الدور الهام الذي قامت به مصر في تأمين وقف إطلاق النار الأخير في غزة يبرهن مرة أخرى على أن إيران هي من بين أكثر الأطراف التي خسرت من الربيع العربي. فبينما أرادت طهران أن تلعب دورا محوريا في تشجيع الاقتتال في غزة، رأت قيادة حماس أن ليس ثمة سبب للاستمرار على هذا النحو. لكن غزة منطقة واحدة من المناطق التي لا تزال مسرحا للتدخل الإيراني على مستوى المنطقة من خلال عملاء يتخفون كأي شيء من المواطنين العاديين إلى المستثمرين.
في مطلع تشرين الأول، صادرت قوات الأمن اليمنية معدات عسكرية إيرانية على متن سفينة كانت ستذهب حمولتها إلى الحوثيين في محافظة صعدة. كما ألقت القبض على جواسيس إيرانيين تخفوا على أنهم رجال أعمال ومستثمرين عندما اكتشف أن البضاعة التي كانوا يستوردوها كانت مصممة لصنع الصواريخ وأسلحة أخرى. الرئيس اليمني، عبد ره هادي، انتقد إيران لمحاولتها
“تعطيل العملية السياسية في اليمن” من خلال تمويل المتمردين الحوثيين وتعميق حالة عدم الاستقرار.
في كانون الأول الماضي، أدت اتهامات بأن إيران أرسلت ممرضات للتجسس على تركيا، أدت بالداخلية التركية إلى التحقق من كل الإيرانيين الراغبين بالعمل في تركيا. وزادت شكوك تركيا بتحركات إيران الخفية عندما أعلن في أيلول الماضي عن نتائج تحقيق دام عاما كامل. التحقيق أثبت ضلوع سبعة أشخاص: خمسة أتراك وإيرانيي اثنين، في “تقديم معلومات متعلقة بأمن الدولة
والتأسيس لمنظمة غير قانونية” لمصلحة إيران.
في شباط الماضي، اعتقلت السلطات الأفغانية أربعة موظفين حكوميين بتهمة التجسس لصالح إيران. ثلاثة كانوا يعملون في السلطات المحلية للمقاطعات والرابع كان دبلوماسيا رفيع المستوى في الخارجية الأفغانية. في أيلول، اعتقلت الاستخبارات الأفغانية موظفا في مكتب حاكم مقاطعة هيرات بينما كان يحاول نقل وثائق إلى مسؤولين إيرانيين.

ومؤخرا، قامنائب كويتي باتهام إيران بمحاولة “ابتلاع” الكويت من خلال دعم الجماعات الانفصالية وزرع العناصر الاستخباراتية. في أيار الماضي، أدانت محكمة الاستئناف الكويتية أربعة رجال بتهمة التجسس لصالح الحرس الثوري الإيراني والتآمر لتفجير خطوط النفط
الكويتية.