هجمات داعش تتراجع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 16.7%

انخفضت هجمات تنظيم داعش، خلال الربع الأول من عام 2023، وفقًا لإحصائية حديثة صادرة عنه، وواصل التنظيم التحريض على شن هجمات إرهابية جديدة خصوصًا في شهر رمضان الجاري، فيما اعترف بمقتل قيادي شرعي بارز هو “أبو زيد الأنصاري العراقي” الذي شغل سابقًا منصب الشرعي العام للتنظيم في ديالى.

ونفذ التنظيم في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 204 هجومًا في مختلف المناطق والدول التي ينشط فيها، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل وإصابة 1131 شخصًا، بحسب إحصائية نشرتها صحيفة النبأ الأسبوعية في عددها الأخير (عدد 383).

داعش يُحرض على شن هجمات في رمضان.. ويعترف بمقتل قيادي بارز

ووفقًا للإحصائية السابقة فإن هجمات داعش تراجعت بنحو 60.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي بلغ فيها متوسط الهجمات نحو 514 هجومًا، وهو ما أشارت له إحصائية الحصاد العملياتي التي نشرتها وكالة أعماق، الذراع الإخبارية لداعش، مطلع 2023.

وفي نفس السياق، تراجعت هجمات داعش، خلال الأسبوع الماضي، بنسبة 16.7% مقارنة بالأسبوع السابق، إذ نفذ التنظيم 15، و18 هجومًا على التوالي خلال الأسبوعين المذكورين.

وانخفضت الهجمات في العراق من 5 هجمات في الأسبوع قبل الماضي إلى هجوم واحد فقط خلال الأسبوع الماضي، وكذلك تراجعت الهجمات في الكونغو الديمقراطية، التي يُسميها التنظيم بولاية وسط إفريقيا، من 5 هجمات إلى هجومين فقط في نفس الفترة، بينما شهدت نيجيريا، التي تُعرف بولاية غرب إفريقيا، انخفاضًا طفيفًا من 9 إلى 8 هجمات فقط في نفس الفترة المذكورة.

ويُعزى تراجع هجمات داعش، خلال الأشهر الأخيرة، إلى انخفاض الهجمات التي شهدتها ساحتي العراق وسوريا، وهما ساحتي العمليات المركزية للتنظيم، وذلك بفعل استمرار حملة مكافحة الإرهاب التي يشهدها البلدان والتي أسفرت عن مقتل عدد من كبار قادة داعش على رأسهما أبو سارة العراقي/ عبد الرؤوف المهاجر، أمير الإدارة العامة للولايات، وأبو خديجة العراقي، والي داعش على العراق، وحمزة الحمصي، أحد الأمراء الأمنيين التابعين للتنظيم في سوريا.

داعش يُحرض على شن هجمات في رمضان.. ويعترف بمقتل قيادي بارز

محاولة للتغطية على التراجع العملياتي

وفي المقابل، حاول داعش أن يُغطي على تراجعه العملياتي الأخير زاعمًا أن فرعه في وسط إفريقيا “الكونغو الديمقراطية” تمدد إلى ساحة جديدة في شرق الكونغو، ونفذ هجمات في إقليم لوبيرو القريب من منطقتي إيتوري وبيني اللتان تعتبران منطقتي النشاط الرئيسيتين للمقاتلين المحسوبين على داعش.

ونفذ التنظيم هجومًا ضد مدنيين مسيحيين في قرية “نغولي” الواقعة في إقليم لوبيرو، وزعم أنه قتل 10 من السكان المحليين وأصاب آخرين، حسب إحصاء داعش.

وعلى صعيد متصل، حرض داعش، عبر المقال الافتتاحي لصحيفة النبأ (عدد 383)، على شن هجمات إرهابية خلال شهر رمضان الجاري، والذي يعتبره التنظيم فرصة مناسبة للتوسع في تنفيذ الهجمات، واصفًا الشهر الهجري بأنه شهر رعب وقلق عند الحكومات والأنظمة المختلفة التي تستنفر جيوشها وأجهزتها الأمنية للتصدي للهجمات المحتملة التي يشنها.

وانتقد التنظيم الدعاة والقنوات الدينية التي تُقدم برامجًا في شهر رمضان ووصفها بأنها “منحرفة عن النهج القويم”، كما هاجم القنوات والمنصات الإعلامية التي تُقدم برامجًا ترفيهية في الشهر الهجري، لافتًا إلى أنهما يتشاركان مع الحكومات والأنظمة التي يعاديها داعش نفس الأهداف في الفاسدة، وفق تعبيره.

داعش يُحرض على شن هجمات في رمضان.. ويعترف بمقتل قيادي بارز

الاعتراف بمقتل أبو زيد العراقي

إلى ذلك، اعترف تنظيم داعش بمقتل أبو زيد الأنصاري العراقي، الشرعي العام له في ديالى العراقية، مضيفًا أنه كان قياديًا بارزًا تولى عدد من المناصب القيادية قبل مقتله.

وبحسب المعلومات التي أوردتها أسبوعية النبأ فإن “أبو زيد الأنصاري العراقي”، الذي تخرج من كلية التربية الأساسية، انضم لتنظيم العراق، النسخة الأسبق لداعش، عام 2008 وعمل في مفارز الأمن والاستخبارات التابعة لديوان الأمن العام، وكان يُمد التنظيم بتقارير رصد عن تحركات أعدائه، قبل أن يتم اعتقاله في نفس العام ويتم إيداعه سجن بوكا، ذائع الصيت، والذي اعتُبر بمثابة مدرسة لتخريج الكوادر الجهادية التي لا يزال لها دور بارز في التنظيم حتى الآن.

وبعد سنوات من سجنه، جرى الإفراج عن “أبو زيد الأنصاري العراقي” الذي عاد للانضمام للتنظيم وعمل إداريًا لأحد قواطعه في ديالى، ثم انضم، بعد سيطرة داعش على مناطق شاسعة في سوريا العراق عام 2014، إلى المعهد الشرعي الذي أنشأه التنظيم في مدينة الموصل العراقية لتخريج كوادر شرعية تتولى مهام الإفتاء والوعظ والإرشاد داخل دواوين خلافته المكانية، التي انهارت في مارس/ آذار 2019.

 

داعش يُحرض على شن هجمات في رمضان.. ويعترف بمقتل قيادي بارز

وألمحت أسبوعية النبأ إلى أن “أبو زيد الأنصاري العراقي” تلقى تعليمه الشرعي على أيدي 2 من أبرز قادة داعش هما أبو علي الأنباري، نائب الخليفة ورئيس اللجنة الشرعية الأسبق بداعش- قُتل عام 2016، وتركي البنعلي البحريني، أمير مكتب البحوث الشرعية في داعش- قُتل عام 2017، وجرى تكليفه بعد التخرج من المعهد بالعمل كشرعي في أحد قواطع ما عُرف بـ”ولاية ديالى”.

وذكرت الصحيفة أن “أبو زيد الأنصاري العراقي” تولى منصب الشرعي العام لداعش في ديالى بعد انحياز التنظيم من المحافظة عام 2015، كما عمل في كتابة المقالات لصحيفة النبأ، قبل أن يُقتل بغارة جوية نفذتها طائرة حربية على إحدى المناطق الجبلية بالعراق، في وقت لم يحدده التنظيم.

وأقرت صحيفة النبأ الأسبوعية بمقتل عدد كبير من قادة داعش وأمراءه، خلال الفترات الأخيرة، ملمحةً إلى أن ديوان الإعلام المركزي، الذي يُصدر الصحيفة، يُعاني أزمة في الحصول على قصص القادة المقتولين بسبب تصفية رفاقهم وغياب الأشخاص الذين يمتلكون المعلومات الكافية عنهم.