أخبار الآن | بيروت – لبنان – (تريسي ابي انطون)
لأن الشباب هم الهم والهدف الدائم، تتزايد حملات التوعية حول مخاطر السرعة في العاصمة اللبنانية بيروت، ومعظم تلك الحملات تنبع من قلب معاناة أهل فقدوا أولادهم في حوادث تصادم السيارات، فتكون الرسالة أقوى والهدف أسمى والسعي من أجله صادقا وبكل اخلاص، حتى لا تتضاعف المآسي وتخسر البلاد مزيدا من شبابها الذين يجب أن تذهب طاقاتهم في بناء الأوطان.
تزور ميرنا أبو شاهين حديقة ضحايا تصادمات الطرق، تلقي التحية على اسم ابنها توفيق، وتعده بمواصلة الرسالة في نشر التوعية بين صفوف الشباب حول مخاطر التهوّر في القيادة.
تقول ميرنا أبو شاهين: "توفيق كان شابا غير متهور في طبعه، يضع الحزام أثناء القيادة ولو كانت المسافة قريبة. اليوم اتوجه الى كل شاب وصبية يقودون سيارتهم وأقول إن السرعة هي أول مسبب لحوادث السير، ثانيا أن استخدام الهواتف سواء للكلام أو للتسلية لا يجب أن يكون أثناء القيادة، فضلا عن أهمية الحزام في حمايتنا من أي مكروه".
ميرنا تمثّل الأمل لأمهات كثيرات، فهي فقدت توفيق في حادث سير منذ خمس سنوات ونصف، وفيما تدعم والدات خسرن أولادهن، تتحدث بلسان حال جميع أمهات العالم.
وأضافت ميرنا أبو شاهين: "على الاهل طبعا واجب التوعية، لكن الأولاد هم من يجب أن يتحملوا المسؤولية وأن يعرفوا أن هناك ناس وأهل يحبونهم وعندما يعتلون مقود السيارة عليهم أن يدركوا أنه لابد من عودتهم من أجل محبيهم".
أمل آخر ولد من معاناة مشابهة قبل أحد عشر عاما، مع تأسيس جمعية كن هادي في أعقاب وفاة هادي جبران بحادث تصادم أيضاً. فكانت الجمعية جسر عبور للوالدين بين ذكرى ولدهما وحملات التوعية التي دخلت كل بيت.
قال فادي جبران رئيس جمعية "كن هادي": "لم أرد أن تذهب وفاة هادي وتصبح في طي النسيان فنكتب لن ننساك ولا يكون الحادث درسا للآخرين. ولكن اردت تحويلها الى رسالة. فقمنا بدراسات وساهمنا في التوعية حتى دخل هادي مبدئيا الى كل بيت. وفي كل مرة اتمكن من انقاذ شخص اكون فرحا جدا".
إلى مستوى أعلى من التوجيه، انتقل الهدف، إذ أراد الوالد رفع ثقافة استخدام التاكسي عندما يكون الشباب غير قادرين على القيادة، وقد أطلق أخيرا، "مبادرة سهر الليل أأمن".
حدثنا عنها فادي جبران: "اطلقنا مؤخرا حملة توعية لكل ما له علاقة بسهراليل أأمن، فنعمل مع من اشتغل مع النوادي اليلية، وندرب سائقي سيارات الاجرة، وقد اطلقنا مبادرة التعب والسواقة، وفي كل سنة نقوم بحملة لتوعية الشباب على ثقافة استخدام سيارات الاجرة".
وفيما يدرّب المشروع سائقي سيارات الأجرة على أصول القيادة الوقائية، تم تخصيص عشرة مراكز لمكافحة التعب عند القيادة.
عن ذلك قال فادي جبران: "نحن دايماً نسعى لايجاد الحلول، فلا يمكن التحكم بالتعب أو بفرح الشباب، لذلك اوجدنا 10 مراكز في لبنان في محطات الوقود للراحة، ووضعنا علامة قبل كل المحطة بـ ٣٠٠ متر وهي علامة النوم الz وخدلك غطة، فاذا نام الشخص ل ١٠ دقايق فقط يمكنه أن يقود مجددا لما يقارب الساعة".
تستهدف التوعية بشكل عام الشباب والشابات بين الخامسة عشر والتاسعة والعشرين من العمر، على اعتبار أن خمسة وثمانين بالمئة من حالات التصادم سببها الإنسان بحسب دراسات عالمية.
إقرأ أيضاً
بصدر رحب يتبرعن بشعرهن دعما لمرضى السرطان
مقتل موظفة في السفارة البريطانية في لبنان