لا تزال إيران تستثمر في مصادر هائلة من أجل الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على تجارتها. فنجدها تؤسس بنوكا في فنزويلا، وتستخدم شركات وهمية. وهي في كل ذلك تستغل كل ما تصل إليه من أجل تخفيف الأثر الخانق للعقوبات. لكن فيما تزداد الحال سوءا، يلجأ الإعلام الرسمي إلى تشويه الحقائق.

فيزعم الإعلام الإيراني أن النظام أقنع اليابان بانتهاك العقوبات مرة أخرى من خلال اللجوء إلى وارداتها من النفط. تأتي هذه المزاعم فيما يُنتظر من بنك طوكيو ميتسوبيشي الياباني أن يدفع 250 مليون دولار كغرامة لتمويله أطرافا إيرانية منتهكا بذلك العقوبات الدولية.
اليابان تدعم العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على اليابان بسبب برنامج طهران النووي. وحصلت على استثناءات تمكنها من استيراد النفط الإيراني بشكل قانوني. المزاعم الإيرانية ضد اليابان تشكل ضغطا على العلاقات الإيرانية اليابانية وتفرض تتبعا لنشاطات اليابان الأمر الذي يثقل كاهل طوكيو بشكل لا داعي له. كل هذا سينقلب على إيران وسيزيد في عزلتها.
الإعلام الإيراني لا يزال مطالبا بأن يعكس المطالب الشعبية بإصلاح حكومي والتي تزايدت بعد انتخابات 14 حزيران عندما صوتت أغلبية الشعب الإيراني لأجل إصلاح شامل.
الأمر لا يتعلق باليابان فحسب. فقد انهارات صادرات النفط الإيراني إلى كامل المنطقة الآسيوية. تقول وكالة رويترز للأنباء إن:
واردات الهند من النفط في حزيران انخفضت 60 بالمئة سنويا.
الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية هي أهم أربع عملاء يشترون النفط الإيراني.
استيراد هذه الدول للنفط الإيراني انخفض أكثر من الثلث سنويا.
هذا المعدل هو الأكثر انخفاضا لواردات الأربعة الكبار من ا لنفط الإيراني منذ أبريل نيسان، عندما انخفضت الكمية المصدر من طهران إلى اليابان والهند إلى 635750 برميل يوميا، الأقل في عقود.

العقوبات الدولية التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني تكلف طهران ملايين الدولارات شهريا. ويسعى المشرعون الأمريكيون إلى تغليظ هذه العقوبات أكثر فأكثر حتى تنخفض شحنات النفط الإيراني إلى نصف مليون برميل يوميا أو أقل.

برفين كومار، الذي يرأس فريق البحث في نفط وغاز جنوب شرق آسيا في شركة FGE الاستشارية، يقول: “الانخفاض السنوي من واردات النفط الخام الإيراني سيستمر. الكل كان ينتظر الانتخابات الإيرانية ويأمل في أن الرئيس الجديد سيكون أكثر انفتاحا على مسألة العودة لطاولة المفاوضات … لكن لا نعتقد أننا سنرى انفراجا.”

باختصار، إيران لا تستطيع أن تردع العقوبات. على العكس، يبدو أن العقوبات وسوء الإدارة الاقتصادية باتت تشكل تآكلا في النظام الإيراني يوما بعد يوم.