تجارة السجاد في أفغانستان على وشك الاندثار بعد سيطرة طالبان

  • هوت مبيعات قطاع صناعة السجاد العريقة في أفغانستان إلى النصف
  • لا يزال السجاد اليدوي الأفغاني الذي يقبل عليه المشترون لخصائصه الجمالية ومنافعه أحد الصادرات الرئيسية لأفغانستان
  • تراجعت عائدات الصادرات أكثر من النصف مقارنة بمستواها قبل عام وهو 89.5 مليون دولار

 

هوت مبيعات قطاع صناعة السجاد العريقة في أفغانستان إلى النصف خلال العام المنصرم مع تصاعد وتيرة الحرب ضد متشددي طالبان وفرض باكستان المجاورة قيودا على حركة التجارة عبر الحدود.

ولا يزال السجاد اليدوي الأفغاني الذي يقبل عليه المشترون لخصائصه الجمالية ومنافعه أحد الصادرات الرئيسية لأفغانستان. لكن نسبته من الصادرات انكمشت من 27 بالمئة إلى ستة بالمئة خلال أقل من عقد.

وأضرت الحرب والفقر وقيود النقل في بلد لا يطل على أي بحار بمبيعات صناعة يقول خبراء إنها تعود إلى 2500 عام على الأقل. ويحكي التاريخ أن الإسكندر الأكبر بعث بسجادة من المنطقة إلى والدته.

تجار أفغان لأخبار الآن: تجارة السجاد على وشك الاندثار

 

تراجعت عائدات الصادرات أكثر من النصف مقارنة بمستواها قبل عام وهو 89.5 مليون دولار. وكان هذا بدوره يمثل تراجعا عند مقارنته بما وصلت إليه الصادرات في أوقات السلم قبل ثماني سنوات إذ بلغت 150 مليون دولار.

يار محمد تاجر سجاد في سوق نجيب زرياب في مقابلة مع أخبار الآن قال: “أنا تاجر سجاد في سوق نجيب زرياب الكبير. كل هذا السجاد هو سجاد أفغاني، لقد خدمت طوال حياتي في بيع السجاد. سوق السجاد متدهور ، لا أحد يشتري السجاد في هذه الحالة ، يقوم الآخرون ببيع أصولهم حتى السجاد، ولا يوجد بيع الآن.

وذكر تاجر السجاد الأفغاني متحسرا على حال تجارته  : “لم نقم ببيع أي سجادة منذ حوالي 40 يوماً. ليس لدينا أي أرباح الآن نحن نخسر إذا قمنا ببيع أي سجادة. قبل ذلك اعتدنا على تصدير السجاد الأفغاني إلى خارج البلاد ولكن في الوقت الحالي لا توجد أي رحلات طيران ولا يوجد تاجر يعمل ولا يوجد عمل على السجاد.” هذا هو حال بعض تجار السجاد في أفغانستان، تجارتهم أصبحت غير مربحة.

تجار أفغان لأخبار الآن: تجارة السجاد على وشك الاندثار

يار محمد/ تاجر سجاد في سوق نجيب زرياب

أما دين محمد فهو تاجر سجاد آخر في سوق نجيب زرياب يلقي باللوم على طالبان معتبرا اياها هي السبب وراء كساد سوق السجاد الذي يرتزق منه هو وعائلته. ويقول لأخبار الآن: “في اليوم الذي استولت فيه طالبان على السلطة في أفغانستان، لا يوجد أي عمل على السجاد ، كل سوق السجاد متوقف الآن، نحن في حالة خسارة، من الصباح نأتي إلى متجرنا، ونعود إلى المنزل من دون بيع أي سجادة واحدة حتى.

ويضيف محمد أن تصدير السجاد تعرقل مع دخول طالبان للبلاد وسيطرتها على الحكم، وبسبب توقف الرحلات الجوية ليس لدينا تصدير إلى أي دولة أخرى ولا يوجد رجل أعمال يضع ماله في تجارة السجاد، مؤكدا أنه فيما سبق كان السجاد الأفغاني هو رقم واحد في العالم وواعتاد التجار وهو منهم على التصدير خارج البلاد وكان المشتري داخل وخارج البلاد.

تجار أفغان لأخبار الآن: تجارة السجاد على وشك الاندثار

د.عمر أومري
تاجر سجاد في سوق نجيب زرياب

الدكتور عمر أومري تاجر سجاد في سوق نجيب زرياب يقول إن تجارة السجاد على وشك الاندثار، وقد جاء الوضع السيء بعد أن استولت طالبان على الحكومة، لا يوجد مال على الإطلاق في البلاد. فقط الناس يقدمون طعامهم في الوقت الحالي، في السابق كان العمل جيداً ولكن الآن انخفض، كما تعلمون أن السجاد الأفغاني جيد ومصنوع يدويًا ولهذا السبب كان غالي الثمن كنا نبيعه خارج أفغانستان ولكن في الوقت الحالي لا يمكننا التصدير، لن يشتري أحد هذا السجاد ، فبالنسبة للشعب الأفغاني هو مكلف ولن يشتري أحد في هذه الحالة.

تقول الإدارة المركزية للإحصاء في أفغانستان إن السجاد كان يحتل المركز الرابع في قائمة صادرات البلاد بعائدات بلغت 38 مليون دولار في السنة المالية 2016-2017. وكان أكثر من 85 بالمئة من هذه الصادرات من نصيب باكستان.