إيران تحاول التواجد “عسكريًا” في أمريكا الجنوبية

  • طهران تخطط للتواجد في قناة بنما
  • تمثل قناة بنما أهمية استراتيجية كبيرة
  • تسجيل 16% من أسطول الشحن العالمي في بنما

تتابع الولايات المتحدة التصريحات الحربية للنظام الإيراني عن نشر سفينتين عسكريتين إلى البرازيل متوجهة أيضًا إلى قناة بنما، حيث أعلنت طهران أنها ستقيم تواجدًا عسكريًا.

وقال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية لشبكة فوكس نيوز الثلاثاء: “نحن على علم بهذه المزاعم من قبل البحرية الإيرانية. نواصل مراقبة محاولات إيران أن يكون لها وجود عسكري في نصف الكرة الغربي، ولدينا الأدوات لمحاسبة إيران ومنها عبر العقوبات”.

ذكرت صحيفة طهران تايمز الإخبارية التي يسيطر عليها النظام الإيراني أن “الأسطول الحربي رقم 86 يبحر الآن على طول الشواطئ الغربية لأمريكا اللاتينية، حسبما قال الرجل الثاني في البحرية”.

ونقلت الصحيفة عن الأدميرال، شهرام إيراني، منتصف الشهر الماضي، قوله “حتى الآن، كنا حاضرين في جميع المضائق الاستراتيجية في العالم، ولم نكن موجودين في مضيقين فقط، وسنكون حاضرين هذا العام في أحدهما، ونخطط للتواجد في قناة بنما”.

"خطر".. ماذا تفعل السفن الإيرانية في أمريكا الجنوبية؟

في مطلع شهر كانون الثاني (يناير)، قال قائد سلاح البحرية، الأدميرال شهرام إيراني، لوكالة فارس الإخبارية التي يسيطر عليها النظام الإيراني: “كنا حاضرين في جميع المضائق الاستراتيجية في العالم، ولم نكن حاضرين في مضيقين فقط – سنكون حاضرين في إحداها هذا العام، ونخطط للتواجد في قناة بنما”.

وتمثل قناة بنما أهمية استراتيجية باعتبارها الممر المائي الذي يقسم أمريكا الجنوبية والشمالية.

وقالت وكالة فوكس نيوز، نقلا عن مصدر أمني غربي لم تسمه إن السفن الحربية الإيرانية لم ترس بعد في البرازيل. في الوقت الذي أكد فيه موقع Marine Insight أن البرازيل سمحت للسفن الإيرانية بالرسو في موانئها، وفي طريقها لقناة بنما.

وقد يؤدي التدخل العسكري للنظام الإيراني في ممر النقل البحري الحيوي لقناة بنما إلى الإضرار بتجارة الولايات المتحدة الأمريكية، وإحداث اضطراب في السوق الاقتصادية العالمية.

وتم تسجيل 16 في المائة من أسطول الشحن العالمي في بنما، وفقًا للحمولة الساكنة.

ونقلت فوكس نيوز عن السناتور الجمهوري، ماركو روبيو، وهو جمهوري من فلوريدا، قوله إنه “يجب أن تكون قدرة طهران على توسيع وجودها العسكري في نصف الكرة الغربي علامة تحذير، خاصة وأنها تسعى إلى دعم الأنظمة الماركسية اليسارية التي ستقوض السلام والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة”.

وقالت وكالة فوكس نيوز إن السفينة الإيرانية “مكران” وسفينة أخرى قد تكونان هما التي تتجهان للرسو في البرازيل.

"خطر".. ماذا تفعل السفن الإيرانية في أمريكا الجنوبية؟

ونقلت الوكالة عن، ماريا إلفيرا سالازار، وهي جمهورية من فلوريدا قولها إن “إيران تعمل بقوة على تعزيز علاقاتها مع نصف الكرة الغربي من خلال الأنظمة الاشتراكية ذات التفكير المماثل في فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا”.

وتابعت”ليس من قبيل المصادفة أن ترسو السفن الإيرانية في البرازيل بعد شهر واحد فقط من استعادة الاشتراكيين السلطة في البلاد”.

وفي السياق، قال الجنرال الأمريكي المتقاعد، مارك كيميت، إن “سماح البرازيل للسفن الإيرانية بالرسو لا يعني أن البرازيل اتخذت موقفا عدائيا من الولايات المتحدة، حيث يحق لكل دولة إدارة سياستها الخارجية كما تريد”.

وأضاف كيميت في تصريحات صحفية أن “البرازيل تتعاون مع الولايات المتحدة لفرض العقوبات التي تمنع إيران من التحول إلى دولة يومية”.

وتابع أنه “مع هذا فإن إيران ترسل رسائل خطيرة من خلال إعلانها أنها تقوم بما تريده في مياه تعتبر منطقة نفوذ للولايات المتحدة”.

واستبعد كيميت أن تقوم الولايات المتحدة برد عسكري، مضيفا أن “واشنطن ستكتفي بالمراقبة ما دامت السفن تتقيد بالقوانين الملاحية الدولية”، وأكد أنه “مع هذا لا تعتبر السفينتان بأي شكل سلاحا يوازي قوة البحرية الأمريكية”.

علاقة إيران بدول أمريكا اللاتينية وتأثيرها على المنطقة

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اعتبر أن زيارة نظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الأخيرة إلى طهران، أفضت إلى توافقات بناءة من أجل توسيع العلاقات الثنائية؛ قائلا: “إن تنفيذ هذه الوثائق سيؤدي إلى تفعيل الطاقات المختلفة لدى البلدين في السياق ذاته”. وذلك خلال استقباله السفير الفنزويلي الجديد في طهران “خوزي رافائيل سيلفا أبونتي” الذي قدم أوراق اعتماده، لإعلان بدء مهامه الدبلوماسية في مطلع الشهر الماضي يناير 2023.

وكان قد وقع مادورو خلال زيارته طهران، في الحادي عشر من يونيو من العام الماضي، اتفاق تعاون استراتيجي مع إيران لمدة 20 عاما بين البلدين المنتجين للنفط والخاضعين لعقوبات أمريكية.

السفن الإيرانية في أمريكا الجنوبية.. لكن كيف تؤثر على الشرق الأوسط؟

وتعد إيران، إضافة إلى دول مثل روسيا والصين وكوبا وتركيا، من الحلفاء الوثيقين لفنزويلا. ووفرت لها دعما بالمشتقات النفطية في فترات عدة على رغم عقوبات واشنطن.

رئيسي أكد أن “العلاقات بين إيران وفنزويلا وثيقة وقائمة على أسس الصداقة، وقد أجرينا مباحثات بناءة خلال زيارة مادورو لطهران، والتي أفضت إلى توقيع وثائق مفيدة أيضا بهدف تنمية هذه الأواصر”.

وعلى صعيد آخر، نوه رئيسي بأن روح الاستقلال التي يتحلى بها شعب فنزويلا، ارتقت بمستوى هذا الشعب ليكون مميزا على صعيد المنطقة؛ مبينا أن رغبة الولايات المتحدة -اليوم- للتقرب من فنزويلا لا تنبع من الصداقة وإنما تدل على حاجتهم لموارد هذا البلد.

الاتهامات التي جاءت على لسان إبراهيم رئيسي للأمريكيين -ربما- تكشف عن نوايا طهران من توطيد العلاقات في الوقت الحالي مع فنزويلا، في محاولة لتخفيف ضغط العقوبات بالاعتماد على موارد الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية.

لولا دا سيلفا وعلاقاته بطهران

وقوبل انتصار لولا دا سيلفا، الممثل اليساري للبرازيل، على جايير بولسونارو، الرئيس السابق ، برد فعل سياسي ودبلوماسي وإعلامي إيجابي من طهران، لدرجة أن الكثيرين اعتقدوا أنها كانت دافع من جانب إيران لعودة لولا دا سيلفا على أمل تعزيز نفوذ طهران في أمريكا اللاتينية. إلا أن بعض المحللين يشككون في ذلك، حيث حدد لولا دا سيلفا سياسة مختلفة ومتفاوتة تماماً عن الماضي لحكومته في مجال السياسة الداخلية والخارجية- حسب بعض الآراء.

وعلى الرغم من آمال طهران الكبيرة في تعزيز مكانتها في أمريكا اللاتينية في ظل زيارة نيكولاس مادورو إلى طهران في يونيو 2022، وكذلك فوز لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية البرازيلية، إلا أن التطورات والمعطيات الجديدة في أمريكا الجنوبية، وخاصة في البلدين الرئيسيين، البرازيل وفنزويلا في الأيام والأسابيع الأخيرة، تشير إلى أن هذه الآمال غير قابلة للتحقق.