3 سبتمبر، ميليتاري نيوز أونور، أخبار الآن – كشفت تقارير استخبارية أمريكية أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قد شرع خلال الأعوام الماضية الترتيب لإقامة معسكرات تدريب لفرنسيين ورعايا غربيين آخرين في شمال مالي، وذلك تحسباً لتنفيذ عمليات فوق الأراضي الأوروبية.
وأكد تقرير نشره موقع امريكي الصفحة الإستراتيجية الإلكتروني التابع لمركز البحث «ميليتاري نيوز أونور» الأمريكي، أن ما دفع بالرئاسة الفرنسية للتدخل عسكرياً في شمال مالي في بداية العام الجاري، جاء اعتماداً على هذه التقارير الاستخباراتية التي كشفت عن وجود خطط معدة من قبل هذا التنظيم لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المدن الفرنسية.
وربط الموقع بين هذه المعلومات ذات الطابع الاستخباراتي وبين ما قرره الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، في نهاية عام 2012 بالتدخل العسكري في شمال مالي. وحسب ذات المصدر فإن المستشارين الأمنيين نصحوا الرئيس الفرنسي بأن أي تأخير للتدخل العسكري سيعني تدريب المزيد من الجهاديين الأوروبيين في شمال مالي، ما يعني تهديداً جديداً موجهاً للأمن الداخلي الفرنسي.
وكشف موقع مركز البحث «ميليتاري نيوز أونور» الذي يديره سياسيون سابقون في دول غربية، وهو مقرب من دوائر الأمن في عدة دول، أن الهدف الحقيقي للتدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي لم يكن تحرير شمال مالي من سيطرة الفصائل الجهادية التي سيطرت عليه، ولم يكن أيضاً الوقوف في وجه تقدم مسلحي حركة «أنصار الدين» التي يتزعمها إياد غالي الذين اقتربوا من العاصمة باماكو في يناير 2013، بل تقارير أجهزة الأمن الفرنسية التي كانت تتجسس على الخلايا السرية لتجنيد الجهاديين التابعة أو المقربة من جبهة النصرة التي تنشط في سوريا.
وأكدت هذه التقارير أن دروكدال أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بدأ في تنظيم وتمويل إنشاء خلايا لدعوة الجهاديين للالتحاق بالقتال في شمال مالي وتدريبهم على عمليات إرهابية وعمليات تفجير.
وقال تقرير نشره هذا الموقع، إن عمليات التجسس التي كانت تنفذها أجهزة الأمن الفرنسية على الخلايا السرية للجهاديين المقربين من جبهة النصرة في سوريا، أكدت أن الناشطين في هذه الخلايا كانوا منزعجين من الدعوة التي بدأت تنتشر في أوساط الجهاديين في غرب أوروبا للالتحاق بالقتال في شمال مالي وغرب إفريقيا، والحصول على دورات تدريبية على القتال في معسكرات القاعدة وكتيبة الملثمين وحركة التوحيد والجهاد.
ويبدو أن مشاركة رعايا غربيين في هجوم تيقنتورين الذي استهدف مصنع الغاز في الجزائر، في منتصف شهر يناير 2013، لم يكن مفاجئا لصنّاع القرار في الدول المعنية بمكافحة الإرهاب، التي اطلعت على التقارير الأمنية التي أعدت في شهر نوفمبر 2012، حيث كانت أجهزة المخابرات في عديد من الدول الغربية على علم بوجود رعايا غربيين في صفوف التنظيمات الجهادية في شمال مالي. وقبل التدخل العسكري الفرنسي، كثفت أجهزة الأمن في الدول الغربية، حسب ذات المصدر، ملاحقة الخلايا الدعوية لتنظيم القاعدة وملاحقة بعض الأشخاص محل الشبهة.