تجاه المحادثات من اجل تخفيف العقوبات الاميركية والاوروبية القاسية المفروضة على ايران.
ومن المقرر ان يلتقي ممثلون لايران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا والمانيا) في جنيف في وقت لاحق من الشهر الحالي لايجاد سبل لاستئناف المفاوضات المجمدة منذ نيسان/ابريل اي قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز بها روحاني.
وانتقد خامنئي السبت واشنطن لتحالفها مع عدو ايران الاول اسرائيل.
وقال ان الادارة الاميركية “تسيطر عليها الشبكة الصهيونية العالمية، وعليها الاصطفاف الى جانب النظام الغاصب (اسرائيل) وابداء مرونة تجاهه”.
وتشتبه اسرائيل ومعها دول غربية عدة بسعي ايران لتطوير اسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني، وهو ما تنفيه طهران.
وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية، وهو ما قابلته ايران بتحذير من جانب المرشد الاعلى.
وقال خامنئي السبت “نسمع التهديدات المثيرة للاشمئزاز والممجوجة من جانب اعداء الامة الايرانية. سنرد على اي عمل (معاد) بجدية وقوة”.
وحذرت ايران في السابق من ان اي هجوم على اراضيها سيقابل برد ضد الدولة العبرية والقواعد والسفن الاميركية في المنطقة.