واشنطن, الولايات المتحدة الآمريكية , 6 اغسطس 2013 ,ا ف ب , منى عواد , أخبار الآن – اغلقت الولايات المتحدة الأمريكية عددا من سفاراتها في دول الشرق الأوسط وبعض الدول الأخرى بعد أن تمكنت الاستخبارات من التقاط رسالة زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري.

 وكانت الرسالة موجهة إلى زعيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” ناصر الوحشي ودار الحديث فيها عن ضرورة إجراء سلسلة من الأعمال الإرهابية في 4 آب/أغسطس الجاري، كما كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية. وأطلقت المصادر على الهجوم المخطط لها بأنه “واحد من أكثر الخطط خطورة ضد المصالح الأمريكية والغربية منذ هجوم 11 أيلول/سبتمبر 2001”. ولم تكتب “نيويورك تايمز” تفاصيل عن مكان وطبيعة الأعمال الإرهابية المحتملة.

اعلنت واشنطن  تمديد اغلاق 19 من سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الاوسط وافريقيا حتى العاشر من اب/اغسطس لدواع امنية اثر ورود معلومات استخبارية تفيد بان تنظيم القاعدة قد يشن هجوما وشيكا. واوضحت وزارة الخارجية في بيان انه “كاجراء احترازي سيتم اغلاق 19 بعثة دبلوماسية حتى يوم السبت” المقبل..وقالت لندن ان سفارتها في اليمن ستبقى مغلقة حتى انتهاء عيد الفطر “لدواع امنية”… كما اعلنت فرنسا اغلاق سفارتها في صنعاء حتى الخميس.
وبعد قليل على صدور التحذير الاميركي اطلقت منظمة الانتربول تحذيرا امنيا شاملا دعت بموجبه كل الدول الاعضاء الى اتخاذ اقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات القاعدة.
 واعلنت هذه المنظمة الدولية التي يقع مقرها في ليون بوسط شرق فرنسا في بيان انها قررت اطلاق تحذيرها “بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان اعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان”.
            
والقائمة تضم 15 من البعثات الدبلوماسية الاميركية التي اغلقت الاحد خوفا من تعرضها لهجمات قد يشنها تنظيم القاعدة واربع بعثات جديدة فيما اشارت الى ان عددا من البعثات الدبلوماسية الاخرى التي اغلقت الاحد ستفتح ابوابها الاثنين.
            
وكانت واشنطن اعلنت الخميس اغلاق ما لا يقل عن 25 من بعثاتها الدبلوماسية الاحد اثر اعتراض رسائل صادرة عن قياديين كبار في تنظيم القاعدة.
            
وقال مايكل ماكول رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب ان الولايات المتحدة في حالة استنفار، متحدثا عن “واحد من وأدق التهديدات واكثرها صدقية التي رأيتها منذ 11 ايلول/سبتمبر”. واضاف في تصريح لشبكة سي.بي.اس ان ثمة اعتداء “وشيكا” على ما يبدو.
            
وقال ساكسبي شامبليس نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ انه كان هناك “تخطيط” بين الارهابيين لشن هجوم “يذكر بما حصل  قبل وقوع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر”.
            
واضاف في حديث ل”ان بي سي” ان برنامجا لمراقبة الاتصالات الهاتفية والبريد الالكتروني لوكالة الامن القومي كشف معلومات عن وجود هذه التهديدات”.
            
وتابع “اذا لم يكن لدينا هذا البرنامج لما كنا تمكنا من الاستماع الى محادثات الارهابيين” موضحا ان هذه المعلومات “الاكثر جدية منذ سنوات”.
            
من جهته قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس الاركان الاميركي في تصريح لشبكة ايه بي سي “ثمة دفق معلوماتي كبير يتحدث عن تهديدات، وعلى هذا الاساس نتصرف”. وحذر بان تهديدات القاعدة بشن اعتداءات تستهدف كل المصالح الغربية، مشيرا الى انها “اكثر تحديدا” من كل ما ورد حتى الان. وقال في برنامج “ذيس ويك” ان الهدف الدقيق ليس معروفا لكن “القصد واضح. الفكرة هي مهاجمة المصالح الغربية وليس الاميركية فقط”.
            
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي في بيان ان هذا الاجراء “ليس مؤشرا على مجموعة من التهديدات الجديدة بل دليل على التزامنا بتوخي الحذر واخذ التدابير المناسبة لحماية موظفينا، بما في ذلك الموظفين المحليين والزوار في بعثاتنا”.
            
واشار بيتر كينغ العضو في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الى ان المعلومات تتحدث عن “اعتداء كبير وهناك ايضا بعض التواريخ المذكورة” موضحا “نعتقد ان ذلك سيحصل على الارجح في الشرق الاوسط او حول سفارة لكن لا يوجد اي تأكيد”.
            
واوضح بيان وزارة الخارجية ان البعثات الدبلوماسية في كل من أبو ظبي، عمان، القاهرة، الرياض، الظهران، جدة، الدوحة، دبي، الكويت، المنامة، مسقط، صنعاء، طرابلس، أنتاناناريفو، بوجمبورا، جيبوتي، الخرطوم، كيغالي وبورت لويس ستغلق ابوابها الاثنين وستبقى كذلك حتى السبت المقبل. واضاف انه بالمقابل فان عددا آخر من البعثات الدبلوماسية سيفتح ابوابه الاثنين لتسيير المسائل الجارية ومن هذه البعثات دكا، الجزائر العاصمة، نواكشوط، كابول، هرات، بغداد، البصرة وأربيل.
            
وقال مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان البعثات الدبلوماسية الاوروبية تنسق بشكل وثيق مع واشنطن وان “كل التدابير اللازمة تتخذ”.
            
وكانت بريطانيا والمانيا وفرنسا اعلنت اغلاق سفاراتها في صنعاء يومي الاحد والاثنين بعد التحذير الذي اطلقته واشنطن من خطر تعرض مصالح غربية في العالم لهجمات ارهابية يعد لها تنظيم القاعدة. كما قررت كندا اغلاق بعثتها الدبلوماسية في دكا عاصمة بنغلادش الاحد من باب الحيطة.
            
وكانت بريطانيا والمانيا وفرنسا اعلنت اغلاق سفاراتها في صنعاء يومي الاحد والاثنين بعد التحذير الذي اطلقته واشنطن من خطر تعرض مصالح غربية في العالم لهجمات ارهابية يعد لها تنظيم القاعدة. كما قررت كندا اغلاق بعثتها الدبلوماسية في دكا عاصمة بنغلادش الاحد من باب الحيطة.
            
وعشية اغلاق سفارات اميركية في العالم العربي واسرائيل وافغانستان وبنغلادش مؤقتا، عقد اجتماع على اعلى مستوى السبت في البيت الابيض خصص لبحث التهديدات الارهابية الصادرة عن القاعدة.
            
وعقد الاجتماع برئاسة مستشارة الامن القومي سوزان رايس وبحضور وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ووزيرة الامن الداخلي جانيت نابوليتانو. كما شارك فيها مدراء وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ووكالة الامن القومي، فضلا عن سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة. وامر الرئيس باراك اوباما منذ مساء الجمعة باتخاذ “كل التدابير الضرورية لحماية الاميركيين”. يبقى ان ثمة تهديدا واضحا على الاقل، مع اعتبار زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري افي تسجيل صوتي الجمعة ان ازاحة الرئيس الاسلامي المصري محمد مرسي قبل شهر جرت “بمال خليجي وتدبير اميركي” وتواطؤ من الاقباط الذين يريدون حكما علمانيا “لتقسيم مصر” والجيش المصري “المتأمرك الذي ربته امريكا”. والاسبوع الماضي اصدرت وزارة الخارجية تعميما لكل المواطنين الاميركيين حذرت فيه من “التهديدات الارهابية المحتملة في وسائل النقل العام وبنى تحتية اخرى”.
وتتوخى واشنطن الحذر منذ الهجوم الذي شنه اسلاميون على قنصليتها في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر الماضي وقتل خلاله السفير كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين.

من القاهرة، محمد فايز فرحات الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.