%18 من الحبوب الأوكرانية وصلت الشرق الأوسط الصيف الماضي

“قبل عام واحد من بدء الغزو الروسي أي موسم 2021-2022 كان موسماً جيداً، لقد جمعنا حوالي 108 مليون طن من الحبوب، أما هذا العام فنحن نتوقع أن لا يتعدى الرقم الـ64 مليون طن”.. هذا ما قاله وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي، كاشفًا حجم التأثير الذي تسبب به الغزو الروسي على قطاع الزراعة والحبوب في أوكرانيا، والذي أثر على العديد من دول العالم، لاسيما دول الشرق الأوسط التي كانت تعتمد على أوكرانيا للحصول على حبوبها.

وقال “سولسكي”، في حوار مع “أخبار الآن”، إن كمية الحبوب التي كانت تصل إلى الدول العربية، ودول الشرق الأوسط، انخفضت، كما هي الحال مع معظم البلدان التي كانت تتعامل معها أوكرانيا. مضيفًا: “لكننا نفعل ما بوسعنا للحفاظ على هذا التعاون مع دول الشرق الأوسط، ونعتبرهم شركاء موثوقين، لذلك في الصيف الماضي عندما أُتيحت لنا فرصة لتصدير الحبوب الأوكرانية، صدّرنا ما بين 17 و18% من إجمالي المحاصيل إلى دول الشرق الأوسط، وهذه نسبة عالية جداً.

وتنشر “أخبار الآن” جزءا من المقابلة التي تنشر كاملة في وقت لاحق.

قالت وزارة الزراعة الأوكرانية، الجمعة، إن المزارعين الأوكرانيين حصدوا 16.57 مليون طن من محصول الحبوب لعام 2023. مضيفة أن المحصول حتى الآن يشمل 3,755,000 طن من الشعير و12,513,000 طن من القمح و306,400 طن من البازلاء.

 

"انخفض حصاد الحبوب إلى النصف".. هذا ما كانت تنتجه أوكرانيا قبل الغزو الروسي

وقبل أسابيع، رفضت روسيا، تمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهو ما تسبب في مخاوف دول عدة تعاني من أزمات اقتصادية، حيث يخشى السكان ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتفعة أصلا.

الاتفاق الذي كان يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب إلى الأسواق الدولية عبر البحر الأسود؛ توسطت به الأمم المتحدة وتركيا، في يوليو 2022، وانتهى موعد العمل به، 17 يوليو الماضي، بعدما جرى تمديده آخر مرة لمدة شهرين، في مايو الماضي.

ووفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة “فاو” التابعة للأمم المتحدة، الصادر في يونيو 2022، كانت أوكرانيا وروسيا من بين أكبر ثلاثة منتجين عالميين للقمح والذرة وبذور اللفت وبذور عباد الشمس وزيت عباد الشمس، وبالتالي فإن توفر كميات أقل من الحبوب والأسمدة بسبب الحرب أثر بشكل سلبي واضح على مناطق بعينها مثل أميركا اللاتينية وأفريقيا من خلال تضخم أسعار السلع الأساسية والتقلبات المالية.

وفي الفترة بين عامي 2016 و 2021، أنتجت أوكرانيا وروسيا أكثر من 50 في المئة من إمدادات العالم من بذور عباد الشمس، و 19 في المئة من الشعير في العالم، و 14 في المئة من القمح، و30 في المئة من صادرات القمح العالمية، مع اعتماد ما لا يقل عن 50 دولة على روسيا وأوكرانيا للحصول على 30 في المئة أو أكثر من إمدادات القمح، بحسب تقرير مجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، في مارس 2022.

وتشير الأرقام المنشورة على موقع الأمم المتحدة إلى أن مصر تأتي في مقدمة دول الشرق الأوسط التي تعتمد على استيراد الحبوب من روسيا وأوكرانيا، بما يساوي 23 مليار دولار في الفترة بين عامي 2016 و2020، وتليها السعودية بمبلغ 17 مليار دولار في الفترة نفسها، وبعدها تركيا بحوالي 12.5 مليار دولار، ثم المغرب بمبلغ 8.7 مليار دولار، والإمارات بـ6.1 مليار دولار، والجزائر بمبلغ 5.5 مليار دولار في الفترة بين عامي 2016 و2017، ثم تونس والسودان والأردن واليمن وليبيا وفلسطين والكويت وقطر وعمان.

وتعتبر منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق تضررا من انهاء اتفاقية الحبوب، حيث أن العديد من دول المنطقة مدرجة ضمن البلدان الأكثر اعتمادا على السلع الغذائية الزراعية من أوكرانيا وروسيا، مثل تركيا ومصر والسودان وتونس والمغرب والسعودية، بحسب الأمم المتحدة.

"انخفض حصاد الحبوب إلى النصف".. هذا ما كانت تنتجه أوكرانيا قبل الغزو الروسي

وتشير تقارير أخرى إلى أن دولا مثل لبنان واليمن والأردن معرضة للخطر بشكل خاص، كما تسلط التقارير الضوء على أن الخطر يصل في بعض الحالات إلى مرحلة التهديدات الوجودية بالنسبة لبعض الدول، وعلى رأسها مصر، وفق تقرير لمعهد الشرق الأوسط للدراسات، صدر في يونيو 2022.

وأوضحت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في مارس ٢٠٢٢، أنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير بعد “كوفيد-19″، حيث لم يحصل واحد من كل ثلاثة أشخاص في عام 2020 على الغذاء الكافي، بزيادة قدرها 10 ملايين شخص عن عام 2019.