تستعد القوات الأمريكية في أفغانستان لتطبيق خطةِ الانسحاب التي أعلن عنها الرئيسُ الأمريكي باراك أوباما في خطابِ حالة الاتحاد الأسبوع الماضي.
هذا القرار كان محل ترحيب من القيادة الأفغانية. لكن ثمة تحذيرات من أن إيران سوف لن تفوت فرصة التدخل في أفغانستان كما فعلت في العراق.

كتبت أمل عبدالعزيز الهزاني في الشرق الأوسط أن العنصر المشترك والخطير في البلدين؛ العراق وأفغانستان، أنهما من الناحية الجغرافية جناحان لدولة مثل إيران، لم تستيقظ من حلم هيمنتها على هذا الجزء من العالم. فعلى رأس حكومة بغداد اليوم رجل لا يخفي تبعيته لطهران قولا وعملا.

كما مكّنت إيران القاعدة في العراق، وهناك تقارير مؤكدة منذ سنوات على دعم لوجيستي ومالي من إيران لقيادات من التنظيم كانت تسهل دخولهم للعراق من إيران وسوريا. إلا أن شجاعة العشائر السنية في الأنبار، توحدت ضد القاعدة في عمل كان الهدف منه تحقيق انتصار أمني وليس سياسيا، وهؤلاء هم من يقودون اليوم حركة المعارضة المتنامية ضد حكومة المالكي والوجود الإيراني في العراق.

من سوء الحظ أنه في أفغانستان لا توجد عشائر سنية صلبة كما في العراق.  ولأن واشنطن ضربت موعدا لانسحابها ، فإن إيران قد بادرت خلال السنوات الماضية بتعزيز حضورها في أفغانستان دبلوماسيا وأيضا بتقديم مساعدات مادية في مختلف القطاعات الحيوية. ومع اقتراب موعد الانسحاب الغربي بدأت رحلات مكوكية لوفود إيرانية متوجهة إلى أفغانستان تحضيرا لمرحلة ما بعد الانسحاب، آخرها كان قبل أيام حيث توجه مستشار خامنئي لشؤون الأمن القومي إلى كابل.

وفي تقرير مهم للغاية نشرته صحيفة الـ«نيويورك تايمز» مؤخرا، ذكرت أنه من بين 23 كتيبة عسكرية أفغانية تلقت تدريبها على يد قوات الناتو، فإن كتيبة واحدة فقط يمكنها أن تعتمد على نفسها في حفظ الأمن بعيدا عن المعونة الأجنبية. بمعنى آخر، أفغانستان مهددة بالفراغات الأمنية داخليا. وإيران لن تفوت هذه الفرصة.