أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
لا شك أن علاقة من الشك وانعدام الثقة تسود بين القاعدة وطالبان و لم يعد باستطاعة التنظيمين إخفاء هذا الأمر. ما السبب الذي قد يكون وراء هذا التوتر في العلاقة؟ هناك العديد من الأسباب التي تجعل طالبان تنأى بنفسها عن القاعدة.
– في 11 سبتمبر، انتهكت القاعدة حماية طالبان وقادت انهيار دولة طالبان.
القاعدة هي من تسبب في خسارة كيان طالبان. من وجهة نظر طالبان، قامت مجموعة من المتهورين والأجانب المجرمين باستخدام اموال أسامة بن لادن بالتخطيط لهجوم إرهابي كبير من أفغانستان، وهذا ما أدى لاحقا إلى طرد طالبان من كابول وإهانتها والإطاحة بها . وقد تم ذلك على الرغم من التوجيه الواضح والصريح من الملا عمر لأسامة بن لادن بالامتناع عن شن هجمات إرهابية في الخارج. وبعد ستة عشر عاما، لم تنس طالبان هذا الإذلال الذي تعرضت له بسبب القاعدة، والأهم من ذلك أن نزيف طالبان لم يتوقف. ويبدو أنهم يسعون الآن إلى لجم حجم هذا الضرر.
ضلوع القاعدة باحداث 9/11 اطاح بطالبان
طالبان خسرت كيانها بسبب القاعدة
قادة طالبان يريدون اجتثاث سرطان القاعدة
تهديد الظواهري لطالبان فارغ
فروع القاعدة غير مهتمة بطالبان
طالبان المستفيد الاكبر من الصراع مع القاعدة
فرصة طالبان اوفر لدق المسار الاخير في نعش القاعدة
– داخل طالبان، كان هناك دائما معارضة لحماية القاعدة
أفادت التقارير بأن العديد من كبار أعضاء طالبان يعارضون الملا عمر لإصراره على مواصلة توفير الملاذ الآمن لإرهابيي وأجانب مجموعة بن لادن، ولذلك ربما أصبح هؤلاء الأفراد ذات سلطة داخل حركة طالبان الآن ويسعون إلى اجتثاث سرطان القاعدة.
– الارتباط بالقاعدة يقلق طالبان
في اطار النظم الدولية ، من االمرجح ان تقرأ طالبان جيدا سياق الامور في اي دولة او كيان يدعم الإرهاب. فان عزل دولة قطر مؤخرا عن دعمها للإرهاب يجب أن يثير قلق طالبان أيضاً. طالبان وهي جماعة تسعى جاهدة من أجل الحصول على الشرعية على المستوى العالمي، ليست على استعداد للمخاطرة بمصيرها من أجل استرضاء بعض الإرهابيين الأجانب المجرمين الذين ليس لديهم ما يقدمونه إلا تاريخهم الملوث والاسم المكروه والمحتقر. وحتى من الناحية العملية، يبدو أن طالبان لا تنوي إنفاق أي رأس مال سياسي على العدد المحدود من الإرهابيين الأجانب الذين لا يزالون يقيمون وسطهم أو بجانبهم. وذلك يشمل الظواهري الذي قد يكون ميتا بالفعل أو أنه يحتضر.
– حتى طالبان تجد صعوبة في تقبل وحشية القاعدة
هناك سبب آخر محتمل يمكن أن يركز حول شخص أخوندزاده ، الذي تشير سيرته الذاتية الى أنه متعمق بالشريعة الدينية . ولعل قناعات أخوندزاده الدينية جعلت من الصعب عليه استيعاب أو تقبل قتل القاعدة لعشرات الأبرياء والنساء والاطفال المسلمين بالسهولة التي يتقبلها أشخاص أقل مستوى ثقافي مثل الملا عمر أو الملا منصور.
– الظواهري ليس لديه ما يقدمه لطالبان أو يهددها به
هناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تكون وراء رغبة القاعدة في فك الارتباط عن طالبان أو قيادتها. بالنسبة للظواهري، إذا كان لا يزال على قيد الحياة، فان جنوحه نحو أخوندزاده يمكن أن يكون وسيلة لإلحاق العار بأخوندزاده للاعتراف بالعلاقة التي تضرب جذورها بالتاريخ .
ربما يقول الظواهري لأخوندزاده: أنت على وشك فقدان دعم القاعدة، ويجب عليك أن تتصرف مثل أسلافك من القادة"
والمشكلة في هذا هي أن بيان الظواهري لا يشكل أي تهديد، لأنه على خلاف بن لادن الذي يمكن أن يسحب ملايينه من أفغانستان، فإن الظواهري ليس لديه أي شيء ليسحبه أو يقدمه. هذا ببساطة مجرد خطأ واضح من قبل الظواهري الزعيم الضال والفاشل للقاعدة. إن محاولة الظواهري للتلاعب بأخوندزاده ولي ذراعه علامة على يأس الظواهري.
ومن المرجح أن تكون معارضة القاعدة في سوريا للظواهري ولطالبان غير متوقعة بالنسبة الظواهري، وهو أمر يزيد من ضعف موقفه في أفغانستان. الظواهري الآن محاصر من جانبين، أحدهم داخل تنظيمه والآخر من حليفه الأقدم والأكثر ثقة، وكلا الجانبان يعملان معا على القضاء على القاعدة والظواهري.
– فروع القاعدة تشعر بأن طالبان لا تعطيهم أي قيمة:
هناك عدد من الأسباب المحتملة لمعارضة التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة حركة طالبان. السبب الأول هو أنه من الناحية العملية، لا ترى التنظيمات التابعة للقاعدة أي فائدة من التحالف مع طالبان. من المحتمل أن عناصر هذه الجماعات ينظرون إلى أفغانستان على أنها منطقة معادية، حيث تم قتل عدد كبير من قادتهم فيها. في الواقع تعد أفغانستان مكان لدفن عناصر القاعدة. هناك تفسير أخر، وهو أن الأعضاء المتشددين في تنظيم القاعدة يعتبرون عناصر طالبان "كفاراً"، لأن طالبان كانت تتعامل في وقت من الأوقات مع كيانات حكومية وطنية أخرى تعتبرها المجموعات الارهابية "غير شرعية"، إضافة إلى علاقات طالبان مع الدول القومية الكبرى واستضافة السفارات الأجنبية عندما كانت حركة طالبان حاكمة فى كابول. هناك تفسير آخر، وهو أن المسألة برمتها مسألة كبرياء، حيث أن الكيانات العربية التابعة للقاعدة تشعر بأن طالبان لا تستحق أن تكون حليف لهم. لقد أصبح الجولاني الآن مشهوراً في جميع أنحاء العالم بسبب حكمه الإرهابي في سوريا، ولكن هل هناك من سمع باسم هيبة الله أخوندزاده خارج أفغانستان؟ أو حتى داخل أفغانستان؟ الأمر ذاته بالنسبة للريمي في اليمن، دروكدال في المغرب العربي وغيرهم من الذين يرون أنفسهم على أنهم أفضل من هيبة الله غير المعروف كثيراً.
– بإمكان طالبان اجتثاث السرطان، وإرسال القاعدة الى مزبلة التاريخ
ماذا يعني فك هذا الإرتباط التاريخي لكلا الجانبين؟ بالنسبة لطالبان، هذا شيء ايجابي ، إذ إن استئصال سرطان القاعدة سيساعدهم في مستقبل التنظيم.
وفيما يتعلق بالقاعدة، فإن فك هذا الارتباط مع طالبان يمكن أن يشكل نهاية لتنظيم القاعدة مثل أي كيان، بالإضافة الى نهاية الزعيم الفاشل الظواهري الذي راهن كثيراً على هذه العلاقة، ومثل كل شيء آخر لمسه، قام بتشويهه وإفساده.
إقرأ أيضاً