سياسة صفر كوفيد تبرز أكاذيب الإعلام الصيني

تتواصل أكاذيب الإعلام الصيني بشأن جائحة فيروس كورونا، في سياسة تنتهجها بكين منذ تفشي الوباء للمرة الأولى منطلقًا من ووهان.

وكانت الحكومة الصينية قد تراجعت عن سياسةصفر كوفيد، متخلية عن غالبية القيود الصحية الصارمة التي كانت تفرضها منذ قرابة الثلاث سنوات مع ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في مدينة ووهان في وسط البلاد في نهاية العام 2019.

ومنذ إزالة القيود تسجل إصابات كبيرة جدًا بكوفيد-19 في الصين. إلا أنهيستحيلتحديد حجم الانتشار، باعتراف السلطات، إذ أن فحوصات التشخيص لم تعد إلزامية.

ويخشى خبراء من أن تكون الصين غير مستعدة بشكل كاف لموجة إصابات مرتبطة بإعادة فتح البلاد في حين لا يزال ملايين من المسنين والأشخاص الضعفاء غير ملقحين.

الإعلام الحكومي يغير لغته بشأن مخاطر كوفيد

ومنذ رفع القيود، تحاول السلطات الصينية التشديد على الطابع غير الخطر للفيروس رغم أنه معد جدًا، خلافًا للكلام الرسمي الذي كان مستخدمًا منذ بداية الجائحة.

بعد التراجع عن ”صفر كوفيد“.. كيف تغيرت الرسائل الإعلامية للنظام الصيني؟وأكد عاملون في محارق جثث في بكين يوم الجمعة الماضي أن المحارق مكتظة بسبب موجة غير مسبوقة من الإصابات بكوفيد-19 في الصين، ويُتوقع أن تصل قريبًا إلى المناطق الريفية، بحسب السلطات.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمصابين بكوفيد يجلسون على مقاعد خارج مستشفيات مزدحمة ويتلقّون حقن المحلول الملحي.

بعد التراجع عن ”صفر كوفيد“.. كيف تغيرت الرسائل الإعلامية للنظام الصيني؟

تصريحات رسمية تناقض الموقف السابق

وفي هذه الأثناء، قلّلت وسائل الإعلام الحكومية والخبراء الصينيون من خطورة المتحوّرة أوميكرون في الأيام الأخيرة، فيما اقترح خبير أمراض الجهاز التنفسي زونغ نانشان إعادة تسمية كوفيد بـزكام فيروس كورونا“.

وقال نانشان في حوار مع وكالة أنباء الصين الجديدةشينخواأن معدل الوفاة من أوميكرون مماثل للإنفلونزا.

وأضاف إن معدل الوفاة من أوميكرون نحو 0.1 %، وهو مماثل للإنفلونزا العادية، كما أن العدوى نادرًا ما تصل للرئتين، مشيرًا إلى أن معظم المصابين يتعافون من المتحور خلال سبعة إلى عشرة أيام.

بعد التراجع عن ”صفر كوفيد“.. كيف تغيرت الرسائل الإعلامية للنظام الصيني؟

وذكرت وكالةبلومبرغللأنباء أن تصريحات زونغ نانشان تأتي بعد التوجه الأخير للحكومة الصينية بشأن التعامل مع الفيروس، حيث قللت من مخاطره، مع تحرك الصين للخروج من سياسة عدم تسجيل إصابات.

ويتناقض هذا الموقف كليًا مع سياسات الصين السابقة، حيث كانت السلطات تفرض قيودًا مشددة على المواطنين للحد من انتشار الفيروس.

ومع تخفيف القيود، انتهجت وسائل الإعلام الصينية حملة منظمة للتقليل من خطورة معدل انتشار الفيروس في البلاد، لمواكبة قرارات الحكومة الجديدة، في موقف نال انتقادات لاذعة من خبراء الصحة حول العالم ووسائل إعلام عالمية.

مواقف متغيرة لتأييد قرارات الحكومة

وبينما كانت وسائل الإعلام الصينية تهاجم عددًا من البلدان في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تخفيف القيود، وتوجّه لهم إتهامات بتعمد التضليل وعدم تحديث عدد الإصابات المسجلة بكوفيد-19، اتخذت موقفًا مناقضًا تمامًا لما يحدث في الصين حاليًا. فقد أكد الإعلام الصيني والمسؤولون في الحكومة أن تسجيل إصابات بأرقام ضخمة لا يُعد مؤشرًا على خطورة الموقف، وأكدت وزارة الصحة الصينية أن الأرقام الرسمية لم تعد تعكس الواقع.

وقبل أسابيع فقط، كان القادة الصينيون يتمسكون بسياسة صفر كوفيد مهما كان الثمن، لكن الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد ضد إجراءات الإغلاق والتباطؤ الاقتصادي الذي تسببت به، دفعت السلطات الصينية إلى التراجع عن هذه الإجراءات الصارمة.

وعقب الاحتجاجات وتخفيف القيود، تغيرت الرسائل الإعلامية للدولة بشأن كوفيد، على الرغم من تسجيل الصين أرقامًا قياسية للإصابات.

وباتت السلطات ووسائل الإعلام الرسمية تركز على ضعف المتحورة أوميكرون، بعد أن كانت في السابق تبرز مخاطر كوفيد وتستند إلى مشاهد الفوضى التي تسبب بها الوباء في دول العالم لدعم سياسات الحكومة.