أيمن الظواهري… على ضعف الرجل في موقع القيادة لتنظيم القاعدة، إلّا أنّ مقتله شكّل مفاجأة على صعدين مهمّين، أنّ الرجل الذي رصد مقابل رأسه مبلغ 25 مليون دولار قتل، وهو الذي ساعد في تنسيق هجمات 11 سبتمبر، والأمر الثاني الأكثر أهمية أنّه قتل في منزل في شيربور، الحي السكني المحاط بالأشجار، وسط كابول.

طالبان تقول إن “الأمريكيين يدّعون بأنّهم استهدفوا زعيم القاعدة هنا”

وقال مسؤولون أمريكيون إنّ زعيم القاعدة أيمن الظواهري قتل بصاروخ أطلق من طائرة مسيّرة، بينما كان يقف على شرفة منزل في كابول، الساعة 06:18 صباحاً، وذلك في أكبر ضربة للتنظيم منذ مقتل أسامة بن لادن قبل أكثر من عقد.

حتى اليوم، حكومة طالبان لم تؤكّد مقتل الظواهري، وهي تواصل القول إنّ أفغانستان لا تأوي أيّ عنصر من القاعدة على أراضيها.

أخبار الآن” سألت نائب المتحدث الرسمي باسم حكومة طالبان بلال كريمي (Bilal Karimi)، عن حادثة مقتل الظواهري في العاصمة كابول وخلفياتها، فقال: “ليس لذلك الحادث الكثير من الخلفية لتفسيره، في صباح 31 يوليو، استهدفت طائرة درون منزلاً سكنياً في كابول، وبعدها بيومين ادّعى الأمريكيون بأنّهم استهدفوا زعيم القاعدة هنا”.

لقد وضع أيمن الظواهري إذاً حكومة طالبان في ورطة أمام المجتمع الدولي، سواء أكان وجوده في العاصمة كابول حصل بعلمها أم من دون علمها، فهي ترفض القول أو الإعتراف بمقتل الظواهري على أراضيها، بمعنى أنّها لا تقبل فكرة أنّ الظواهري عثر عليه في كابول وقتل فيها، وتقول إنّ تحقيقاتها مازالت مستمرة.

حتّى تلك الفرضية بشأن الظواهري ترفضها طالبان.. "لا جثة"

طالبان تختبىء خلف الجثة!

وهنا يقول كريمي: “لم تتم مشاهدة أيّ جثة هناك، ربمّا بسبب المواد المستخدمة في في السلاح الذي تمّ استعماله، لم تتم رؤية الجثة هناك”. ويتابع: “لا يمكننا تأكيد ذلك الأمر في الوقت الحالي. راهناً، ذلك الأمر مجرّد مطالبة، تحقيقنا في القضية مستمر، ونقوم بتقصّي التفاصيل”.

مع أيّ سؤال يطرح على المتحدثين باسم حكومة طالبان، تجدهم يتمسكون بالبيانات الرسمية. فعند سؤالهم عن إمكانية وجود عناصر من القاعدة في أفغانستان، يردودن المواقف نفسها لناحية أنّه لا توجد مجموعات أجنبية على أرضهم، وتلك المواقف دائماً ما يتمّ ذلك تكرارها في الإعلام، ويتم الترويج لها سعياً لكسب رضى من المجتمع الدولي تمهيداً لنيل الإعتراف الدولي.

يقول كريمي: “لا تسمح الإمارة الإسلامية لأيّ جماعة أو حركة تشكل تهديداً لدول أجنبية، بتنفيذ عمليات داخل أفغانستان. ففي الإمارة الإسلامية، لا يوجد حالياً رعايا أجانب يمكن التعامل معهم، والإمارة الإسلامية تلتزم بالإتفاق الذي أبرمته مع الدول الأجنبية في اتفاقية الدوحة”.

ويضيف: “كما قلت، بعد العام 2001، الأجانب الذين كانوا في أفغانستان، غادروا البلاد، لأنّ الظروف المعيشية هنا لم تكن مواتية لهم”.

هل تدعو طالبان علانيةً المقاتلين الأجانب لعدم القدم إلى أفغانستان؟

رغم تلك التأكيدات، ثمّة حقيقة واحدة هي أنّ الظواهري عثر عليه في كابول، وقتل فيها، بغض النظر عن كيفية وصول الظواهري إلى قلب العاصمة ومَنْ ساهم بذلك. الواقع الآخر أنّ تلك المستجدات متّنت العوائق أمام إمكانية القبول الدولي بطالبان كممثل شرعي للشعب الأفغاني.

وفي السياق، لا بد من أن تكون طالبان أكثر وضوحاً.. كيف يكون ذلك؟ ربّما يكون من خلال إعلان طالبان صراحة بأنّها لا تريد القاعدة في أفغانستان بشكل صريح وواضح، بطريقة لا تحتمل الشك. فهل توجه طالبان يوماً ما نداءً علنياً واضحاً للمقاتلين الأجانب بعدم القدوم إلى أفغانستان لأنّه غير مرغوبٍ فيهم؟ أم تبقى على مواقفها الضبابية كما في كثير من الملفات؟

 شاهدوا أيضاً: عام على عودة طالبان إلى حكم أفغانستان.. الأفغان بين الجوع والإرهاب والإصرار على النضال