ابدت الامم المتحدة الاثنين استعدادها للجوء الى القوة المسلحة لوقف تقدم المتمردين في اتجاه غوما، بعدما وقعت معارك عنيفة قرب هذه المدينة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.            
وقالت بعثة الامم المتحدة في جمهورية الكونغو ان متمردي “ام 23” عززوا مواقعهم حول المدينة التي تحتضن اعدادا من المدنيين.            
والامم المتحدة التي تنشر 17 الف جندي دولي في جمهورية الكونغو، انشات اخيرا قوة تدخل قوامها ثلاثة الاف عنصر بهدف التصدي للمجموعات المتمردة . لكن هذه القوة لن تدخل حيز التنفيذ في شكل كامل قبل نهاية اب/اغسطس وفق مصادر غربية.
            
واعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي الاثنين ان بعثة الامم المتحدة في جمهورية الكونغو “وضعت قواتها في حال استنفار. انها مستعدة لاتخاذ كل التدابير الضرورية وهذا يشمل استخدام القوة المسلحة بهدف حماية السكان المدنيين”.
           
واضاف ان “اي محاولة من جانب ام 23 للتوجه الى غوما ستعتبر تهديدا مباشرا للمدنيين”.
           
وكان متمردو “ام 23” احتلوا غوما لعشرة ايام في تشرين الثاني/نوفمبر ثم غادروا المدينة بضغط من دول المنطقة مقابل بدء مفاوضات مع الحكومة الكونغولية.
 اسفرت المعارك الدائرة منذ الاحد في موتاهو قرب غوما (شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية) عن سقوط 130 قتيلا هم 120 متمردا و10 جنود، كما اعلن المتحدث باسم الحكومة الكونغولية امس.

وقال المتحدث لوران ماندي في مؤتمر صحفي ان «قواتنا كبدت مهاجمي حركة ام23 خسائر فادحة: مقتل 120 مهاجما واسر 12»، مضيفا ان عشرة جنود من القوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديموقراطية لقوا مصرعهم.

وبدات هذه المواجهات بعد ظهر الاحد في موتاهو على بعد نحو عشرة كلم من شمال غوما وتواصلت صباح امس. وسمعت اصوات قذائف هاون من ضواحي غوما بحسب مصادر محلية.
واضاف ماندي ان «حصيلة هذه المواجهات غير نهائية بعد، لكن القوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديموقراطية ردت بقوة وفعالية على هذا العدوان». واوضح ان «القوات الموالية استعادت السيطرة ايضا على بعض مواقع العدو الذي فر الى كيليمانيوكا قرب كيباتي».

وحركة ام23 مؤلفة من عسكريين كونغوليين سابقين وخصوصا من الناطقين بالرواندية الذين تمردوا ولقوا بحسب جمهورية الكونغو الديموقراطية والامم المتحدة، دعما بالرجال والذخائر من حكومتي اوغندا ورواندا. وتنفي هاتان الدولتان تقديم اي مساعدة لحركة ام23.

واكد ماندي «منذ اسابيع عدة، يعزز متمردو ام23 وحلفاؤهم الروانديون مواقعهم حول كيباتي على مقربة من موتاهو»، متهما «القوات المساعدة لحركة ام23 ومن يرعاها في المنطقة التي شنت الاعمال الحربية عبر اطلاق نيران الاسلحة الثقيلة على القوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديموقراطية».

وحركة ام23 التي احتلت غوما طيلة عشرة ايام في تشرين الثاني 2012، وغادرت المدينة تحت ضغط دول المنطقة مقابل مفاوضات مع الحكومة. ومنذ ذلك الوقت، تتعثر هذه المحادثات حول تطور حركة ام23 وانضمام رجالها الى القوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

ورفض المتحدث باسم الحكومة توضيح اهمية القوات المشاركة في هذه المواجهات. وقالت مصادر محلية ان ثلاثة الوية من القوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديموقراطية-اي حوالي الفي رجل – مشاركة فيها.