داعش يُركز على إفريقيا.. ويهاجم وسائل الإعلام من جديد
شن تنظيم داعش هجومًا على وسائل الإعلام بسبب تركيزها على تراجع هجمات التنظيم، خلال الفترة الأخيرة، وتحليلها لإحصائيات الهجمات التي تنشرها صحيفة النبأ الأسبوعية، ووكالة أعماق التابعين لديوان الإعلام المركزي الناطق بلسان التنظيم.
وقال التنظيم في افتتاحية العدد الجديد من صحيفة النبأ (382) إن الإعلام المعادي لداعش يتابع إحصائيات الهجمات الرسمية التي تنشرها الصحيفة تحت تبويب “حصاد الأجناد”، وعندما يجد أن تلك الإحصائيات انخفضت يقول إن هجمات داعش تنحصر، بينما يتحدث هذا الإعلام على مضض عن زيادة الهجمات الأسبوعية، حال طرأ ارتفاع على تلك الهجمات.
ونشرت “أخبار الآن”، خلال الفترة الأخيرة، عددًا من التقارير التي ترصد وتحلل الإحصائيات التي تنشرها صحيفة النبأ، بشكل أسبوعي، للهجمات الإرهابية في مختلف المناطق التي ينشط فيها تنظيم داعش، مسلطةً الضوء على التراجع الذي طرأ على هجمات التنظيم منذ انهيار خلافته المكانية عبر مقارنة الإحصائيات الحديثة الصادرة عن داعش بمثيلاتها الصادرة في فترة زمنية سابقة.
واستندت “أخبار الآن” إلى الإحصائيات الرسمية الصادرة عن التنظيم فقط، والمنشورة بشكل أساسي عبر أسبوعية النبأ ووكالة أعماق، الذراع الإخبارية لداعش، وأكدت تلك الإحصائيات تراجع الهجمات بصورة غير مسبوقة، وهو ما يحاول داعش التستر عليه والترويج لرواية أخرى مغايرة له عبر إعلامه الرسمي.
وأضافت صحيفة النبأ في افتتاحية العدد 382 إن الإعلام المعادي لداعش يعد على التنظيم كلماته التي ينشرها عبر أذرعه الإعلامية الرسمية، مشيرةً إلى أن إحصائيات الهجمات التي تنشرها الصحيفة أو ما سمته “الحصاد الجهادي” نسبية وتعتمد على ما تيسر للتنظيم توثيقه ورفعه إلى غرف الأخبار.
ومن المفترض أن هناك لجان تُسمى لجان التوثيق والرصد تابعة لقيادة تنظيم داعش، وتتولى هذه اللجان رصد وتسجيل الهجمات وإمداد اللجنة الأمنية الإعلامية داخل ديوان الإعلام المركزي بداعش بهذه الإحصائيات حتى ينشرها الديوان في صحيفة النبأ أو وكالة أعماق أو غيرها من الأذرع الإعلامية التابعة له.
واعتبرت أسبوعية النبأ أن جهاد داعش ليس عملية حسابية إحصائية حتى يمكن الحكم عليه بلغة الأرقام والحروف، زاعمةً أن كل الحسابات البشرية تخطئ دومًا في تقدير واقعه، بحسب تعبير الصحيفة الصادرة عن التنظيم.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بدأت، مؤخرًا، نشر إحصائيات للضربات التي تنفذها ضد عناصر داعش في سوريا والعراق، معتبرةً أن “البنتاغون” يسعى من وراء هذه الخطوة إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة بأنها موجودة على الأرض وملتزمة بتعهداتها التي قدمتها لهم منذ فترة.
وذهبت أسبوعية النبأ إلى أن نشر البنتاغون للإحصائيات العملياتية يشير إلى أن الحملة ضد داعش أرهقته بسبب ما وصفته الصحيفة بـ”عالمية الجهاد”، وهو النهج الذي يتبناه التنظيم، وعدم حصره في بقعة جغرافية معينة كما فعلت حركة طالبان، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة في إفريقيا، والتي تخوض حربًا ضد التنظيم في الوقت الحالي.
وفي سياق متصل، دعا التنظيم، في افتتاحية صحيفة النبأ، إلى تكثيف النشاط الإعلامي والدعائي الرسمي والمناصر لداعش في ظل تركيز وزارة الدفاع الأمريكية على المواجهة الإعلامية له، حسبما قالت الصحيفة.
هجمات داعش في إفريقيا
إلى ذلك، تراجعت هجمات داعش خلال هذا الأسبوع تراجعًا طفيفًا مقارنة بالأسبوع السابق، إذ نفذ التنظيم 18 هجومًا مقارنة بـ19 في الأسبوع السابق، وشهدت العراق، وهي الساحة المركزية للتنظيم، الانخفاض الأكبر في عدد الهجمات حيث شهدت هجومًا واحدًا استهدف مدنيا في كركوك، مقارنة بـ5 هجمات في الأسبوع السابق أي أن التراجع بلغت نسبته 80%.
وعلى ذات الصعيد، ارتفعت هجمات داعش في غرب إفريقيا من 5 هجمات في الأسبوع السابق إلى 9 هجمات في الأسبوع الحالي، بنسبة 44.5% بيد أن هذا الارتفاع يرجع إلى عمليات تصفية نفذها المقاتلون المحسوبون على داعش ضد مدنيين يعملون في الصيد والبحث عن الخردة.
ووفقًا لصحيفة النبأ فإن مقاتلي ولاية غرب إفريقيا، فرع داعش المحلي، نفذوا عملية أمنية في بلدة “ديكوا” بولاية “برنو”، شمال شرق نيجيريا، وقتلوا خلالها 35 من العاملين في الصيد والبحث عن الخردة بحجة تعاونهم مع الجيش النيجيري، وفق تعبير الصحيفة.
وفي الساحل الإفريقي، استمر الاقتتال بين تنظيم داعش (ولاية الساحل) وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بالقاعدة في المغرب الإسلامي، حيث شهدت منطقة “مينكا” شمالي مالي على الحدود مع النيجر اشتباكات أدت لمقتل نحو 30 من مقاتلي الجماعة، وذلك وفق إحصاء داعش.
كما ألمحت أسبوعية النبأ إلى هجوم شنه مقاتلون مرتبطون بداعش على قاعدة للجيش البوركيني في بلدة “تين أكوف”، شمال شرقي بوركينا فاسو، التي يحاول التنظيم توسيع نطاق عملياته فيها خلال الفترة الأخيرة.
وفي وسط إفريقيا، واصل داعش هجماته ضد السكان المسيحيين في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ شن مقاتلون محسوبون على داعش هجمات ضد مجموعة من القرى في منطقة بيني وأحرقوا خلالها منازلًا ومنشآت تجارية وحكومية، وقتلوا نحو 100 شخص، وفق إحصاء التنظيم.
حرب داعش وطالبان في أفغانستان
ومن إفريقيا إلى أفغانستان، ركزت صحيفة النبأ على عملية اغتيال الملا محمد مزمل، القيادي العسكري البارز بحركة طالبان وحاكم ولاية بلخ، قائلةً إن القيادي المقتول كان على علاقة وثيقة بالنظام الإيراني، كما أنه نائب سابق لرئيس اللجنة العسكرية في طالبان، ونائب (سابق) لوزير الداخلية سراج الدين حقاني.
ونشرت الصحيفة صورة تجمع الملا محمد مزمل مع شخص آخر زعمت أنه مسؤول بالنظام الإيراني، وهو ما لم يمكن التوثق منه عبر مصدر مستقل.
وفي نفس الإطار، سلطت أسبوعية النبأ الضوء على الهجوم الذي استهدف مركز “التبيان” في منطقة “بلخ” بولاية بلخ شمال أفغانستان، قائلةً إن الهجوم يستهدف الشيعة وقيادات حركة طالبان الموالين لطهران، على حد قول الصحيفة.
ومن الواضح أن تنظيم داعش يُحاول استقطاب المكونات الأكثر تشددًا في طالبان، بالتركيز على الهجمات ضد أبناء الطائفة الشيعية والتعريض بعلاقة قيادات حركة طالبان مع النظام الإيراني، ولعل هذا الدافع الأساسي وراء اهتمام التنظيم بالهجومين الذين وقعا في ولاية بلخ، خلال الأسبوع الماضي، واعتبرهما أنهما موجهتان للنظام الإيراني وحركة طالبان معًا، وفق تعبير صحيفة النبأ.