أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
لا تزال أصداء زيارة الرئيس الأسد طهران تثير كثيرًا من التساؤلات وعلامات الإستفهام ولا سيما بعد تأكيد نائب فيلق القدس أن قوات الحرس الثوري هي من رتبت الزيارة مشيراً إلى أنه كان يعلم بأمر هذه الزيارة “من يجب ان يعلم بها”. تصريح نائب فيلق القدس يعكس بوضوح الدور الذي يؤديه في السياسة الداخلية والخارجية لإيران والتي تختصر بقوة المقررات التي يتخذها قاسم سليماني الرجل الذي بات يختصر القرار الإيراني التخريبي في المنطقة. في هذا التقرير الذي قمت بتسجيله منذ قليل نستعرض المزيد من الوقائع التي تخفي ماضي سليماني القائم فقط على استغلال السلطة والمال.
أصبح اسم قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني خلال السنوات العشر الأخيرة الاسم الأبرز في الشرق الأوسط كرمز لزعزعة الاستقرار وتنفيذ مشاريع ملالي إيران التوسعية في المنطقة. هذا لا يرتكز اطلاقا على خلفية سليماني العسكرية القيادية، فسليماني المنحدر من قرية قَنات مَلِك في محافظة كرمان قرب الحدود الافغانية الباكستانية، ترك الدراسة عندما كان عمره 13 عاما، ليساعد أباه المزارع في تسديد قرض بقيمة 100 دولار، ليعمل في التمديدات الصحية، ثم موظفاً في البلدية كفني تمديد مياه، ومع عودة الخميني من فرنسا بعد الاطاحة بالشاه رضا بهلوي، التحق سليماني بالحرس الثوري.
عندما أَسس الحرسُ الثوري مراكزَ قيادة في أنحاء البلاد، ومنها واحدٌ في كرمان، انضم إليه سليماني كمتطوع. وحصل على تدريب لمدة ستة أسابيع، ووفقًا لما قاله أصغر محمد حسيني، وهو زميل سليماني في الحرس الثوري الإيراني من كرمان إن مدة تدريب سليماني كانت 45 يوما فقط.
غابت بالفعل النجاحات العسكرية عن تاريخ قاسم سليماني فهو شارك بقمع التمرد الكردي غربي ايران، مع صديقه لأحمدي نجاد الذي أصبح رئيسًا فيما بعد، ، كما شارك في حرب العراق، حيث كان يدرب الجنود الجدد، ويخوض المعارك في منطقة الفاو التي تعرضت فيها وحدته الصغيرة لخسارة كبيرة وقتل معظم الجنود التابعين له على قيادة الفرقة 41.
وفي الحرب العراقية أُرسل سليماني إلى الجبهة في مهمة غير قتالية، وهي تأمين المياه للجنود، ولم يغادر الجبهة مطلقاً، حيث قال في وقت لاحق: “دخلت إلى الحرب في مهمة لمدة 15 يوما فقط، وانتهى الأمر ببقائي حتى نهاية الحرب”. إذ قام بمهام استطلاع خلف خطوط الجيش العراقي، وكان يعود منها أحيانا حاملا معه ماعزًا قد استولى عليها من الفلاحين العراقيين، ولذلك أصبح يُعرف في صفوف الجيش الإيراني في وقت ما “بلص الماعز”.
لم يكن لقاسم سليماني دور قيادي بارزٌ في ثمانينيات القرن الماضي، إلا ان الشاب المتعطش للسلطة بدأ من خلال أصدقاءه في قيادة الحرس الثوري بالتقرب من علي خامنئي رئيس الجمهورية الايرانية آنذاك، وهو ما يُظهره هذا الفيديو النادر لقاسم سليماني وهو إلى جانب خامنئي في إحدى الخطب التعبوية خلال الحرب الإيرانية العراقية.
معلومات حصلنا عليها أشارت إلى أن وصول سليماني إلى مراكز القيادة في إيران عبر تقربه من سيد رضا كامياب أحد أبرز داعمي الخميني خلال حقبة ما تسمى بالثورة، إذ كان سليماني تابعاً دينياً لكامياب وهو من رشحه لتولي المناصب.
باختصار على رأس هرم القوة العسكرية التخريبية الكبرى في المنطقة زعيم بلا خبرات ومهارات عسكرية، فكيف استطاع الاستمرار والصمود في مركزه، إلى أي نوع من الحيل والسبل لجأ سليماني للحصول على مرتبته.
تابعونا في غداً مع المزيد من الوقائع عن ماضي سليماني الذي جعل منه ملازماً للأزمات في المنطقة.
المزيد: