6 شاحنات تحمل مساعدات غذائية نُهبت في السودان

  • ثُلث عدد سكان السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية
  • أكثر من 4 ملايين طفل وامرأة حامل يعانون سوء تغذية حاد
  • نزوح أكثر من 334 ألف شخص داخل البلاد

صراعٌ عسكريٌ بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المُلقّب بـ”حميدتي” يقترب من أسبوعه الرابع، وسط فوضى سياسية، وأزمات غذائية ومعيشية.

عمليات القتال المستمرة -رغم الإعلان عن أكثر من هدنة- أسفرت عن مقتل أكثر من 550 شخصًا، وإصابة نحو 4926 آخرين – حسب آخر بيان لوزارة الصحة السودانية.

وتتواصل المعارك، بالتزامن مع وصول مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في محاولة لايجاد مخرج من الازمة الحالية.

وأكد غريفيث الأربعاء، عبر حسابه على موقع تويتر أنّه وصل إلى السودان “لتأكيد التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب السوداني”.

وأتت زيارة غريفيث غداة إعلان وزارة خارجية جنوب السودان في بيان عن أن طرفي النزاع وافقا “من حيث المبدأ”، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة لمدة سبعة أيام تبدأ الخميس.

ولم يعلن الطرفان رسميًا موافقتهما بعد.

من ناحيته، طالب مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الانسانية، الأربعاء، الأطراف المتحاربة في السودان بتقديم تعهدات علنية على أعلى مستوى بضمان التسليم الآمن للمساعدات الإنسانية.

وقال غريفيث إن “هذه الالتزامات هي شرط أساسي للعمل الإنساني على نطاق واسع”.

وأضاف للصحافيين في جنيف عبر الفيديو من بورتسودان إن 6 شاحنات تحمل مساعدات غذائية نُهبت وهي “في الطريق” إلى دارفور.

وكان قد أفاد برنامج الغذاء العالمي أن ثُلث عدد سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وأكثر من 4 ملايين طفل وامرأة حامل يعانون سوء تغذية حاد.

الصراع في السودان.. من يدفع الثمن؟

تواصل العنف والفرار

أفاد سكان الأربعاء، من العاصمة بسماعهم “أصوات اشتباكات ودوي انفجارات باتجاه مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان (غرب الخرطوم)”، فيما أكد آخرون لوكالة فرانس برس بسماع “أصوات مضادات الطائرات الأرضية قرب المطار”.

كذلك أعلنت السعودية التي تنظم عمليات لإجلاء مدنيين وتقود جهوداً لوقف المعارك الدائرة، الأربعاء، أنّ مجموعة مسلّحة اقتحمت وخرّبت ملحقيتها الثقافية في السودان.

ولم يُشر إلى وقوع إصابات جراء عملية الاقتحام.

ودفع هذا العنف المتصاعد الأجانب إلى مغادرة البلاد كما يواصل السودانيون بالآلاف النزوح داخل بلدهم أو الفرار إلى الدول المجاورة.

والثلاثاء، قال متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف إنّ المعارك الدائرة في السودان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، وأكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة.

وتتوقع الأمم المتحدة فرار “800 ألف شخص” إلى الدول المجاورة مثل مصر وتشاد وأثيوبيا وافريقيا الوسطى.

أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وكثيرون منهم لعدم توافر الامكانات المالية، فيواجهون نقصا في الغذاء والمياه والكهرباء فيما تصل درجة الحرارة في الخرطوم إلى 40 درجة مئوية.

مناقشات “أمريكية – مصرية”

وفي هذا الصدد قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقابلة مع صحيفة “أساهي” اليابانية نشرت الثلاثاء إنه “وسط الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وفرار العديد من السودانيين … تواجه مصر أيضا مشاكل”، مشيرا إلى مشكلات مثل ارتفاع التضخم وزيادة في أسعار الضروريات اليومية.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت الأسبوع الماضي عبور أكثر من 16 ألفا إلى مصر، منهم 14 ألف سوداني.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ونظيره المصري سامح شكري، ناقشا تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في السودان، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، الثلاثاء.

وذكر المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر، أن الوزيرين اتفقا على “مواصلة المشاورات الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر في ما يتعلق بالجهود الجارية لتحقيق وقف دائم للأعمال القتالية في السودان”.

من ناحيتها قالت الخارجية المصرية، الثلاثاء، إن القاهرة جددت دعوتها لطرفي الصراع في السودان إلى تثبيت الهدنة الحالية وعدم خرقها لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وبدء حوار جاد لحل الخلافات.

وفي الشأن الصحي، قالت نقابة أطباء السودان إن 67% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة، مؤكدة أنه من أصل (88) مستشفى أساسية في العاصمة والولايات يوجد (59) مستشفى متوقفة عن الخدمة و(29) مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي (بعضها يقدم خدمة إسعافات أولية فقط) وهي مهددة بالإغلاق أيضا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.

وأضافت النقابة في بيان، الأربعاء، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك: “ما زالت جميع المستشفيات والمرافق الصحية والصيدليات خارج الخدمة في مدينة الجنينة بعد أن تم الاعتداء عليها ونهبها والاعتداء ونهب المخزن المركزي للدواء وسكن الأطباء ومكاتب الهلال الأحمر”.

وتخشى منظمة الصحة العالمية كذلك من “كارثة” في النظام الصحّي الذي كان أساساً هشّا في بلد هو من الأفقر في العالم.

https://twitter.com/MfaEgypt/status/1653421638719795200

 

كارثة حقيقية

وخلال اجتماع في الأمم المتحدة مساء الاثنين، حذّر منسق المساعدات الإنسانية للسودان عبده دينغ من أنّ النزاع يحوّل المأساة الانسانية الى “كارثة حقيقية”.

والثلاثاء، أعلنت الأمم المتّحدة أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.

وعلى موقع تويتر، أكدت منظمة أطباء بلا حدود في السودان عبر حسابها أن فرق الطوارئ التابعة لها “بدأت في الوصول إلى السودان لإطلاق أنشطة استجابة طارئة وإدارة الأنشطة القائمة أساسًا في عدة مواقع”.

كما أرسلت المنظمة، بحسب ما كتب على تويتر “عشرة أطنان من الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى مستشفى جبرة لمعالجة المصابين في الخرطوم، وذلك بتعاون وثيق مع وزارة الصحة”.

ودعت المنظمة الدولية جميع أطراف النزاع إلى “ضمان احترام المرافق الصحية وحمايتها”، واصفة الوضع بأنه “حرج” في البلاد.

بدوره حذّر الرئيس الكيني وليام روتو من أنّ الوضع في السودان بلغ “مستوى كارثياً”.

وأضاف أن الجنرالين “المتحاربين يرفضان الاستماع إلى نداءات” المجتمع الدولي، مطالباً بأن يتم “إرسال مساعدات سواء تم وقف اطلاق النار أم لا”.

بالأرقام.. من يدفع ثمن الصراع في السودان؟

عمليات إجلاء عاجلة

ومع ذلك ترسل المساعدات بالقطّارة. فقد وصلت ست حاويات من منظمة الصحية العالمية محملة بمستلزمات طبية لمعالجة المصابين بجراح خطرة ومن يعانون سوء تغذية حادّاً.

وتمّ توزيع وقود على بعض المستشفيات التي تعتمد على مولّدات الكهرباء.

وعاود برنامج الأغذية العالمي استئناف نشاطه بعد أن علّقه مؤقتاً إثر مقتل ثلاثة من موظفيه في بداية الحرب.

وخارج الخرطوم، تسود الفوضى في ولاية غرب دارفور حيث بات مدنيون يشاركون في أعمال العنف بين القبائل المتناحرة، بحسب الأمم المتّحدة.

وأحصت الأمم المتّحدة سقوط قرابة مئة قتيل منذ الأسبوع الماضي عندما بدأ القتال في هذه المنطقة التي شهدت في العقد الأول من الالفية الثانية حربا أهلية أوقعت 300 الف قتيل وأدّت الى نزوح 2,5 مليون شخص.

وأعربت نقابة الأطباء عن قلقها إزاء “الانهيار الكامل للنظام الصحي في الجنينة”، عاصمة غرب دارفور، مضيفة أنّ نهب المراكز الصحية ومخيّمات النازحين أدّى إلى “إجلاء عاجل” للفرق الإنسانية.