أخبار الآن | العراق – بغداد (خاص)

أطلقت مجموعة تابعة للأمم المتحدة، تحذيرات حول إمكانية استعادة تنظيم داعش لنشاطه في مناطق انتشاره السابقة بسوريا والعراق مستغلاً الثغرات الأمنية الناشئة عن تردي الأوضاع السياسية في هذين البلدين.

التقرير الذي أوردته مجموعة مراقبة مختصة بمتابعة “مخاطر الإرهاب”، كشف أن تنظيم داعش يسعى لإعادة تثبيت موطئ قدم له من جديد في العراق وسوريا مستندا إلى ارتفاع الهجمات التي نفذها التنظيم في العام 2020 مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2019.

وقال فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، إن تنظيم داعش استغل الثغرات الأمنية التي سببتها الاضطرابات السياسية في العراق لإعادة إطلاق تمرد ريفي، وكذلك عمليات متفرقة في بغداد والمدن الكبيرة الأخرى.

وضمن هذا السياق، قال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف في مقابلة مع أخبار الآن، إن “تنظيم داعش يسعى إلى استغلال الأسلحة التي التي قام بإخفاءها ليعود لها متى شاء، في أماكن بعيدة ونائية وقد لا تخطر على بال الأجهزة الأمنية”.

على ضوء تحذيرات أممية.. هل يمكن لداعش أن يعاود نشاطه في العراق وسوريا؟

دورية أمنية في العراق – رويترز

وأضاف أن “التنظيم لديه مجسات يستخدمها كلما حصل احتقان سياسي في العراق، وخاصة عند وجود انسداد سياسي بين الكتل العراقية التي تشكل الخلافات بينها نقمة على البلاد لأنها تزيد من الاختلاف والاحتقان وتعمق حالة التشظي في العراق، وهذه الانقسامات قد تأتي بمنافع على التنظيم”.

سوء الأوضاع الاقتصادية وتفشي كورونا، كلها عوامل قد يستغلها داعش لإعادة توطيد نفوذه في المناطق التي طرد منها في سوريا والعراق، وقال أبو رغيف: ” إضافة إلى المشاكل السياسية في البلاد، فإن الأوضاع الاقتصادية السيئة وهبوط أسعار النفط، وتفشي وباء كورونا، كل ذلك يعتبر من العوامل التي قد تساعد التنظيم على استعادة نشاطه، ومحاولة إثبات وجوده كما كان في بادئ عهده، سيما مع تسلم عبد الله قرداش لقيادة التنظيم بعد مقتل البغدادي”.

وتكمن أبرز المخاوف حول عودة نشاط داعش، في محاولة التنظيم استقطاب الشباب ومحاولة اللعب على وتر المظلومية والحق بالانتقام، وقال أبو رغيف: “التنظيم كما هي عادته، يحاول استقطاب الفتية والشباب على الدوام، ويحاول التغرير بهم، لا سيما أبناء القتلى والمعتقلين والمختفين. هؤلاء يسعى التنظيم لاستقطابهم بصورة إيحائية بدعوى المظلومية وضرورة الانتقام والأخذ بالثأر”.

وعن إمكانية ضبط الحدود بين سوريا والعراق للحد من عودة نشاط داعش، قال أبو رغيف، إن الحدود بين البلدين شاسعة ولا يمكن السيطرة عليها بشكل كامل، مع الأخذ بعين الاعتبار التنسيق الأمني بين بعض القوى الأمنية والفصائل بين البلدين بهدف منع تسلل مقاتلي داعش.

على ضوء تحذيرات أممية.. هل يمكن لداعش أن يعاود نشاطه في العراق وسوريا؟

أحد المنافذ الحدودية في العراق – رويترز

وبدون أدنى شك فإن تزايد هجمات داعش، شكل ضربة أمنية لكلا البلدين، ويبقى السؤال الأبرز: هل ستدمر التجاذبات السياسية كل إنجاز احتفل فيه مسبقا بطرد التنظيم؟!

يذكر أن التقديرات تشير إلى أن العدد الإجمالي لمقاتلي داعش في العراق وسوريا يفوق 10 آلاف مقاتل، مع انتقالات منتظمة بين الفرعين، لا سيما عند التقاطع الحدودي لمحافظتي الأنبار ونينوى مع سوريا. ويتوزع المقاتلون إلى خلايا صغيرة تتمتع بالقدرة على تنفيذ عمليات الكر والفر المحددة الأهداف. وحاول التنظيم استغلال الفجوات بين القوات العراقية والقوات الكردية وأنشأ ملاذات آمنة في سلسلة جبال حمرين في شمال شرقي العراق.

أقرأ أيضا:

مجلس الأمن يحذر من استغلال داعش للثغرات الأمنية في العراق وسوريا