مع استقبال إيران حكومة جديدة، يبدو أن ثمة دلالات على أن المرشد الأعلى في إيران قد يستغل تنصيب رئيس منتخب معتدل ليتيح له مجالا للحركة في الملف النووي.

في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن وقف تخصيب اليورانيوم – أحد المشاكل العالقة بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد الأمر الذي تسبب في العقوبات – قد يتم تناوله بالبحث في اجتماع الجولة التالية من المفاوضات بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد.

الانتخابات العامة في إيران في الرابع من الشهر الماضي كانت بمثابة رسالة إلى النظام بأن الإيرانيين ضاقوا ذرعا بالفساد، وسوء الإدارة، والتزمت بإبقاء الحال على ما هو عليه. ستتوفر للررئيس الجديد بعض المرونة في إدارة إصلاحات إدارية واقتصادية، لكن التغيير الحقيقي في اتجاه المساعدة على رفع العقوبات التي تستنزف الشعب الإيراني لن يتأتى إلى بدعم من المرشد الأعلى.

فالمرشد الإيراني قد يكون مستعدا لإفساح المجال أمام بعض التغييرات في الملف النووي. لكن مدى هذه التغييرات وتوقيتها سيكون رهنا بخطوات عملية يتم اتخاذها.

على سبيل التزام الحذر، لا بد أن نتذكر أن إيران لم تستجب بعد رسميا لعرض كان من شأنه بناء الثقة  قُدم لها في ألماتي، كازاخستان، في شباط الماضي.

في العلاقات الدولية وخاصة في الملف النووي، غالبا ما استغلت إيران وعودها بإحداث تقدم في هذا الملف من أجل شراء الوقت وتأجيل كل شيخ وعدم فعل أي شيء في نهاية الأمر. لهذا تضاءلت مصداقية إيران؛ ووحدها الخطوات العملية هي التي ستُقبل كدليل على صدق نوايا في تحسين العلاقات مع جيرانها ومع المجتمع الدولي بشكل عام.