برنامج مصالحة لتأهيل المعتقلين المتطرفين في المغرب
- برنامج مصالحة يرتكز على ثلاثة محاور أساسية هي المصالحة مع الذات، والمصالحة مع النص الديني، ثم المصالحة مع المجتمع
- الأشخاص المستفيدين من برنامج مصالحة تم الإفراج عنهم والآن يشتغلون في مجالات تهم تفكيك الخطاب المتطرف
- يشمل البرنامج محاضرات دينية يلقيها مؤطرون من الرابطة المحمدية للعلماء
كشف مسؤول مغربي أن «برنامج مصالحة»، الذي اعتمدته السلطات المغربية للحد من مشاكل التطرف والإرهاب مكن من الإفراج عن 129 من المعتقلين في ملفات الإٍرهاب بعفو ملكي، مشيرا إلى أن البرنامج الذي انطلق سنة 2016 عرف تنظيم 10 دورات شارك فيها 239 معتقلا من المغرب.
حول هذا الموضوع أجرت أخبار الآن لقاء خاص مع مولاي ادريس أكلمام – مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وسالناه ما هو البرنامج.. ما هي أهدافه؟
وقال أكلمام أن برنامج مصالحة هو برنامج موجه بصفة حصرية إلى فئة السجناء المدانين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب وهذا البرنامج نتاج عدة مبادرات قامت بها المندوبية العامة منذ ست سنوات وهذه المبادرات عبارة عن تتبع لهؤلاء الأشخاص ويضيف أكلمام أنه تبين أن مجموعة كبيرة منهم يبحثون عن من يمد لهم يد العون والمساعدة من أجل تنويرهم ومن أجل معرفة التعاليم الدينية الحقة ويضيف أكلمام أن برنامج مصالحة يعتمد على ثلاثة مبادئ أساسية وهي المصالحة مع الذات من اجل تحصينهم من اي محاولة لزرع الفكر المتطرف والمصالحة مع المجتمع والمصالحة مع البعد الديني والبعد النفسي وما يميز هذا البرنامج انه شامل لكل الجوانب .
كم عدد المستفيدين من البرنامج؟
يقول أكلمام “البرنامج تم الشروع فيه عام 2017 ووصل إلى دورته العاشرة واستفاد منه حتى الآن 239 سجين” .
ماهي طريقة التقديم للاستفادة من البرنامج ؟
يقول مولاي ادريس أكلمام أن “ما يميز هذا البرنامج هو تطوعي وهناك لجنة تتدرس تلك الطلبات للأستفادة من البرنامج ويستطيعون التقديم للبرنامج عن طريق طلبات كتابية ويسلمونها لمدير المؤسسات السجنية” .
إذا كان أحدهم الآن عضوا في تنظيم إرهابي ويرغب في التوبة ما هي الخطوات التي من الممكن أن يفعلها؟
يجيب مولاي ادريس أكلمام ان برنامج مصالحة من مجموعة من البرامج من اجل تأهيل السجناء بصفة عامة وتأهيل سجناء التطرف بصفة خاصة وهذا البرنامج لديه مرجعيات
وبحسب مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم فإن ” الاستفادة من البرنامج تقتضي من السجناء المعنيين إرادة واستعدادا لتصحيح مفاهيمهم وأفكارهم “.
واعتبر أكلمام أن هذا البرنامج فريد من نوعه على المستوى العالمي، إذ نال استحسان العديد من الشركاء الإقليميين والدوليين، مشيرا إلى أنه يدخل ضمن الاستراتيجية العامة التي وضعتها المملكة المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، الخاصة بتدبير الحقل الديني والقائمة على التعاليم الإسلامية الحقة المبنية على الوسطية والاعتدال والانفتاح والتسامح ونبد كل أشكال التطرف والعنف.
هل هناك قصص نجاح بارزة لحالات مثلا أحدثت فارقا بعد عودتها من التطرف واستفادت من البرنامج؟
يقول أكلمام ان من بين الأشخاص المستفيدين هناك من تم الإفراج عنهم والآن يشتغلون في مجالات تهمُ تفكيك الخطاب المتطرف.
ويوضح المسؤول في المندوبية العامة للسجون مولاي إدريس أكلمام أن البرنامج كان “ثمرة مقاربة جديدة منذ 2015 شملت تتبع تطور هؤلاء السجناء وسلوكياتهم، وفتحت باب التفكير لمساعدة الذين عبّروا عن حاجتهم لمن ينير الطريق أمامهم”.
ما هي أبرز المزايا التي قد يحصل عليها خريج البرنامج؟
أكلمام يوضح لنا أن الميزة الأولى انهم تخلصوا من الإرهاب ومعرفة الحقيقة وبفضل هذا البرنامج استطاعوا الاندماج بالمجتمع وغيرهم من القوانين المنظمة للعلاقات بين الأفراد وهذا من بين أفضل الامتيازات واصبحوا واعين بأفعالهم وأصبحوا مؤثرين في محاربة الفكر التطرف العنيف.
ويشمل البرنامج محاضرات دينية يلقيها مؤطرون من الرابطة المحمدية للعلماء (رسمية)، وأخرى في القانون والاقتصاد ومرافقة نفسية للمعتقلين ولكن لا يقتصر عليها. ويقول صالح إنه اكتشف مبادئ حقوق الإنسان و”أن جلها ليس غريبا عن جوهر الإسلام”، مضيفا “صحيح هناك بعض التحفظات مثل الحق في الإجهاض، لكنها موجودة أيضا لدى مجتمعات غير مسلمة”.
ويشمل البرنامج أيضا محاضرات في القانون والاقتصاد ومرافقة نفسية للمعتقلين. ويتابع أكلمام “لاحظنا اهتمام شركائنا الأجانب بالبرنامج”، مشيرا الى أنه “يمكن أن يكون مصدر إلهام لبرامج مماثلة تناسب خصوصياتهم”.
ويندرج برنامج “مصالحة” الذي قامت المندوبية العامة ببلورته وتنفيذه سنة 2017، بالاعتماد على مواردها الذاتية وبتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وخبراء مختصين، ضمن مساعي المندوبية لتوفير الشروط المناسبة لإعادة إدماج فئة المعتقلين المدانين في قضايا التطرف والإرهاب بالمؤسسات السجنية، من خلال تبني مقاربة علمية تتكامل مع الجهود المتعددة الأبعاد والمبذولة على المستوى الوطني في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف في إطار الاستباقية الأمنية والتحصين الروحي ومحاربة الهشاشة.