“أكثر من 50 قتيلاً حتى الآن والوضع لا يحتمل”.. باحث من السودان ينتقد القيادات العسكرية في بلاده

أجرت أخبار الآن لقاء خاص مع حامد خلف الله وهو باحث سوداني موجود وسط الأحداث، ليحكي لنا تفاصيل اندلاع الاشتباك المسلح بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

السؤال الأول: في البداية حامد الحمد لله على السلامة نعرف أن بيتك تضرر بسبب الرصاص أخبرنا عن ذلك؟

الجواب: اليوم، أصوات إطلاق نار أعلى بكثير من الأمس، ويعني أن إطلاق الرصاص بدأ يدخل في الأحياء السكنية بصورة أكثر من الأمس، وبعدها خلال الصباح سمعنا تواصل لإطلاق النار، لذلك خرجنا من الساحة الخلفية للبيت، وتكسرت الأبواب و الجدران خلف المنزل، وبعدها كان هناك تواصل لأصوات إطلاق النار وأصوات المدفعيات وغيرها، حتى كان هناك أصوات لطائرات مقاتلة فوق الأحياء السكنية، ورمت غالبا قنابل في أماكن متفرقة، لكن فيما بعد هدأت الميادين.

والحمد لله لم يصب أحد من العائلة، لأننا كنا موجودين في داخل المنزل، لكن في الخرطوم كل الأحياء السكنية تعرضت للخطر والإصابات، وكل الأماكن تمر بنفس الظروف الصعبة جدا بسبب انتشار القتال بين القوات واتساع رقعة القتال في البلاد، وحتى الحركة بين الأحياء تعرض لمخاطر.

السؤال الثاني: شاهدنا فيديو للأطراف المتقاتلة، ويطلقون النار بكثافة داخل الأحياء السكنية، كم يشكل هذا خطراً على المدنيين؟

الجواب: بالضبط، بصورة عشوائية وبصورة غير مسؤولة يتم التقاتل في داخل الأحياء السكنية في الخرطوم، لكن مع الأسف كل التركيز الإعلامي في الخرطوم، لكن هناك مدن كثيرة حول السودان تمر بنفس الظروف الصعبة، كما أن عمليات الإجلاء تصعب، وعمليات إسعاف المصابين أيضاً، وهناك طلاب في مدرسة كانوا في مدرستهم في منطقة قريبة جدا من القيادة العامة للجيش السوداني، من الأمس خلال الليل وحتى النهار تم إجلاء عدد كبير منهم خلال اليوم، هذه تجربة صعبة جدا، لأننا نتحدث عن أطفال كانوا في مكان قريب جدا من بؤرة الصراع.

السؤال الثالث: من يسيطر على الشارع من القوى الموجودة اليوم؟

أكد حامد خلف الله أنه من الصعب التقدير لأن القوى تقول كلاماً متناقضاً، إذ أن الجيش السوداني يدعي أنه مسيطر على الأوضاع على الأرض، وقوات الدعم السريع تدعي أنها مسيطرة على الأوضاع على الأرض.

لكن على الأغلب التقدير أنه في خلال يوم أمس مثلا كان هناك تواجد كثيف لقوات الدعم السريع، وبشكل عام صعب التقدير، حول أي قوات مسيطرة على الشارع.

السؤال الرابع: بالنسبة للمدنيين، هل تراودهم أفكار بأن يحملوا السلاح لحماية مناطقهم؟

الجواب: هناك اتجاه كبير جدا لدى الناس لعدم السماح لموضوع التجييش بالتأثير بهم، وأيضاً عدم السماح لأن ينزلق السودان في حروب تعد حروبا أهلية، حاليا هذا الصراع هو على السلطة وقائم بين قوات مسلحة، هذا الصراع يخصهم للأسف نحن مدنيون ونتعرض للإصابات، لكنها ليست معركة في مصلحتنا ولا أحد من الأطراف قال إنه سيحارب من أجل أن يحمي المدنيين، وأتمنى من كل المواطنين السودانيين أن يكونوا واعين لهذه المسألة، نحن ليس لدينا مصلحة فيه على الإطلاق.

السؤال الخامس: لماذا بدأت هذه الشرارة الآن.. وماذا يريد المتخاصمون؟

قال حامد خلف الله: الغرض الأساسي من من القتال الدائر، تحديد من هو قبطان السفينة، (القائدين العسكريين حميدتي والبرهان دخلوا في انقلاب مع بعضهم من أكتوبر 2021) والسودان سيصل لمرحلة أننا يجب أن نحدد من هو قبطان السفينة ومن هو المسؤول..

العملية السياسية كانت تمضي لنهاياتها، وكان هناك اتفاق سياسي يتم توقيعه، والاتفاق السياسي هذا يفتح صفحة جديدة، كل قائد من القادة سواء أكان قائد الدعم السريع أو قائد الجيش يملكون تصورات مختلفة لكيفية التعامل مع فترة الانتقال الديمقراطي القادمة وكيفية التعامل مع موضوع إصلاح مؤسساتنا الأمنية، وهذا الاختلاف أنهى الشركة السطحية.

السؤال السادس: ماذا سيحصل الآن في السودان وإلى أين تتجه البلاد؟

الجواب: القوات تمشي بسياسة القتل، ويهدف كل طرف لقتل الطرف الآخر، وطبعاً هذا شيء سيء جداً وليس في مصلحة المواطنين، الحل الأفضل أن تلعب القوى التي لدينا والمجتمع الدولي دورا كبيرا جدا في الضغط على الأطراف لوقف إطلاق النار بصورة عاجلة وبصورة آنية، وبعد ذلك يمكن الدخول في نقاش حول كيفية خروج الناس من أزمتها، لكن أي خروج أو نقاش عن خروج من الأزمة يجب أن يكون في وضع ليس به إطلاق نار، وهناك الآن أكثر من خمسين قتيلا أغلبهم من المدنيين وأكثر من مئتي جريح، وهناك مواطنين يتعرضون للموت أو الإصابات ولا يستطيعون أن يغادروا بيوتهم، الإصابات التي تحصل لا تتحمل أن يستمر الوضع على الإطلاق.

السؤال السابع: ما هو أصعب شيء يواجهه المواطن الآن؟

الجواب: كل المواطنين موجودين في أماكنهم، وهم محبوسين في أماكن متعددة مثل سكن الأقارب أو سكن الزملاء، وفعلا هناك صعوبة إلى درجة الاستحالة في كثير من الأحيان في التحرك أو التنقل بين الأحياء، وهناك صعوبة لدى الناس في قضاء أغراضهم من ناحية التسوق أو التزود بالطعام وغير ذلك من الخدمات التي فيها مشكلة كبيرة، هناك أحياء كثيرة تعاني من انقطاع الكهرباء والماء، إذ أن جهات توفير الكهرباء وتوفير المياه تعرضت لقصف أمس..

السؤال الثامن: هل ستبقى في منزلك الذي تعرض للقصف.. وكم تبعد عن مركز الأحداث؟

حامد خلف الله: نعم سأبقى في المنزل لأنه ليس لدي بديل، مركز الأحداث يصعب تحديده لأنه ليس هناك أحداث تحصل في مكان معين، شدة الاقتتال تكون جانب معسكرات الجيش أو معسكرات الدعم السريع، وقرب هذه المناطق هناك ذروة في القتال، وكل الخرطوم ليس فيها مكان آمن وكلها معرضة لوضع أمني صعب.