القنبلة القذرة ذريعة روسيا لتصعيد محتمل في أوكرانيا 

  • ويتز: القوات العسكرية الروسية تخسر الآن مناطق كبيرة في شرق أوكرانيا لذلك أتهمت أوكرانيا بالقنبلة القذرة
  • ويتز: روسيا تبحث عن أعذار للتصعيد في الحرب في أوكرانيا 
  • ويتز: روسيا تحاول منع وصول المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا

عبارة وحيدة تصدرت المشهد السياسي الغربي خلال الساعات الماضية، على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، ألا وهي “القنبلة القذرة” وفي أحدث اتهام من نوعه، قالت موسكو إن أوكرانيا تستعد لتفجير “قنبلة قذرة” على جنود الجيش الروسي الذين يحتلون أجزاء واسعة من البلاد.

وتعتبر القنبلة القذرة، واحدة من الأسلحة واسعة التدمير، والتي قد تلجأ إليها بعض الأطراف خلال العمليات العسكرية، ويتكون هذا النوع من القنابل من متفجرات تقليدية وأخرى مشعة، وتعمل في حيز جغرافي محدود.

 

ما هي الأسباب الخفية وراء اتهام روسيا لأوكرانيا باستخدام القنبلة القذرة؟

وكشف ريتشارد ويتز مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون لأخبار الآن أن اتهامات روسيا لأوكرانيا باستخدامها القنبلة القذرة ليس بريئا أبدا وإنما مربوط بعدة نقاط هامة، ولعل ابرزها هو ضرب المساعدات العسكرية الغربية التي تأتي إلى أوكرانيا من الجانب الغربي منها.

الخبير المطلع على الحرب الروسية الأوكرانية ذكر لأخبار الآن أن روسيا تشهد في المرحلة الحتالية خسارات موجعة، تحاول كردة فعل عنها أن تجد لنفسها مخرجا إما بالتصعيد في الحرب منتهجة في ذلك سياسة الحرب المحروقة، أو ضرب أوكرانيا في صميمها بمعنى ضرب البنى التحتية لها وقطع موارد الطاقة عن الدول الغربية المساندة لأوكرانيا العدو الروسي كما تعتبرها روسيا.

روسيا في المرحلة الحالية وعلى ضوء سلسلة الانكسارات المستمرة والمتتالية، تسعى وفق ويتز الى سياسىة البروباغاندا او الدعاية، واتهام أوكرانيا باستخدام القنبلة القذرة يأتي تحت بند الدعاية، وقال: “إن هذا جزء من الدعاية الروسية القياسية التي رأيناها خلال العام الماضي وأضاف ويتز أن الروس ابتكروا ذرائع مختلفة لتبرير عدوانهم على أوكرانيا أم في أوقات مختلفة يقولون إن أوكرانيا يديرها نازيون وإنها تخطط  لمهاجمة روسيا وأن أوكرانيا تسعى لامتلاك أسلحة نووية والآن يقولون إن أوكرانيا تحاول الحصول على قنبلة قذرة”.

وعرّف ويتز القنبلة القذرة، بأنها السلاح يشبه القنبلة العادية لكن بداخله مادة مشعة لذلك عندما تنفجر ، فإنها تنشر المادة المشعة على مساحة كبيرة.

لماذا اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام القنابل القذرة في هذا التوقيت بالذات؟ وماذا يعني ذلك؟ 

ليس بالغريب على من يراقب الحرب الروسية على أوكرانيا، أن يشاهد ان القوات الروسية منيت بخسائر كبيرة، وطردت من عدة مناطق كانت تحت احتلالها في أوكرانيا،  مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون ربط اتهامات روسيا لأوكرانيا باستخدام القنبلة القذرة بهذه النقطة، وذكر أنه قد يكون توقيت هذا الاتهام لأن القوات العسكرية الروسية تخسر الآن مناطق كبيرة في شرق أوكرانيا وهذا قد يعني أن روسيا تبحث عن أعذار إما للتصعيد”

واستشهد بما رأينا بالفعل ذلك من خلال الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا ,و لقد رأينا استخدام الطائرات الإيرانية بدون طيار ولذلك أتهمت روسيا أوكرانيا انها سوف تستخدم القنبلة القذرة و هذا لتبرير تصرفاتهم السيئة تجاه أوكرانيا.

ما هي الأسباب الخفية وراء اتهام روسيا لأوكرانيا باستخدام القنبلة القذرة؟

هل هذه خطة روسية لسد أبواب المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا؟

منذ بداية غزوها لأوكرانيا، سعت روسيا إلى ضرب العلاقات الأوكرانيا الغربية، وذلك من خلال سد الابواب امامها. ريتشارد ويتز مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون في لقاء خاص مع اخبار الآن كشف أن الروس لا يمكنهم سد أبواب المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا ما لم يهاجموا البلدان التي تأتي منها المساعدات.

لذلك وفق ويتز سيحتاجون إلى مهاجمة بولندا ورومانيا وربما حتى ألمانيا وما إلى ذلك وهم لن يفعلوا ذلك، مضيفا أنه ما يمكن القيام به هو محاولة منع المساعدات التي تأتي إلى غرب أوكرانيا من هذه البلدان الحدودية ومنع وصولها إلى ساحة المعركة, ويتم ذلك من خلال تدمير أو تحطيم الكهرباء في أوكرانيا والسكك الحديدية والبنية التحتية الأخرى وسيكون من الصعب أخذ الأسلحة التي تصل إلى غرب أوكرانيا ونقلها إلى الشرق حيث تدور المعارك لذلك قد يفعلون ويحاولون فعل ذلك .

ما هي الأسباب الخفية وراء اتهام روسيا لأوكرانيا باستخدام القنبلة القذرة؟

هل تخطط روسيا لشيء ما؟

روسيا التي فقدت الكثير من انتصاراتها على الأرض الأوكرانية، وفقدت الكثير من صورتها أمام الرأي العام العالمي، تجد نفسها في مأزق تحاول ان تتملص منه من خلال رمي أوكرانيا بعدة تهم يراها المراقبون خطة روسية محكمة. فما هي؟

ويتز  في حديثه مع أخبار الآن أكد أن روسيا صعدت كثيرًا، وقارن بين وجود روسيا في سوريا ووجودها في أوكرانيا. ويتز ذكر ان الرئيس بوتين يحشد مئات الآلاف من الأشخاص الجدد من الجنود الروس، وذكر ايضا ” لقد رأينا قائدًا جديدًا أكثر قسوة يتم تكليفه بالمسؤولية ، نفس الشخص الذي كُلف في مدينة حلب في سوريا على الرغم من أن هذا النوع من الهجمات الجماعية على المدنيين شوهد في سوريا.

نشهد هجمات صاروخية على مدن أوكرانية حيث شوهدت مئات الطائرات الإيرانية بدون طيار تصطدم بمحطات الطاقة وهكذا لذلك نحن نرى بالفعل أن روسيا تتصرف بقوة أكبر لمحاولة عرقلة الدفاعات الأوكرانية الهجومية قبل حلول فصل الشتاء.

ما هي الأسباب الخفية وراء اتهام روسيا لأوكرانيا باستخدام القنبلة القذرة؟

وقد وصفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في بيان مشترك، الحديث الروسي عن تحضيرات أوكرانية لاستخدام «قنبلة قذرة»، بأنه «ادعاءات كاذبة» قد تُستخدم «ذريعة» لتصعيد الحرب.