أخبار الآن | السودان – الخرطوم – (محمد أبو العمرين)

مازالت مسألة زواج القاصرات في المجتمع العربي تلقي بظلالها الاجتماعية و الصحية على الفتاة القاصرة، و يستمر الجدل حول إقرار قانون لمنع الاهل بتزويج  بناتهن دون سن البلوغ  و تحديد مصيرهن , تفاصيل قصة طفلات تزوجن بقرار من آبائهم و يأملن  بالتغيير  بسن  قوانين و بتوعية المجتمع في السودان.

يحكى ان امل ابنة الاربعة عشر ربيعا واثناء عودتها من المدرسة استقبلها والدها  بخبر غير مجرى حياتها الى الابد ، فقال الوالد: جاء رجل تقدم لك رايته مناسبا فباركتك  له زوجا  ، فقالت امل :كما تشاء يا والدي،  وقالت الايام ان تستمر زوجة قاصرا لاكثر من سنة  وقال المستقبل ان انهضي من هذا يا امل وابداىئ حياتك من جديد وغيرت امل الاقوال الى الافعال ودخلت المدرسة ومنها الى الجامعة لتحقيق حلمها بان تصبح  مسؤلة في الامم المتحدة 

امل 
انا  سوف اعيش االيوم وغدا  لان الماضي لايجب ان يجعلني اضعف ولكن بالعكس سوف يقويني ويساعدني لمواجهة كل ما سيحصل لي في حياتي وان اصبح قدوة لكل البنات الذين مروا بذات التجربة  ليواصلوا حياتهن بشكل طبيعي 

امل واحدة من بين الاف الفتيات في السودان في الريف والحضر عشن تجربة زواج القاصرات ولكل منهن قصة تختلف في تفاصيلها ، مرت بها ما يقارب ثمان  وثلاثين بالمائه من السيدات في السودان 

اميرة ازهري تقول  امينة الحماية الاجتماعية بالمجلس القومي لرعاية الطفولة تقول "خططنا للعام ٢٠١٨ ان نخفض نسبة زواج القاصرات بمعدل ٢٪ لتصل النسبه الى ٣٦ ٪ وفي ٢٠١٩ نخفض النسبة ايضا ٢٪ لتصبح ٣٤٪ 

 كاميرا  اخبار الان زارت ناهد جبر الله التي تدير احدى مراكز محاربة العنف  ضد  المرأة والطفل ترى ضرورة مراجعة قانون الاحوال الشخصية  في السودان باعتبار بعض مواده  تعيق جهودا يقومون بها لمحاربة ظاهرة زواج القاصرات على حد قولها 
 
ناهد جبر الله / مديرة مركز سيما لمحاربة العنف ضد المرأة 
السودان حسب قانون الاحوال الشخصية  و المادة ٤٠ يسمح لتزويج الطفلة في عمر العشر سنوات وهنا نتحدث عن جريمة مقننة ، عن جريمة يحميها القانون 

قبل مغادرتنا طلبت منا ناهد  زيارة الطفلة  الام  اشتياق ، والتي عمل المركز على تطليقها ومتابعة حالاتها 

انتقلنا الى ضواحي مدينة ام درمان وفي بيت ينهش الفقر من دمه ،  التقتنا فاطمة الجدة والتي لم تبلغ الثلاثين  ترعى  حفيدتها امل لحين عودة والدتها اشتياق من المدرسة وتتذكر فاطمه ايام صعبه واجهتها طفلتها عند الوضوع 

فاطمة ام اشتياق 
خمسة او ستة ايام كانت في العناية المركزة وعندما افاقت وفتحت عينها احضروا لها طفلها وعندما فتحت الطفلة فمها خافت منه وصرخت وخافت ودخلت في غيبوبة ثلاث ساعات .

مابين الكتب المدرسية والاهتمام بطفلتها تعيش اشتياق تفاصيل يومها فهذه الطفلة الام التي انجبت دون ان تتجاوز الحادية عشر من عمرها احرقت  صورا كانت تذكرها بزواجها كإعلان عن تناسي الماضي والعيش في الحاضر والعمل للمستقبل حتى تتمكن من نسيان ماحدث واكثر من  ذالك  فهي تطمح ان تكون ذات علم و سلطة تسمع كلمتها ,  تنشر الوعي لاطفال منطقتها والتي بلغت نسبة زواج القاصرات بها الاعلى من بين ولايات  السودان

اشتياق تقول لنا "اريد ان ادخل الثانوية وادرس الجامعة واصبح  ضابطة  في الحكومة او محامية او قاضية لأتمكن منع زواج القاصرات والزواج المبكر غلط تعاني منه الفتيات اريد ان انشره في دارفور حتى نصل الى ان لايوجد رجل يزوج ابنته وخي صغيرة 

الفقر والحروب والكوارث الطبيعية عوامل متجددة تزيد من نسبة زواج القاصرات في اي مكان تسندها وتباركها مفاهيم اجتماعية تبيح  الممارسة مما يؤدي الى انتشارها على الرغم من الجهود الحكومية الكبيرة للحد من هذه الظاهرة  عشرة اعوام هي فارق العمر بين الام وطفلتها وما يقارب الخمس والعشرون عاما هو فارق العمر بين الجدة وحفيدتها فوارق تحتاج الى توعية مجتمعية قبل سن قوانين تجرم ظاهرة زواج القاصرات او بالاصح الطفلات.

 

اقرأ أيضا:
فن "الزار" في مصر.. فلكلور شعبي مهدد بالانقراض

70 مليون شخص يعانون من أزمات إنسانية