في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، نتذكر ملالا الطفلة ذات الأربعة عشر ربيعا التي تعرضت لمحاولة اغتيال من طالبان فقط لأنها أرادت أن تتعلم. ملالا لم تكن وحدها ذلك اليوم. كان معها صديقتاها: شازْيا و كائنات اللتان تعافيتا من الإصابة وتصران على مواصلة الطريق الذي بدأته ملالا، فيما يمثل بارقة أمل لكل من قد يتردد في أن يرسل بناته إلى الدراسة في المنطقة.
الآن ذهبت إلى وادي سوات في إقليم (خيبر بختون خوا) حيث تعيش التلميذتان وحيث حكمت طالبان قبل بضع سنوات.

في العاشر من أكتوبر تشرين الأول الماضي، أطلق مسلحو طالبان النار على ملالا يوسفزي
هذه هي صورها وهي تُنقل على عجل إلى العلاج.
هوجمت لأنها رفعت صوتها ضد طالبان التي حظرت تعليم البنات عندما حكموا إقليم سوات.
كان معها في ذلك اليوم رفيقتاها كائنات وشازيا.
الاثنتان تعافيتا اليوم وعادتا لحياتهما الطبيعية. ولكن، وخلاف ما قد يتصوره البعض، تبدوان اليوم أكثر إصرارا من أي وقت مضى على أن تواصلا الطريق الذي بدأته مالالا. بالنسبة لهما هي مهمة حتى تتحرر بنات جيلهما من الخوف.
كائنات، طالبة الصف العاشر، تستعد للعودة إلى الدراسة وتقول إنها لم تعد تخاف من طالبان.

هذا رياض أحمد، والد كائنات. كثيرا ما يشعر بالتوتر من وجود الحراس على باب داره في منطقة (ماكان باغ) في مينغورا بوادي سوات. لكنه بالرغم من كل هذا يوفر كل دعم ممكن لابنته التي تريد أن تصبح طبيبة.

بالفعل، تشعر كائنات رد الفعل الذي جاء من كل أنحاء العالم على ما حدث جعل بنات سوات أشجع وأكثر تأييدا لتعليم الفتيات.

شازيا، تعافت تماما من جروحها. وكما كائنات، لا تزال تدعم حق البنات في التعليم، وتقول إن هذا صار شغلها الشاغل بعد الحادث.

تعترف شازيا بأنها شعرت بالخوف بعد الهجوم الذي شنه طالبان. لكنها لم تعد كذلك بسبب دعم والديها وشقيقها الذين ظلوا بجانبها في وقت الشدة.

بعد الذي حدث مع مالالا، شعر الكثيرون أن طالبان نجحت في ترهيب الأهالي وفتياتهم من الذهاب إلى المدرسة، لكن يبدو أن السحر انعكس على الساحر فجعل فتيات وادي سوات أكثر إصرارا على تلقي التعليم.

في مجتمع ذكوري ينظر المرأة على أنها لا تصلح إلا للعمل في المنزل، تصر كائنات وشازيا ومالالا على أن تعليم المرأة هو الذي سيحسن وضعها ويرفع من شأنها.