أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)

تسعى إيران من خلال ميليشياتها في العراق إلى الضغط على المجتمع الدولي، تحديداً الولايات المتحدة الأمريكية لغلق سفارتها في العراق من خلال استمرار استهدافها بصواريخ “الكاتيوشا” وتهديد الأرتال اللوجستية التابعة لها بالعبوات الناسفة.

ولأن الحكومة العراقية لم تتمكن حتى اللحظة من منع تلك التهديدات وإيقافها، وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أمام خيار إغلاق السفارة ومغادرة العراق.

وقبل أيام نشرت “أخبار الآن” تفاصيل التحذير الأمريكي للحكومة العراقية ما لم تتمكن من التعامل بجدية مع الميليشيات الموالية لإيران والتي بدأت تتسع في عمليات استهداف السفارة الأمريكية وبعثات أخرى.

هذا الضغط الذي يُمارس على البعثات الأجنبية في بغداد يُقاد من قبل الحرس الثوري الإيراني وفقاً لقيادي في الحشد الشعبي يرفض “سلوكيات العمل العسكري ضد البعثات الدبلوماسية”.

القيادي الذي يختلف مع أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في العراق، قال لـ”أخبار الآن”:، إن “التوجيهات بتصعيد الهجمات تأتي من الحرس الثوري الإيراني، والأطراف التي تنفذ هذه الهجمات هي (كتائب حزب الله – حركة عصائب أهل الحق – حركة النجباء)”.

وأضاف، أن “إيران طلبت من هذه الفصائل أن تُنفذ العمليات وتستنكرها حتى لا تتورط بأي صدام مع القوات الأمريكية التي قد تُقرر بأي لحظة باستهدافها واستهداف قادتها”.

وجدت إيران المحاصرة دولياً نفسها أمام خيار أخير لاستعادة عافيتها، فهي ترى في العراق غنيمة يُمكنها الحصول عليها، لكن علاقات العراق الدولية ووجود كبير للمجتمع الدولي في بغداد عوامل تُعيق استفراد إيران بالعراق.

وحتى تستفرد طهران ببغداد، فما من سبيل أمامها إلا التصعيد ضد المجتمع الدولي في العراق، لذا صعدت هجماتها ضد البعثات الدبلوماسية هناك، وما يؤكد ذلك تصريح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أمس الأول، عندما قال إن “الحد الأدنى من العقوبة بحق من يقف وراء جريمة مقتل قاسم سليماني هي خروج الأمريكيين من العراق”.

إيران التي تمتلك نفوذاً كبيراً في العراق من خلال عشرات الميليشيات التابعة لها والتي أسستها بعد عام 2003، وجدت فرصة بإفراغ العراق من شركائه الدوليين خاصة أؤلئك الذين في التحالف الدولي لمحاربة “داعش”.

قال مصدر حكومي عراقي لـ”أخبار الآن”: “نعمل حالياً على أن ندفع واشنطن للتريث بقرار إغلاق السفارة ومغادرة العراق، فنحن نعي جيداً تبعات هذا القرار”.

وأضاف: “نعرف أيضاً أن بعض الدول قد تغادر العراق مع مغادرة أمريكا، ونعرف كذلك من يدفع بهذا الاتجاه، فهناك نية لعمل كبير تقوم به إيران وأطراف موالية لها من أجل السيطرة على حكومة الكاظمي وبيان قوتها قبل الانتخابات المبكرة”.

ويعتقد هذا المصدر الحكومي أن “إيران التي رأت نفسها خسرت مع إقالة حكومة عادل عبد المهدي، وجدت نفسها أنها أمام اختبار جديد لتعويض تلك الخسارة والسيطرة على العراق بشكل كامل، فهي كانت تعد لمثل هذه الأوقات”.

وحذرت النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني ريزان الشيخ دلير من انسحاب البعثات الدبلوماسية من العراق، وقالت لـ”أخبار الآن”، إن “هذا الانسحاب شكل خطراً كبيراً على العراق ويُعيد عزله من جديد”.

وأضافت النائبة العراقية، أن “تجربة تسعينيات القرن الماضي يجب ألا تعود، ويجب أن تلعب حكومة الكاظمي دورها في حماية تلك البعثات من الهجمات المسلحة التي تتعرض لها”.

ومن المتوقع أن تقوم الميليشيات الموالية لإيران بأعمال عسكرية واضحة ضد حكومة مصطفى الكاظمي بمجرد مغادرة الأميركان للعراق، وهذا ما يؤشر وجود نية مسبقة لسيطرة تلك الميليشيات على الأوضاع في البلاد بشكل كامل.