فاغنر تسلب ثروات السودان لتمويل حرب روسيا على أوكرانيا

اندلعت اشتباكات صباح السبت في الخرطوم بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.

وأعلنت قوات الدعم السريع قبيل ظهر السبت “السيطرة الكاملة” على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط)، ومن ثم أعلنت سيطرتها على مناطق في أم درمان ومطار الفاشر.

وتسعى روسيا من خلال مرتوقة فاغنر إلى إشعال حرب أهلية في السودان، من أجل نهب ثرواتها من الذهب وكشف تحقيق أجرته شبكة CNN الصيف الماضي عن الجنرال محمد حمدان دقلو، قائد الوحدة شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع، كمستفيد رئيسي من الدعم الروسي.

كشفت CNN كيف استغلت روسيا، من خلال علاقة مع دقلو والجنرال عبد الفتاح البرهان  الحاكم العسكري للبلاد موارد السودان الذهبية لتمويل حربها في أوكرانيا.

رسمت مقابلات متعددة مع مسؤولين سودانيين وأمريكيين رفيعي المستوى ومجموعة من الوثائق التي راجعتها CNN صورة لمخطط روسي مفصل لنهب ثروات السودان.

بعد اشتباكات السودان.. ما خطوات فاغنر لإكمال خطة روسيا لنهب السودانيين؟

كان المخطط يهدف إلى تحصين روسيا ضد العقوبات الغربية المتزايدة القوة ودعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.

كما أشارت الأدلة إلى أن روسيا تواطأت مع القيادة العسكرية المحاصرة في السودان، مما أتاح مليارات الدولارات من الذهب لتجاوز الدولة السودانية وحرمان الدولة المنكوبة بالفقر والتي يبلغ عدد سكانها مئات الملايين من عائدات الدولة.

في المقابل، قدمت روسيا دعمًا سياسيًا وعسكريًا قويًا للقيادة العسكرية السودانية التي لا تحظى بشعبية على نحو متزايد، حيث قامت بقمع الحركة المؤيدة للديمقراطية في البلاد.

في الاحتجاج الذي أعقب ذلك، مارست الولايات المتحدة والعديد من أفراد المجتمع الدولي ضغوطًا على دقلو والبرهان للتنصل من روسيا، مما أدى إلى إبعاد دقلو وقواته عن مورد حاسم.

روسيا تستغل ذهب السودان عن طريق مرتزقة فاغنر

نشرت شبكة CNN، في تحقيق استقصائي، أدلة تشير إلى أن روسيا تواطأت مع القيادة العسكرية السودانية لتهريب ما تساوي قيمته مليارات الدولارات من الذهب وحرمان الدولة المنكوبة بالفقر من عائداتها.

ترسم مقابلات متعددة مع مسؤولين سودانيين وأمريكيين رفيعي المستوى ومجموعة من الوثائق لمخطط روسي مفصّل لنهب ثروات السودان في محاولة لتحصين روسيا ضد العقوبات الغربية المتزايدة ودعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.

بعد اشتباكات السودان.. ما خطوات فاغنر لإكمال خطة روسيا لنهب السودانيين؟

لآلاف السنين، أنتج السودان بعضًا من أكثر الذهب رواجًا في العالم. وجيش بوتين الخاص، المجموعة شبه العسكرية سيئة السمعة المعروفة باسم “فاغنر” تعرف ذلك.

تنكر الحكومة السودانية وجود “فاغنر” في البلاد، لكن تمتد أذرع “فاغنر” عبر إفريقيا، واكتشف طاقم سي ان ان أن بعض عملائها سيئ السمعة يعملون في السودان. يترأس يفغيني بريغوجين “فاغنر”. ميخائيل بوتبكين يترأس أعمال “طباخ بوتين” والعمليات في السودان، أما أليكساندر سيرجيفيتش كوزنتسوف فهو المنفذ الرئيسي لـ”فاغنر”، الذي أدين سابقًا بالاختطاف والسرقة، وهو يعمل مع اللواء السوداني محمد حمدان دقلو، الملقب بـ “حميدتي”، مقابل التدريب والأسلحة.

سافر الفريق 200 ميل شمالًا من العاصمة الخرطوم إلى بلد الذهب، لإلقاء نظرة فاحصة على صانع المال الرئيسي لشركة “فاغنر”، عمال مناجم الذهب. يجلب عمال مناجم الذهب الصخور التي يستخرجونها لمعالجتها. يتم إنتاج 85 ٪ من الذهب في السودان حِرَفيًا.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز”، كشفت في تحقيق صحافي عن أن مصنعاً يقع في منطقة العبيدية الغنية بالذهب على بُعد 320 كيلومتراً شمال الخرطوم يخضع لحراسة مشددة محاط بأبراج لامعة، يسميه السكان المحليون “الشركة الروسية”، ويعمل في نشاط التعدين، لكنه في الحقيقة واجهة للمنظمة شبه العسكرية، “فاغنر”.

يعالج المصنع أكوام الخام من سبائك الذهب، حيث حصلت “فاغنر” على امتيازات تعدين مربحة تنتج سيلاً متدفقاً من الذهب كما تظهر السجلات، ويعزز مخزون الكرملين من الذهب، البالغة قيمته 130 مليار دولار، الذي تستخدمه روسيا للتخفيف من تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة علىيها بعد شن الحرب على أوكرانيا، من خلال دعم العملة الروسية المحلية “الروبل”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “شركة فاغنر، المعروفة بأنشطتها العسكرية، ومساعدتها الأنظمة الديكتاتورية للبقاء في الحكم، من خلال شبكتها الغامضة من المرتزقة، أصبحت أكثر من مجرد آلة حرب في أفريقيا، تتمدد وتتعزز قوتها من خلال سيطرة اقتصادية وعمليات التأثير السياسي”.

توسعت فاغنر في أفريقيا، في عام 2017، بتوجيه واضح من يفغيني بريغوجين، رجل الأعمال الروسي المعروف باسم (طاهي بوتين)، حيث بات المرتزقة التابعون لها عاملاً مهماً، بل محورياً في بعض الأحيان في سلسلة من البلدان المتضررة من الصراعات مثل ليبيا، وموزمبيق، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وفي مالي والسودان.