أحد الناجين من انفجار مرفأ بيروت: "ما شهدته من هول الانفجار لا يمكن وصفه.. ورأيت رفاقي يموتون أمامي"

ملفات هامة

مرفأ بيروت.. جرح لم يندمل عند اللبنانيين

  • شاب لبناني يتذكر تفاصيل الفاجعة أثناء وجوده بالمرفأ لحظة الانفجار
  • محمود شهد مقتل عدد من رفاقه خلال الانفجار
  • روايات حول مدى تأثر بيروت بالحادث رغم مرور عام
  • الانفجار تسبب بوفاة أكثر من 200 شخص وإصابة 60 آلاف وتشريد 300 ألف

 

عام على انفجار مرفأ بيروت، لا يزال اللبنانيون يستعيدون ذكريات مؤلمة مروا بها خلال هذه الفاجعة التي تستمر تداعياتها السلبية حتى اليوم، حيث لم يتغير أي شىء طوال العام المنصرم.

وشهدت العاصمة بيروت في الرابع من أغسطس من عام 2020، انفجارا كبيرا في المرفأ الرئيسي بالمدينة، أوقع مالا يقل عن 200 قتيل وجرح أكثر من 6 آلاف، وكذلك تشريد 300 ألف شخص.

هذه الفاجعة التي يعاني منها اللبنانيون حتى اللحظة، لم تصل إلى مرحلة حاسمة، سواء بالإعلان عن تفاصيل الحادثة والمتسببين بها، أو حتى تعويض الضحايا والمتضررين ماديا.

ويحمل اللبنانيون قصصا عاصروها أثناء لحظات الانفجار، بعض منهم يحكيها بنفسه ممن كتب لهم النجاة، والبعض الآخر تروى بواسطة أهالي المفقودين والضحايا.

اللبناني محمود دعيبس نجا بأعجوبة من الموت بتفجير مرفأ بيروت

أخبار الآن قابلت محمود دعيبس، أحد الناجين من الموت بأعجوبة، حيث تواجد في موقع الانفجار، ليتذكر اللحظات الأولى من هذا الحادث، الذي يعجز عن وصف هول بشاعته على حد قوله.

ويروي محمود لحظات ما قبل وخلال وبعد التفجير قائلا: “مضى عام على الجريمة ولم أجرؤ حتى الآن على زيارة موقع الانفجار حيث كنت ورفاقي، وذلك على الرغم من أنني لا أزال أعمل هناك لكن أدخل من مكان آخر إلى مكتب بعيد نسبيا، إن ذهبت إلى مكان التفجير ماذا سأفعل؟ سأتذكر الشبان العشرة الذين خسرتهم”

أحد الناجين من انفجار مرفأ بيروت: "ما شهدته من هول الانفجار لا يمكن وصفه.. ورأيت رفاقي يموتون أمامي"

ويضيف: “في ذلك اليوم، قصدت مكان عملي عند السادسة تقريبا، سمعنا صوت طيران وبدأنا نسأل أنفسنا ماذا يجري؟ بعدها رأيت حريقا عند العنبر رقم 12”.

وخلص مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي إلى أن كمية نترات الأمونيوم التي انفجرت في المرفأ كانت خمس الشحنة التي تم تفريغها هناك عام 2013.

ويقدر تقرير المكتب في تحقيق أجراه ابتداء من السابع من أكتوبر الماضي، أن حوالي 552 طنا من نترات الأمونيوم انفجرت وهي أقل بكثير من 2754 طنا وصلت على متن سفينة شحن مستأجرة من روسيا عام 2013، دون إعطاء أي تفسير عن مصير بقية الشحنة.

وقال التقرير الذي نشرته وكالة رويترز، إن المستودع كان كبيرا بما يكفي لاستيعاب الشحنة كاملة، مضيفا أنه ليس من المنطقي أن تكون جميعها موجودة وقت الانفجار.

لحظات صعبة عاشها اللبناني خلال الانفجار

ويحاول الشاب اللبناني تذكر اللحظات التي عايشها بالمرفأ، حيث يؤكد مرارا بأن الثواني التي مرت قبل وأثناء الانفجار، كانت وكأنها سنوات على حد وصفه.

ويظهر محمود لمراسل أخبار الآن، أول فيديو صوره في تلك اللحظة وصوته مسموع فيه، كما أن هنالك فيديو آخر التقطه قبل دقيقتين من التفجير الكبير وتسمع فيه أصوات رفاقه الذين لقوا حتفهم.

ويتابع محمود: “عند السادسة والدقيقة السابعة اتصلت بزوجتي عبر خدمة “الفيديو كول”، لكن كانت الخطوط قد قطعت على ما يبدو، و الحمدلله انني لم أتمكن من الحديث إليها كي يلهمني الله الهروب من الموقع”.

كما يبرز محمود فيديو ثالث يفصل فيه عملية هروبه وقريب له بسيارته، ويقول: اتجهت بعكس العنبر 12.. وبعد لحظات حصل التفجير الذي لا يمكن وصف فظاعته..الدنيا باتت ظلام، حاولت تخفيف السرعة، لكن قوة الضربة دفعت بمياه البحر حتى غمرت سيارتي.

وتشير روضة الزهران والدة محمود ، إلى كرهها للمرفأ لأنه تسبب بفقدها ابنها جمال منذ ستة عشر عاما تحديدا عام 2015، وكاد التفجير الأخير يفقدها ابنها محمود الذي نجا من الموت.

ويوضح محمود دعيبس أن قريبه في تلك اللحظة غاب عن الوعي، حيث أيقظه ثم طلب منه أن ينطق الشهادتين ويسلم أمره لله..

ويستكمل قائلاً: “حاولت فتح باب السيارة لم أستطع ولغاية اليوم سيارتي مركونة أمام منزلي ولا يمكن فتح بابها، شعرت أنني مسجون، لكن بعد ذلك قدر لي أن أخرج وقريبي من السيارة”.

ويختتم كلامه: “بعد خروجنا صادفت رفاقي الذين أتوا للتو إلى الدوام وبدأوا يسألونني عن رفاقنا الآخرين، عندها فقدت عقلي وانهارت أعصابي، بعد ذلك رأيت أهلي وذهبت إلى المستشفى، لكنني تمنيت لو لم أذهب كي لا أرى الأشلاء والجرحى الذين لم أتمكن من رؤية مثيلهم في المرفأ”.

وقررت الحكومة اللبنانية، إغلاق جميع المؤسسات العامة في البلاد، وتنكيس الأعلام في 4 أغسطس/ آب، ذكرى تفجير مرفأ بيروت.

أحد الناجين من انفجار مرفأ بيروت: "ما شهدته من هول الانفجار لا يمكن وصفه.. ورأيت رفاقي يموتون أمامي"

انفجار مرفأ بيروت تسبب في خسائر مادية وبشرية جسيمة حتى الآن – غيتي