قلق من قرارات بوتين..حصار ودمار وتلويح بالأسلحة المحرمة

  • بوتين قد يستخدم السلاح النووي ثم يبدي استعداده للتفاوض
  • قرارات بوتين مرعبة وليست مطمئنة خاصة بعد المقاومة القوية للقوات الأوكرانية
  • الجيش الروسي يسيطر على المدن المطلة على البحر الأسود

مجازر وتهجير وحصار، هذا نهج روسيا في غزوها لأوكرانيا، فلم تردعها العقوبات ولم تثنها الدعوات، ولم تؤثر فيها الفظائع التي أرتكبت بحق المدنيين، ساعة الزمن لم تتوقف وهي ترصد كل ثانية أرقاما كبيرة لأعداد الضحايا من المدنيين والعسكريين، أما من علقوا تحت الحصار فالموت يقترب منهم رويدا رويدا بسبب النقص الحاد في الطعام والشراب والمستلزمات الملحة للبقاء على قيد الحياة.

أما اللاجئون فقد تجاوز عددهم الثلاثة ملايين لاجئ يجوبون شوارع وطرقات أوروبا… وبالنسبة للعقوبات القاسية التي فرضت من أمريكا والاتحاد الأوروبي ، شملت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادته العسكريين ورجال الأعمال المقربون منه.

وفي ظل استمرار الأزمة والتلويح بين تارة وأخرى باستخدام أسلحة محرمة دولية من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، واستخدام الصواريخ فرط الصوتية من قبل الجيش الروسي، قال الباحث في العلاقات الدولية طارق وهبي خلال حواره مع الزميلة ميرنا منذر ضمن برنامج ستديو الآن إن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هددنا بالسلاح النووي ولا أستبعد أن يستخدمه في أي منطقة أوكرانية، ويبرر فعلته هذه باستخدام أمريكا للصواريخ المحرمة في هيروشيما ، كما أنه سيخبر دول العالم أجمع بأنه مستعد للتفاوض في جنيف”.

وأضاف وهبي: “يجب أن نخاف من هذا السيناريو لأن قرارات الرئيس بوتين ليست مطمئنة ولا أحد يعلم بماذا يفكر، خاصة عندما نسمع وضع جنرال كبير تحت الإقامة الجبرية وآخر قتل في المعارك يظهر لنا أن المقاومة الأوكرانية منظمة وقادرة على صد الغزو الروسي”.

بسبب خسائره الكبيرة..هل سيلجأ بوتين إلى استخدام السلاح النووي؟

وأشار إلى أن القوات الروسية بحاجة ماسة إلى مساعدة استخباراتية لتمدها بالمعلومات ويفضل أن تكون من الجو لترصد أماكن ومواقع الجيش الروسي.

البحر الأسود غاية بويتن

من جهته قال الخبير في الدراسات الاستراتيجية محمد الحربي إن القوات الروسية فرضت سيطرتها التامة على البحر الأسود بعد محاصرتها لمدن ماريوبول وخيرسون وأوديسا وغيرها.

وأضاف أن الروس استخدموا تكتيك التقدم ببطء والسيطرة على المراكز الحيوية المهمة في المدن كتشيرنوبل وزاباروجيا ، والآن تقترب من أقصي الغرب ، وفرضت سيطرتها على أربع من المفاعلات النووية الأكبر في أوكرانيا وأوروبا.

بسبب خسائره الكبيرة..هل سيلجأ بوتين إلى استخدام السلاح النووي؟

وأوضح الحربي أن الطائرات بدون طيار ساعدت القوات الروسية كثيرا وغيرت من موازين المعركة.

وأشار إلى أن هذه المعركة يطلق عليها اسم معركة سوء التقديرات العسكرية و السياسية لأن روسيا أرادت خوض حرب سريعة لا تتعدى الأيام القليلة لكنها تفاجأت بالمقاومة الشرسة من الأوكرانيين.

مقتل قائد كبير بالبحرية الروسية في أوكرانيا

أعلن ميخائيل رازفوجاييف حاكم مدينة سيفاستوبول  الأوكرانية الأحد مقتل قائد كبير في أسطول البحر الأسود الروسي في أوكرانيا.

وتتواصل الخسائر البشرية بين قيادات الجيش الروسي خلال الحرب على أوكرانيا

حيث قالت كييف خلال الساعات الماضية إنه تم القضاء على قيادات فوج المظلات من مدينة كوستروما الروسية ، وفوج القوزاق من مدينة سترافروبول ،في إشارة إلى أنهم قتلوا.

ووفقا للجيش الأوكراني، أصيب أيضا قائد اللواء 346 من القوات الخاصة الروسية.

ولم يتم التحقق من هذه التقارير بشكل مستقل. ولا ترد روسيا على التقارير الأوكرانية.

وتقول تقارير إن الجيش الأوكراني قتل، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الحرب، العشرات من كبار ضباط الجيش الروسي، بما في ذلك ستة جنرالات على الأقل من الجيش والحرس الوطني.

ماريوبول المحاصرة

تُواجه مجموعة من 19 قاصرا معظمهم يتامى “خطرا كبيرا” بعد أن علِقوا داخل مستشفى في مدينة ماريوبول الأوكرانيّة المحاصرة من القوّات الروسيّة، على ما قال أقرباؤهم وشهود عيان لوكالة فرانس برس.

وكان الأطفال والمراهقون الذين تراوح أعمارهم بين 4 و17 عاما قد أُرسِلوا إلى هذه العيادة المتخصّصة في علاج أمراض الرئة، قبل بدء الهجوم الروسي في 24 شباط/فبراير.

وقال شاهد يُدعى أليكسي فولوشتشوك لفرانس برس إنّ هؤلاء باتوا “في خطر كبير”، إذ لم يتمكّن أولياء أمورهم من استلامهم بسبب المعارك الدائرة في ماريوبول التي تتعرّض للقصف منذ أسابيع عدّة.

وكان فولوشتشوك قد لجأ بنفسه أيضا إلى هذا المستشفى قبل أن يتمّ إجلاؤه من المدينة المحاصرة التي تُعاني نقصا في المياه والغاز والكهرباء وحيث باتت كلّ الاتّصالات عمليا مقطوعة.

وأُجلي فولوشتوك إلى زاباروجيا الجمعة، وقال إنّ هؤلاء القصّر لم يغتسلوا منذ أكثر من أسبوعين ويعيشون في أقبية مجمّدة، إذ إنّ صواريخ روسيّة سقطت قرب العيادة خلال الأيّام الأخيرة.

وروى لفرانس برس أنّه “لا توجد تدفئة والجوّ بارد. إحدى الفتيات الصغيرات البالغة حوالى ثماني سنوات أرَتني جرحًا في وجهها سببه البرد”.

وأشار إلى أنّ رجلا “بطوليًا” متخصّصًا بأمراض الرئة وطبّاخًا وممرّضتَين يعتنون بالأطفال، بينما تأتيهم الشرطة المحلية بالطعام، غير أنّه عبّر عن قلقه من إمكان حصول نقص في الغذاء بوقت قريب.

من جهتها، قالت أولغا لوباتكينا التي تُدير مع زوجها دارًا للأيتام في أوغلدار، على بُعد 100 كيلومتر شمال ماريوبول، لفرانس برس إنّها أرسلت إلى هذه العيادة في كانون الثاني/يناير ستّة أطفال تُراوح أعمارهم بين 6 و17 عاما.

وبعد بدء الهجوم الروسي، غادرت لوباتكينا رفقة الأطفال الباقين، إلى لفيف غربي أوكرانيا ثمّ إلى المجر، قبل أن تصل أخيرًا إلى فرنسا. وهي تسعى جاهدةً إلى أن ينضمّ إليها الأطفال الذين تُركوا في ماريوبول.

في جنيف، قالت مؤسسة “ستوب تي بي” الخيريّة إنّها “قلقة بشدّة” على هؤلاء القصّر.

وترغب المؤسّسة التي تكافح مرض السلّ بأن يتمّ استقبال الأطفال في بلدان أخرى، لكنّ “المشكلة الكبرى هي إخراجهم” من حيث هم موجودون، وفق ما قالت المديرة التنفيذيّة للمؤسّسة لوسيشيا ديتيو لفرانس برس، معبّرةً عن حالة من “اليأس”.

وقالت “هؤلاء يتامى… هم الأكثر ضعفا”، مشيرة إلى أنها تفكّر أيضا في الراشدين الأربعة الموجودين معهم. وأضافت “لا أجرؤ أن أتخيّل كيف سيكون عليه الحال عندما تعلق مع 19 قاصرا في قبو بلا ماء أو طعام”.

التفاوض مع بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ،، إنه مستعد للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، لكنه حذر من أنه إذا فشلت أي محاولات تفاوض ، فقد يعني ذلك أن القتال بين البلدين سيؤدي إلى “حرب عالمية ثالثة”.

أنا مستعد للتفاوض مع بوتين ، كنت جاهزًا خلال العامين الماضيين. وقال زيلينسكي في مقابلة خاصة لـ CNN الأحد ، أعتقد أنه بدون مفاوضات ، لا يمكننا إنهاء هذه الحرب.

وأردف زيلينسكي نحن بحاجة للقيام بذلك، أستطيع أن اقول لكم عن نتيجة هذه المفاوضات – على أي حال ، نحن نخسر اشخاصا على أساس يومي ، أبرياء على الارض “.