اعترف داعش، ضمنيًا، للمرة الأولى بمقتل متحدثه الإعلامي السابق أبو حمزة القرشي (المهاجر)، في توقيت مختلف عن التوقيت الذي أعلنه في فبراير/ شباط الماضي، وذلك بعد نحو أسبوعين من إعلان تقرير فريق الرصد والدعم التحليلي المعني بمتابعة ملفي تنظيمي داعش والقاعدة بمجلس الأمن الدولي أن “القرشي” قُتل في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021، بغارة جوية في محافظة حلب السورية.

وذكر تنظيم داعش في افتتاحية العدد الجديد من صحيفة النبأ الأسبوعية (عدد 349) أن الهجوم على سجن غويران بالحسكة السورية، كان آخر الأعمال التي أشرف عليها خليفة داعش السابق أبو إبراهيم القرشي (يُعرف أيضًا بـ”أبو إبراهيم الهاشمي”)، قبل أن يُقتل في اشتباك ثانٍ خلال محاولة القوات الأمريكية القبض عليه من مقر إقامته بأحد المنازل قرب مدينة أطمة السورية، على الحدود مع تركيا.

ومن اللافت أن داعش لم يشر على الإطلاق في افتتاحيته إلى مقتل أبو حمزة القرشي، المتحدث السابق باسم التنظيم، في نفس الاشتباك الذي قُتل فيه الخليفة السابق لداعش أبو إبراهيم القرشي، مع أن التنظيم حاول إخفاء هذا الأمر، والتغطية عليه والإيحاء بأن المتحدث، والخليفة السابقين للتنظيم قتلا معًا قرب أطمة السورية.

للمرة الأولى.. داعش يعترف ضمنيًا بالكذب على أتباعه بشأن مصير "أبو حمزة القرشي"

أمير داعش العسكري في منطقة البادية السورية ومجموعة من عناصر التنظيم- المصدر صحيفة النبأ العد 349

وذكر أبو عمر المهاجر، المتحدث الحالي باسم داعش، في كلمته التي أعلن فيها مقتل خليفة داعش في مارس/ آذار الماضي، أن أبو إبراهيم القرشي، وأبو حمزة القرشي (المهاجر) قتلا خلال الأيام الماضية، دون أن يحدد تاريخ مقتل أي منهما، وذلك لكي يُوهم مقاتلي وأنصار داعش بأنهما قتلا معًا، ويُخفي حقيقة أن المتحدث باسم داعش قُتل قبل الإعلان الرسمي عن مقتله بفترة طويلة.

وكان آخر ظهور معروف لـ”أبو حمزة القرشي”، المتحدث السابق باسم داعش، أواخر يونيو/ حزيران 2021، عندما بثت مؤسسة الفرقان الإعلامية الداعشية، كلمة صوتية له، واختفى “القرشي” عقب نشر هذه الكلمة وحتى الإعلان عن مقتله في مارس/ آذار 2022.

وفي سياق متصل، نشرت أسبوعية النبأ حوارًا مع من وصفته بـ”الأمير العسكري لتنظيم داعش في البادية السورية”، والتي تشمل مناطق الصحاري في حمص، وتدمر ، وحماة، ودير الزور، والرقة، اعترف فيه بأن عناصر التنظيم يعيشون ظروفًا صعبة في البادية، ويحاولون التكيف معها.

وأقر الأمير العسكري لداعش في منطقة البادية بوجود شائعات غير صحيحة حول الهجمات التي يتم الإعلان عنها في البادية، قائلًا إن هناك جهات تُسرب أنباءً عن هجمات لم تحصل لكي تُحفز تدخل التحالف الدولي لحرب داعش ضد التنظيم، مضيفًا أن داعش يُعلن عن هجماته عبر منصاته الدعائية الرسمية بعد عملية تدقيق أمني وعسكري في مضمون أخبار تبني الهجمات، على حد تعبيره