هل سيؤثّر مصرع قاسم سليماني في مسار الأحداث خلال العام الجاري؟

يدور السؤال في العام الجديد حول تأثيرات مصرع قاسم سليماني على الأحداث الحالية فهل يؤدّي مقتل سليماني إلى انحسار كبير في النفوذ الإيراني في العراق والعديد من الدول الأخرى التي تتدخل إيران في شؤونها ، وهل سيُغيّر حكما نوعية هذا النفوذ والطرائق التي يُمارَس بها النظام الإيراني مواصلة تغلغله في بعض الدول .

أجاب عن هذه الأسئلة في حديث خاص لأخبار الآن آرش عزیزی خبير في الشؤون الإيرانية قائلا إن أثار غياب قاسم سليماني باتت واضحة على المنطقة فسليماني كان قائد العمليات الخارجية لإيران لأكثر من 20 عاما على التوالي، ومن خلال هذه الفترة سعى سليماني لتحويل وجه الشرق الأوسط بالكامل، ففي حقيقة الأمر فإن النظام الإيراني يتبع السياسة التي تجعل المنطقة غير مستقرة بإختصار يمكنني القول إن سياسة سليماني ساعدت على خلق خطوط متقاربة جدا بين مجموعة كبيرة من الميليشيات في المنطقة وإيران .. هذه الميليشيات تعتبر خفافيش الظلام لإيران ولمصالحها وكذلك لمصالح حلفاء آخرين في المنطقة.
قاسم سليماني

آرش عزیزی خبير في الشؤون الإيرانية / أخبار الآن

غياب قاسم سليماني يؤثر على نظام الحرس الثوري الإيراني

ومن جانب آخر سلط الخبير الضوء على التدخل الإيراني في العراق قائلا: إن الايرانيون لا يهتموا بالمصلحة العراقية لانهم يدعمون مجموعة من الميليشيات التي تقوض الأمن العراقي والشخصيات الحكومية العراقية وأيضا هناك من يحاول ابتزاز رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لفرض النفوذ الإيراني في العراق.

قاسم سليماني

أنصار قوات الحشد الشعبي يتجمعون لإحياء الذكرى الثانية لمقتل القائد العسكري الإيراني العماد قاسم سليماني / رويترز

أما عن وضع لبنان فأوضح عزيزي أن سياسة سليماني تدعم حزب الله الذي تغلغل في دول الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة، فيواصل الايرانيون دعم بقاء حزب الله في الفترة القادمة ، وهم حقيقة لا يهتمون أبدا بالمصلحة اللبنانية ولا بمعاناة الشعب اللبناني في كافة القطاعات ومن جهة أخرى تتبع إيران مصالحها في لبنان من خلال حزب الله و مجموعات في فلسطين بحجة مقاتلة اسرائيل، وهذه الخطوات التي تقوم بها إيران لا تصب على الإطلاق في مصلحة المنطقة وضد السلام وأيضا تصرفات ايران لا تدعم الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة.

وفي الأخير يمكنني القول إن قاسم سليماني دعم بشده بقاء نظام بشار الأسد الذي من خلال قتل مئات الآلاف من السوريين الذين طالبوا بالحرية ومعايير المعيشة ، فهكذا تحاول ايران دائما خلق حلفاء إقليميين لها لتحقيق مصالحها في المنطقة بغض النظر عن علاقتها مع شعوب هذه المنطقة ولا تأبى بمعاناتهم ولا بحجم الدماء التي سفكت سواء في العراق الى سوريا والدول الأخرى من وجهة نظري .

قاسم سليماني

آرش عزیزی خبير في الشؤون الإيرانية / أخبار الآن

هل تأثر الحرس الثوري الإيراني بمقتل الجنرال سليماني؟

الخبير أكد على أن سليماني بالفعل غائب بعد مرور عامان على مقتله في الغارة الأمريكية ويعتقد من خلال العامين أنه يمكن ملاحظة ورؤية ذلك بوضوح تام أن الحرس الثوري الإيراني لم يتمكن من تغطية آثار غياب قاسم سليماني بخليفته العميد إسماعيل قاآني، فسليماني كان يتمتع بشخصية كاريزماتية ويتقن اللغة العربية، ولديه علاقات متينة مع العديد من الأحزاب والقادة منهم حسن نصر الله قائد حزب الله و شيعة العراق و كذلك أبرز قادة المليشيات.

قاسم سليماني

العميد إسماعيل قاني قائد فيلق القدس الإيراني يلقي كلمة خلال احتفال بمناسبة مرور عامين على مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير الجنرال قاسم سليماني / رويترز

وتابع آرش عزیزی خبير في الشؤون الإيرانية حديثه لأخبار الآن أن هناك عوامل آخرى منها تحرك الشعوب ضد النفوذ الإيراني، إيران نفسها تعاني من أزمة اقتصادية، وبما أن سليماني صنع تلك القدرات العسكرية الكبيرة في الإقليم فإن غيابه بالتأكيد سيؤثر على قوة الحرس الثوري الإيراني في المنطقة.

أهمية قاسم سليماني للنظام الإيراني كانت ترجع لسببين :

أولاً:  كان محط ثقة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وكان حائزاً على تفويض واسع للتصرف على نحو مستقل من دون الخضوع لأي قيود.

وثانيا: كانت تجمعه روابط شخصية قوية ببعض القادة العراقيين السياسيين وشبه العسكريين، تمكّن من بنائها من خلال تدخله المباشر على امتداد عقود عدّة في الأزمات السياسية والعمليات الميدانية.

يذكر أن قاسم سليماني كان قُتل بغارة أمريكية عبر طائرة مسيرة في محيط مطار بغداد الدولي في 3 يناير/كانون ثاني من عام 2020، برفقة نائب قائد الحشد الشعبي العراقي، أبومهدي المهندس.