“ما أزال أشعر بالخوف إلى الآن”.. سيدة تروي مشاهداتها عن زلزال سوريا
استيقظت السيدة زينب عبد الرحيم على صوت اهتزاز الأرض في الساعة الرابعة صباحاً في السادس من فبراير الحالي في بلدة الأتارب بريف حلب شمال غرب سوريا.
ما هي إلا ثوان حتى أنهار البناء فوق روؤس أصحابه وسط حالة هلع تسود المكان وأصوات صرخات استغاثة تعم المبنى السكني.
تقول السيدة زينب لأخبار الآن إن “زوجة أخي وابنها وابنتها لقوا حتفهم وأصيب اخي بكسور في ظهره وحوضه وكسور في الفقرة الرابعة بالعامود الفقري”.
وتابعت حديثها: “تعرضت لجروح وكسور ورضوض حيث كنا أثناء حدوث الزلزال غارقين بالنوم أنا و زوجي واطفالي وشعرنا بتصدع البناء رويداً رويداً حتى شعرنا أن الزلزال بدأت شدته تكبر حتى سقط المبنى على رؤوسنا”.
وأضافت السيدة السورية الناجية من الموت: “أنا وزوجي وأطفالي، لم نشعر بشيء ولم نكن نتحسس كل ما يدور حولنا، بقينا تحت الركام والحجارة تغطي رأسي وأنا بالكاد التقط أنفاسي”.
وتابعت “بقيت أسمع أصوات أطفالي لمدة ساعة ونصف تقريبا بعدها فقدوا الوعي وغاب صوتهم عن مسمعي وبقينا تحت الركام منذ الساعة الرابعة وستة عشر دقيقة حتى الساعة الثامنة صباحا”.
وتعرضت مناطق شمال غرب سوريا لزلزال تسبب في سقوط أكثر من 5000 قتيل وآلاف الإصابات حيث واصلت فرق الدفاع المدني عمليات انتشال العالقين تحت الأنقاض.
وتضيف السيدة زينب: “عندما أتت فرق الإنقاذ ومتطوعي الدفاع المدني، لإخراجنا من تحت الأنقاض، تم نقل زوجي الى المشفى منذ ساعات الصباح وهو بحاجة إلى عمل جراحي مكلف جدا ،ونحن لم نكن قادرين على دفع ولو جزء بسيط من كلفتها”.
وكشفت مفوضية الأمم المتحدة اللاجئين في تقارير أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قد يكون سبباً في تشرد 5.3 مليون شخص في سوريا.
وقال ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانا بالا خلال مؤتمر صحفي في عقد بجنيف وشارك فيه من دمشق إن “ما يصل إلى 5.3 مليون شخص قد يصبحون مشردين” جراء الزلازل.
وأشار إلى أن التقديرات الأولية للأشخاص الذين سيحتاجون إلى مأوى في كل المناطق المتضررة في البلاد.
وأوضح أن “هذا رقم ضخم لدى شعب يعاني أساساً نزوحاً جماعياً”.
السيدة جميلة والدة زينب قال في حديث لأخبار الآن: “أثناء حدوث الزلزال هرعت أنا وبيدي أحفادي للخارج وإذ بشخص يقول لي المبنى التي تقطنه ابنتك قد انهار بالكامل، بدأت بالبكاء وفقدت أعصابي ومنذ ذلك اليوم وما أزال أشعر بالخوف إلى الآن”.
وتعيش مئات الأسر المشردة في مخيمات إيواء في مناطق سهلية بالقرب من الأبنية السكنية وذلك بعد تهدم منازلهم وتصدع أخرى شمال غرب سوريا.
جدير بالذكر أن قوافل مساعدات تابعة للأمم المتحدة والسعودية وتركيا وصلت عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا باتجاه مناطق إدلب حيث تضم عدة شاحنات إغاثية.
وتتضمن المواد مساعدات غذائية وألبسة وأغطية وذلك بهدف مساعدة المنكوبين من الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف شمال غرب سوريا.