سيف العدل.. هو الزعيم المنتظر لتنظيم القاعدة بعد مقتل الظواهري

  • لم يكتفِ سيف العدل بالإيمان بالأفكار بل قرر الانخراط في العمليات الجهادية
  • أولى عمليات العدل كانت محاولة إخراج كمال حبيب وقيادات الجهاد من السجن
  • مصطفى حامد لعب دورًا مهمًا في علاقة تنظيم القاعدة مع إيران
  • سيف العدل هو آخر أفراد الجيل الأول في تنظيم القاعدة

ربما لم يلتقيا ولكن جمعتهما الحاضنة نفسها، وسارا على دربٍ واحد، الدكتور كمال حبيب، المتخصص في الحركات الإسلامية، والزعيم المنتظر لتنظيم القاعدة، سيف العدل، كلاهما انضم لتنظيم الجهاد شابًا.

ولكن اختلافا في المسار والتحولات بعد الخروج من حاضنة الجهاد. سيف العدل يرحل إلى أفغانستان، ويترقى داخل تنظيم القاعدة حتى أضحى مرشحًا لخلافة أيمن الظواهري -الذي قُتل في غارة أمريكية في العاصمة الأفغانية كابول- فيما قرر “حبيب” مراجعة أفكاره الجهادية، ويصبح فيما بعد واحدًا من المتخصصين في تاريخ الحركات الإسلامية.

الدكتور كمال حبيب أحد قيادات الجهاد في السبعينات والثمانينات وتولى إمارة التنظيم، يروي في حوار مع “أخبار الآن”، كيف انضم محمد صلاح المُكنى بسيف العدل في بداية حياته إلى حركة الجهاد؟ وكيف حاول تطبيق ما تعمله في الجيش المصري بين التنظيمات الإسلامية الجهادية في مصر وأفغانستان؟

وكانت أول تلك العمليات إخراج كمال حبيب وقيادات الجهاد من السجن، فيما عُرف بقضية إعادة إحياء تنظيم الجهاد.

كيف حاول سيف العدل إخراجك من السجن في بداية انضمامه لتنظيم الجهاد في الثمانينات؟

كنت متهمًا في قضية الجهاد الكبرى سنة 1981، المتعلقة بعملية اغتيال الرئيس السادات، التي قام بها تنظيم الجهاد بمجموعاته المختلفة، وقُبض عليّ يوم 16 أكتوبر عام 1981، وحكم عليّ بعشر سنوات، وقضيتها منذ عام 1981 إلى 1991.

في هذه الفترة وبينما كنت في السجن لقضاء فترة العقوبة، وبالتحديد في العام 1968، انضم إلى تنظيم الجهاد عدد من ضباط الجيش على رأسهم محمد صلاح الدين زيدان أو المعروف حاليا باسم “سيف العدل”.

بدأت أفكار تنظيم الجهاد لدى سيف العدل، بعد المواظبة على حضور جلسات دينية في أحد مساجد شبين الكوم، ولم يكتفِ بالإيمان بالأفكار، وقرر الانخراط في العمليات الجهادية، بل وجذب بأفكاره عددًا من زملائه بالقوات المسلحة.

وكانت أولى العمليات التي فكر سيف العدل وزملاؤه في تنفيذها، هي محاولة تهريب قيادات الجهاد المتهمين في قتل السادات وقضايا أخرى، من سجن ليمان طرة، وكان بعضهم من العسكريين مثل الرائد عصام القمري، والذي قُتل بعد ذلك في عام 1988، خلال معركة مع الشرطة، فيما عُرف بمعركة الهروب الكبير.

سيف العدل ومجموعة من ضباط الجيش أخذوا يخططون لتهريب قيادات الجهاد من السجن، ولكن من خلال بعض الأفكار غير التقليدية مثل محاولة تجاوز سور السجن عبر استخدام طائرات صغيرة أو بالونات ومناطيد كبرى.

ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، بعد تسريب مخططاتهم إلى الأمن وقُبض عليهم، ولأن الأمر كان كله أفكار وتخطيط لم يرقَ إلى التنفيذ، أُفرج عن سيف العدل وزملائه، وأعتقد أن وقتها كانت بالفعل ترسخت لديه فكرة الجهاد، وقرر عدم العدول عنها.

خرج سيف العدل من السجن وفُصل من الجيش، ثم ذهب إلى السعودية لأداء العمرة، ولكن سافر ولم يعد.

كيف كانت قضية إعادة إحياء تنظيم الجهاد مفصلية في مسار سيف العدل؟

تحول سيف العدل من ضابط جيش إلى شخص منتمي للفكر الجهادي جاء على مراحل، في البداية تماس مع أفكار السلفية الجهادية، ثم انتقل إلى العمل الجهادي عبر محاولة تهريب المسجونين، وكانت أفكاره وزملاءه في البداية ذات طابع خيالي، وكلها أفكار لم تكتمل، ولم تفد جماعة الجهاد المصري في شيء.

وبالتالي هذه القضية، قضية محمد صلاح أو سيف العدل أو قضية محاولة إعادة إحياء تنظيم الجهاد هي قضية هامشية في مسار وتحولات تنظيم الجهاد المصري نفسه، ولكن مهمة بالنسبة لمحمد صلاح، فهي أدخلته إلى هذا العالم، وأصبح جزءًا فاعلًا فيه، وبات مشروع الجهاد جزءًا من تكوينه.

والغالب على ضباط الجيش المصري هو التصوف، ولكن هناك بعض المجموعات تتماس بشكل أو بآخر مع أفكار السلفية، نتيجة حضور جلسات في بعض المساجد التي كان يسيطر عليها التنظيم مثل في حالة محمد صلاح.

وانضمام عناصر من الجيش المصري إلى التنظيم لم تكن حالة فريدة، ولكن هناك مجموعة عصام القمري على سبيل المثال، ولكن القمري يختلف عن محمد صلاح بأنه دخل الجيش، ومن البداية لديه مشروع أن يكون الجيش سبيلًا لإقامة “الدولة الإسلامية” حسب مفهومه وقتها، ولكن صلاح بعد دخوله الجيش بدأت تختمر لديه الأفكار السلفية وخاصة السلفية الجهادية.

كيف كانت السعودية محطة مهمة لسيف العدل في الطريق إلى القاعدة؟

بعد خروج محمد صلاح من السجن قرر السفر إلى السعودية للعمرة، وهناك تواصل مع أحد قيادات الجهاد، وقرر السفر إلى أفغانستان، وسافر في البداية إلى بيشاور في باكستان، ومنها ذهب إلى تنظيم القاعدة، الذي لم يكن وقتها سُمي بتنظيم القاعدة.

وكان أغلب الشباب المصري الذي يريد الانضمام إلى المجاهدين في ذلك الوقت، كان يذهب في البداية إلى السعودية كمحطة أولى، ومن هناك يذهب إلى بيشاور في باكستان، ومن بيشاور تستقبلهم المضافات لتسجيل أسمائهم وتوزيعهم على مهامهم في معسكرات الجهاد، مثل معسكر الفاروق، والذي فيما بعد سيشرف عليه بنفسه سيف العدل -كما حكى له بعض من كانوا يتدربون هناك- وكان أول من يستقبل المجاهدين الجدد في التنظيم ويدربهم.

وفي هذه الفترة كانت فترة سماح عالمية لمفهوم الأممية الجهادية العربية التي تذهب إلى أفغانستان كجزء من صراع عالمي، شجعته الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض أجهزة المخابرات الأخرى سواء في باكستان أو غيرها.

وفُتح الباب في وقتها للجهاد في محاولة لإخراج الاتحاد السوفيتي من بلد مسلم احتله، ومثّل تهديد للخليج والعالم العربي.

كيف تصاعد سيف العدل داخل التنظيم وكيف اقترب من بن لادن؟

تأتي أهمية سيف العدل داخل تنظيم القاعدة كونه كان ضابطًا في الجيش، وضباط الجيش يمثلون خبرات مهمة للغاية، ومختلفة عن خبرات المدنيين المنضمين للجهاد في أفغانستان، مثل مفهوم الخطط الحربية والتدريب على حمل السلاح والكر والفر وغيرها من أساليب عسكرية مهمة، نقلها سيف العدل من الجيش المصري إلى التنظيمات الجهادية.

وكان سيف العدل يُدرب الجهاديين على ما تعلمه داخل الجيش المصري، وجهز المعسكرات الجهادية في أفغانستان على طريقة، وأسلوب معسكرات الجيش المصري، والتي كانت القاعدة تدرب منتسبيها فيها.

ووضع برامج للتدريب في معسكرات الجهاد، بأشكال مختلفة من أول معرفة السلاح وتفكيكه، والتدريب عليه وحتى وضع الخطط العسكرية من طرق الهجوم والانسحاب وغيرها.

وضابط الجيش مثل سيف العدل يمثل في تنظيمات الجهاد عملة نادرة، ويمثل إمكانية أكبر في فهم الحرب، وفهم أعمق للعمليات العسكرية، ويتفوق في ذلك على من دُربوا هناك في أفغانستان مثل أبو حفص وأبو عبيدة البنشيري وغيرهم من قادة الجهاد.

تعرف على الدور الحقيقي لسيف العدل في الجيش المصري ولماذا كذب وتعمد الخلط بينه وبين العقيد السابق محمد مكاوي

 

ما هي الأدوار التي لعبها سيف العدل داخل تنظيم القاعدة؟

بعد نزع الجنسية السعودية عن أسامة بن لادن، اضطر أن يبقى في السودان، وهناك تعاون تنظيم القاعدة مع تنظيم الجهاد في السودان وحسن الترابي، وهو كان يحمل مشروع يشبه مشروع تنظيم القاعدة على المستوى السياسي وتلاقت الإرادتان.

وفي فترة السودان لعب سيف العدل دورًا مهمًا جدًا في تأسيس وجود تنظيم القاعدة في إفريقيا، وخاصة بعد وفاة أبو عبيدة البنشيري في أوغندا، ودور سيف العدل في إعداد جماعة الشباب في الصومال.

بجانب ذلك، أسس سيف العدل قواعد للتنظيم في إفريقيا، ولعل نشاط تنظيم القاعدة في إفريقيا في الوقت الحالي، موصولًا منذ فترة وجود أسامة بن لادن في السودان ومعه سيف العدل.

ولكن تحت الضغط الأمريكي على السودان والضغط الإقليمي أيضًا، خرج الجهاديون من السودان، وعادوا إلى أفغانستان مرة أخرى سنة 1996 مع عودة طالبان.

ومع عودة سيف العدل مع أسامة بن لادن إلى أفغانستان، كان له دورًا جديدًا في عمليات تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة، ويمكن من ذلك أن نقول أن تطور صعود سيف العدل داخل التنظيمات الجهادية، يرجع بوجوده بالأساس داخل تنظيم القاعدة أكبر من انضمامه في البداية إلى تنظيم الجهاد المصري.

وبرز دور سيف العدل بشكل أكبر في أفغانستان بعد العودة من السودان، وخاصة بعد مساهمته في العملية الكبرى في كينيا وتنزانيا. وهي العملية التي اعتبرها أسامة بن لادن أنها تأكيدًا لمفهومه أن الولايات المتحدة هي العدو البعيد وهي الأساس، والمعركة الرئيسية مع الولايات المتحدة وليست مع الأنظمة العربية، وبالتالي بدأ بضرب المصالح الأمريكية في كينيا وتنزانيا سنة 1998.

ونلاحظ أن تلك العملية كانت مختلفة نوعيًا عن أي عملية قامت بها القاعدة قبل ذلك، من ناحية كمية المتفجرات الموجودة وعدد الضحايا وطبيعة الأهداف ثم تلتها عملية المدمرة “كول”، إلى أن جاءت عملية 11 سبتمبر.

كيف ترى موقف سيف العدل من عملية 11 سبتمبر؟

في 11 سبتمبر كان في بعض القادة معترضين على تنفيذ العملية، ومنهم سيف العدل، ولكن أسامة بن لادن كان مقتنعًا أن الولايات المتحدة الأمريكية إذا تلقت ضربات موجعة يمكن أن تُستدرج إلى العالم العربي، وحين تأتي إلى العالم العربي تأتي إلى ملعبه ويمكن أن يغرقها في هذا العالم.

وعارض مخطط بن لادن عدد من قادة القاعدة وعلى رأسهم سيف العدل، والذي كان يتوقع أن تكون نتائج تلك العملية كارثية على القاعدة وطالبان، وكذلك على العالم العربي والإسلامي.

كيف استفاد سيف العدل والقاعدة من العلاقة مع إيران؟

حين ضربت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان، ولم يكن التنظيم -حسبما حكى ليّ بعض أعضائه- مستعدا للنتائج. التنظيم فكر في ضربة 11 سبتمبر، ولم يفكر في النتائج، ولم يفكر في تشريد النساء وعائلات المجاهدين وأطفالهم، وقتلت في هذه الضربة زوجة الشيخ أيمن الظواهري وابنها محمد وبناتها أجمعين ماعدا بنت واحدة فقط.

الكثير جدا من النساء والأسر تعرضت إلى التيه، هاموا على وجوههم مشيًا وبدون أي سند، وهنا ظهر دور سيف العدل، واتخذ من إيران سبيلًا لاستضافة هؤلاء التائهين.

واستجابت إيران إلى طلب سيف العدل واستقبلت الكثير من عائلات المجاهدين، ومنهم والدة خالد الإسلامبولي – قاتل الرئيس المصري أنور السادات- وأنا قابلت أم خالد بعد ذلك، وحكت لي القصة وكان هناك أيضًا محمد شوقي الإسلامبولي.

وإيران رأت أن استقبال تنظيم القاعدة على أراضيها، هو جزء من محاولتها إدارة الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية، واستقر سيف العدل وقيادات القاعدة في إيران في فيلات تحت قبضة الحرس الثوري ومحددة إقامتهم.

ربما نشأت في هذه الفترة علاقات بينهم وبين الحرس الثوري حول مسألة العداء مع أمريكا ومسألة المذهبية، ولكن في التحليل النهائي كانوا مقيدي الحركة، وبعد ذلك استطاعت جماعة طالبان أن تبادل سفيرًا إيرانيًا بمجموعة من قيادات تنظيم القاعدة.

 

كيف نشأت العلاقة بين سيف العدل وإيران؟

مصطفى حامد صهر سيف العدل كان يعتبر جسرًا مهمًا في هذه القصة، وهو راجل خريج كلية الهندسة وعمل صحفيًا ومراسلًا، وكان قريبًا لجماعة طالبان، وبايع الملا عمر، وله انتقادات كبيرة ضد قيادات تنظيم القاعدة.

وقصة إيران في علاقتها مع تنظيم القاعدة، أدت إلى انشقاق داخل التنظيم، حتى أن تنظيم الجهاد نفسه كان أحد أعضاءه على علاقة بإيران والحرس الثوري، وهو أحمد العجيزي، وكان يؤمن أنه يمكن أن يكون هناك علاقة مع إيران والتنسيق معها أيضًا.

ولكن الطبيعة الفكرية لتنظيم الجهاد أدت إلى خروج أحمد العجيزي من التنظيم.

وإيران أيضًا لم تكن بعيدة عن أفغانستان، بواقع الحدود المشتركة، وبواقع تصدير الثورة والحرب على أمريكا، ولم تكن بعيدة عن التنظيمات ذات الطابع الجهادي، مثل حركة الجهاد المصري وتنظيم القاعدة أيضًا.

وبالتالي كان الطرفان ينظران إلى بعضهما بحساسية شديدة نظرًا لطبيعة المجموعات الجهادية، ولكن كانت السياسة تفرض في بعض الأحيان أن يكون هناك علاقة.

ولا شك أن مصطفى حامد لعب دورًا عبر علاقته مع إيران، وهو جاء إلى مصر بعد الثورة وعاد إليها عام 2016، ويصدر من هناك موقعه وينشر كتبه.

بماذا تُقدر أهمية سيف العدل داخل التنظيم حاليًا؟

هنا سيف العدل وميلاده محل غموض، هل هو من مواليد 1960 أم 63، سواء كان ذلك أم لا، فهو آخر ما يُطلق عليه “الجيل الأول من تنظيم القاعدة” جيل الخمسينات وأوائل الستينات، أما الجيل الثاني يأتي على رأسهم أبو مصعب الزرقاوي، مواليد 67 وهو جيل مختلف، وأبو بكر البغدادي مواليد 71 هو أيضًا جيل مختلف، وانا أُسميه الجيل الثالث.

وبذلك يكون سيف العدل آخر الجيل الأول من تنظيم القاعدة، وهنا تأتي أهميته، وبمراجعتي لـ 100 اسم من أسماء قيادات تنظيم القاعدة، أبو الخير المصري وأبو محمد المصري وأبو فرج المصري، كل هؤلاء تم تصفيتهم، لذلك أهمية سيف العدل أنه يعتبر آخر الجيل التاريخي لتنظيم القاعدة، ومن هنا يأتي الحديث عن أنه مرشح ليكون خلفًا لأيمن الظواهري.

لذلك يمكن أن يكون سيف العدل بالفعل الزعيم المنتظر لتنظيم القاعدة؟

عالم الشبكات الجهادية عالم معقد وغامض، وعالم لا تستطيع أن تعرف كل أسراره، ولذلك مسألة من يخلف الظواهري، لا تقتصر على من يتكلمون عن علاقات المصاهرة وأولوياتها، وعن علاقات القرابة وأولوياتها، وعن علاقات السبق التاريخي أو الجهادي وأولوياتها، أو مسألة الكفاءة القتالية والإنجاز خلال الجهاد.

ولكن هناك أيضًا مسألة في غاية الحساسية وهي النفوذ الإقليمي، إذا ثبت أن سيف العدل مازال موجود في إيران وهو مرشح لقيادة التنظيم -وأنا شخصيًا استبعد ذلك- رغم كل التقارير التي تتحدث عن وجوده هناك، هذا يمكن أن يقضي على تصعيده إلى زعامة التنظيم.

وخاصة أن أفرع تنظيم القاعدة لديها تشددًا سلفيًا تجاه الشيعة على وجه الخصوص، وفكرة الانقسام المذهبي “شيعي – سني” مسألة مفصلية لديهم، وهذا سيمثل حساسية شديدة لأفرع القاعدة المختلفة، ولدى حتى المسيطرين في تنظيم القاعدة لأسباب عقائدية وأسباب أيديولوجية.

 

كيف لعب مصطفى حامد دورًا في حياة سيف العدل؟

سيف العدل وصل ليكون مرشحًا خلفًا للظواهري لقيادة القاعدة، ليس بالطبع بسبب مصطفى حامد، ولكن بسبب دوره في التدريبات ووضع المناهج، والاقتراب من أسامة بن لادن، ومعرفته المسبقة لأيمن الظواهري، منذ العمل في تنظيم الجهاد ومجموعاته والتي ضُمت بعد ذلك وأصبحت قاعدة الجهاد قبل ضربة سبتمبر.

هذه هي إمكانيات سيف العدل، ولكن مصطفى حامد له دورًا على المستوى الفكري، وخاصة أن مصطفى حامد أيضًا كان ضد ضربة 11 سبتمبر، لذلك فدور مصطفى حامد دورًا فكريًا، وخاصة لما يمتلكه من لغة إنجليزية جيدة، ورؤية أوسع من الرؤية ذات “الطابع الدوغمائي” العقدي لدى التنظيمات الجهادية سواء كانوا قادة أو أفراد.

وتجد أن سيف العدل لديه نفس الرؤية ذات الطابع الاستراتيجي الأوسع، وخاصة في ظل فهمه للعالم وفهمه للسياسة، لذلك يمكن أن يكون هناك تأثير متبادل بين سيف العدل وصهره مصطفى حامد، ولكن كل واحد، منهم شيء يختلف عن الآخر، وخاصة أن سيف العدل في تنظيم القاعدة لكن مصطفى حامد ولائه لطالبان والملا عمر.