دبي ، الإمارات العربية المتحدة ، 4 أغسطس، م. نور الدين , أخبار الآن – اذا اليوم هو اليوم الرسمي الأول للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني
 .. خلال حملته الإنتخابية وعد الرئيس الجديد بمزيد من الشفافية في عمله وأكد ألتزامه بمجموعة من الأهداف السامية التي اُ ُهملت على مدى السنوات الثماني الماضية .. هذه الأهداف وان كانت ستستغرق وقتا طويلا لتحقيقها، من الممكن أن يترجمها الرئيس الجديد على أرض الواقع ويحقق انجازات مبكرة في أيامه المئة الأولى شريطة تلقيه الدعم اللازم من النظام الإيراني.
 
قبل الإنتخابات الرئاسية الإيرانية، دعا حسن روحاني إلى وضع حد لتدخل الحكومة في الحياة الخاصة للمواطنين، كتخفيض الرقابة الإلكترونية الأمنية على المواطنين وسيطرة أقل على شبكة الإنترنت ، وإعطاء مساحة أكبر لحرية التعبير كما يتوقع أنصاره ، ورغم الرغبة الجامحة التي تحدو روحاني في إحداث تغييرات عميقة في إيران ، إلا أن المسألة ليست بيده تماماً ، فلا شك أنه بحاجة للدعم الملطق من السلطة القضائية والمخابرات العامة والحرس الثوري والمرشد الأعلى لتحقيق التغييرات المرجوة للخروج من الأزمة التي تعاني منها البلاد.
وعلى صعيد الملفات الشائكة التى على روحانى إدارتها هى الملف النووى والعقوبات المفروضة على البلاد، ذلك الملف الذى لا يمتلك الرئيس المنتخب البت فيه بل للمرشد الأعلى اليد العليا، فوحده من يستطيع تحقيق تقدم أو أي إخفاق بشأن هذه المسألة المثيرة للجدل دوليا، وعلى الصعيد المحلي روحاني مطالب بإصلاح السياسة الداخلية، والتركيز على إنقاذ الاقتصاد الذى تدهور كثيرا بسبب العقوبات الدولية.
…….
الأشهر القليلة القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لروحاني بإعتبارها إختبار أولي لسياسة طهران الخارجية للتعليق على الإقتراحات المعلقة التي قدمتها مجموعة 5+1، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن وهى بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا إضافة إلى ألمانيا.
القوى الكبرى عرضت على إيران تخفيف العقوبات التجارية على البتروكيماويات والمعادن الثمينة وقطع غيار الطائرات المدنية وتوفير التعاون التقني في مجال الطاقة النووية، مقابل تخفيض تخصيبها لليورانيوم إلى 20% والحد من تصدير مخزونها خارج البلاد، وفقاً لمصادر دوبلوماسية، ومن شأن هذه الخطوة الأولى تشكيل أرضية لإعادة الثقة بين الجانبين لتحسين علاقة إيران بدول العالم وبالتالي رفع الحظر عن العقوبات الرئيسية الممثلة بقطاعي النفط والمال.
طهران إن عزمت الأمر على التخاطب مع المجتمع الدولي سيتطلب ذلك المزيد من الخطوات، ليس على صعيد تطوير أسلحتها النووية فحسب بل يجب عليها أن تنأى بنفسها عن التدخل إقليمياً في سوريا والعراق وكذلك البحرين وهو ما يعتبر مصدر قلق كبير واحد العقبات التي تشكل حاجزاً مع المجتمع الدولي.
إيران ستحتاج لكسر عزلتها الدولية إلى إظهار نوايا حسنة بشأن التغيير ، وهو ما سيتم قياسه عن طريق خطوات ملموسة، وكل ذلك رهن بمحاولة طهران التقدم بالمفاوضات الدبلوماسية عوضاً عن إضاعة الوقت ، والخوض فوراً في مفاوضات مع الأطراف المعنية في المجتمع الغربي.
ليس هناك شك في ان ايران تتقن الدبلوماسية، ومع ذلك، فإن النتائج حتى الآن غير مشجعة، فالشعب الايراني أضاع السنوات الثلاثين الماضية على شعارات فارغة وبلا معنى .. وهو ما قد يستمر لعقود قادمة في حال قرر النظام الإيراني التعنت بقراراته والتمسك بالنهج القديم .. ليبقى السؤال المطروح ، إيران إلى أين؟ .. هذا ما ستظهره أيام روحاني المئة الأولى.